( بقلم : امجد الحسيني - اعلامي عراقي )
الطالب هذا الثروة الذي تتفاخر به بلاد الارض عاش في بلادي خلال المنصرم من الاعوام الاربع وهو يصارع الموت حينا والخوف اخرى وذووه يحمدون الله عند كل انفجار ان ابنهم نجى من عبوات الارهاب وسيارات المفخخات واختطاف العصابات التي كانت تزرع الموت ويفرحون وحقهم ان يفرحوا عندما يحين موعد النتائج ان ابنهم نجح ولكن هذا الخوف والقلق والفرح لايشعر به ذلك الاستاذ الذي درج الناس على تسميته المعلم والاب والمنعم لكن هذا المنعم الصغير بعد لم يولد في بلاد تربى فيها الاستاذ على الفوضى والكذب من جراء خوف السلطة انذاك .
المعلم او الاستاذ اليوم في بلادي لايسال الا عن الراتب الذي سيكسبه من الجامعة وهو لايطلب الا ان ترفع الحكومة العراقية راتبه ليعيش هو في بحبوحة الحياة الهارونية فيما لايعبأ ان تسلب هذه الاموال من الفقراء والمساكين وعوائل الشهداء والمضطهدين ، هذا الاستاذ الذي تربى على شكر " القائد المنصور" في اهداء رسالته وشكر " عبد الله المؤمن " في مقدمات ابحاثه ما ان حالة احوال الدنيا ووهب الله للعراق نسيم الحرية وزال كابوس الطغاة عند صدر العراق الجاثم حتى طغت عليه امراض الامس وحياة الازدواجية التي كان يعيشها حتى صب جام غضبه على الطالب المسكين وصار الاستاذ هو الدكتاتور الاعظم وبقي لهذا الاستاذ او ذاك ان يدعي الربوبية والاستعلاء على اهل الارض ونسي دوره الريادي في بناء المجتمع وانماء ثروة البلاد عن طريق انماء وتربية جيله الصاعد حتى تحول الاستاذ الى حمل يجثم على صدر الطالب وانقلبت المعادلة عندما صار الطالب يعتصم ان اعتدى استاذ على ثوابت العراق الوطنية وصار الاستاذ كبعض السياسين الذين يعرقلون اكثر من 28 قانون برلماني دستوري من اصل 37 قانونا .
اهي مؤامرة على الطالب العراقي ان لايقبل الناجح بمعدل 65% في جامعة او معهد والى ماذا سيؤل هذا الطالب ؟ بالطبع سيفتح " بسطية سكائر" ان كان نسبه الاخلاقي عريقا او سيكون عصا طيعة بيد الارهاب ونوعا اخر من انواع المليشيات والسبب هو وزارة التعليم العالي التي انتهجت اخراج هذا الطالب او ذاك من جو الجامعة الهاديء الى جو العصابات المنحرفة وهو اسلوب جديد من اساليب الارهاب المستقبلي !هل كثر طلاب العراق عن الاعوام الماضية حتى لاتستوعبهم جامعات العراق ومعاهده ام ان الجامعات العراقية اختارت تقنين المقبولين ولعل هذا العام وبعد ان فتحت جامعة الانبار وجامعة صلاح الدين وجامعة الموصل ابوابها بعد طرد ابطال الصحوة القاعدة عن ابواب هذه الجامعات التي كان يوصدها انصار الهالك المنحرف الزرقاوي قد استوعبت اكثر الطلاب وصار المجال اكبر في استيعاب اعداد اخرى من الطلاب وكان المفترض ان يكون عدد المقبولين هذا العام اكبر من العام المنصرم .
أ هي مؤامرة ان ترفع الجامعات اسعار الدراسات المسائية الى خمسة اضعاف فكلية الفنون الجميلة في بابل كانت اجورها 75 الف دينار وهذا العام ارتفعت الى 250 الف دينار والجامعة التكنلوجية كانت اسعارها العام الفائت 250 الف دينار فيما ارتفعت هذا العام الى 750 الف دينار وجامعة بغداد كانت اجورها العام المنصرم 150 الف دينار وارتفعت هذا العام الى 500 الف دينار وكان زعم ارتفاع هذه الاسعار ان الجامعة رفعت اسعار محاضرات الاساتذة والكل يعلم ان اقل راتب يتقاضاه الاستاذ هو مليون دينار عدا مخصصات الاشراف ومخصصات المناقشات واجور الدراسة المسائية ليصير راتب الاستاذ الشهري اكثر من مليون ونصف فيما يتقاضى الموظف العادي 250 الف دينار تاخذه الهموم عند اليوم الثاني من استلام الراتب بعد افرغ جيبه من قبل الدائنين .
أهي مؤامرة ان يهجر الطلاب من اقسامهم بدعوى انهم طلاب دراسات مسائية وكأن طالب الدراسات المسائية قادم من خارج الحدود وكأنه لايملك في هذا العراق غير الجنسية والمفارقة الجميلة ان السياسيون الطائفيون اعتبروا فقراء الشيعة ومساكينهم صفويون وهجروهم من بغداد فيما اعتبرهم الاساتذة اليوم " بدون" ليس لهم حق في الاقسام الداخلية كما حدث في جامعة القادسية فيما ذهبت كلية القانون جامعة واسط الى ابعد من ذلك عندما هجرت طلاب اقسامها وامهلتهم حتى يوم 25 / 11 ليغادروا اقسامها وهم من طلبة الدراسات الصباحية وكأن ابناء الفلاحين والفقراء والموظفين المعدمين في الصويرة والعزيزية والدبوني والزبيدية والشحيمية والحفرية ليسوا من العراقيين الذين يستحقون الحياة والعيش في اقسام الدولة التي تنفق على عميد الكلية ورئيس الجامعة والمحافظ ملايين الدولارات كرواتب شهريا فيما لايأخذ الطالب المسكين من نهر النفط المتدفق عبر الجنوب غير اقسام تافهة وخدمات مهلهلة وكأن ارض الجنوب صارت حكرا على الاساتذة فيما يذهب الفقراء للجيحم .
أ هي مؤامرة ان تنقل كلية القانون من النعمانية الى الكوت ا لا يستحق ابناء النعمانية جامعة ؟ لماذا تسلب الخدمات وتسرق لمراكز المحافظات فيما تعيش المدن الاخرى والنواحي التابعة لمحافظة واسط تخلفا ولماذا يضطر الطالب ان ينفق للذهاب للكلية التي تقع في مركز المحافظة وكأن التخطيط العمراني لايمكن ان ينفع الا مراكز المحافظات حتى صارت المركزية المقيتة حكرا على المدن الكبرى فالمنافع لمراكز المدن والفتاة للجياع والمحرومين .
وكل الذي يحدث والحكومة العراقية تلتزم الصمت ووزارة التعليم تسوق الامور وتكذب الكل الا هي ومحافظي المحافظات تلهيهم ولائم العشاء في بيوت التجار فيما ينام الكسبة والفقراء على ابوابهم تزجرهم الساعات دونما يقابلوا المسؤولين . اما أن للمحرومين والفقراء ان يعيشوا العدالة وعدم التفريق واما أن للمعدمين ان تسمع كلماتهم واهاتهم التي طالت اعوامها وستحكمت مغالق ايامها .
https://telegram.me/buratha