المقالات

هل يوجد لدينا مثل هؤلاء العظماء؟


ليس من قبيل الصدفة, أن يتم تغييب قادة الأمم, عندما يتم اغتيالهم أو اختطافهم.. صحيح أن الموت مسالة قدريّة حتمية, لكن توقيتها وأسبابها لا تخلوا من تدخلات بشرية, لأهداف دنيوية, ومصالح خاصة. 

تقاس خسارة مثل هؤلاء القادة بمقدار, تأثيرهم في المجتمع والأمة, وقدرتهم على تحويل مسار الأمم, وربما دورهم المفصلي في حياة تلك الأمة. 

يخدع نفسه, أو هو أحمق سطحي, من يظن أن أمتنا, لم تنجح في انجاب قادة عظماء, كان لهم الأثر الأكبر, صنع مصير هذه الأمة.. وكانت لهم مواقف عظيمة وتضحيات جسيمة.. ومن يصدق أننا أمة لا تصلح للقيادة, بل ولا حتى لقيادة نفسها, هو مخدوع يصدق, ما يريده الأخرون أن يصدقه عن نفسه. 

عندما أغتيل السيد محمد باقر الحكيم, في يوم الجمعة الدامية, وراح معه العشرات من الأبرياء, ورغم وجود من يختلف معه في التوجهات والأفكار وخصوم سياسيين, لكنهم أجمعوا على عظم الخسارة, وفداحة الخطب, ليس لأنه كان زعيما مهما, أو يمثل جهة سياسية, لها جمهور كبير, أو موقعه في المرجعية الدينية فحسب.. لكن لأنه كان الوحيد حينها, الذي يمكن أن يجمع مختلف الفرقاء السياسيين وغيرهم, على طاولة واحدة, ويمكن أن يوحد العراقيين حوله. 

كانت تلك المقبولية التي لديه, ووسطيته رغم وضوح مشروعه الإسلامي, هي أهم أسباب إستهدافه.. فالأخرون من أصحاب الأجندات والمشاريع, كانت لديهم خطط أخرى للعراق, ولازالت لديهم أهداف لم تتحقق بعد, وليست القضية بهذه البساطة أو السهولة. 

رغم كل عيوب العلمية السياسية, بنيوية كانت أو شكلية, لكنها لازالت قابلة للإصلاح, لكنها بحاجة لقادة من طراز محمد باقر الحكيم, يمتلكون من الحكمة ما كان يملكه, ويفهمون قيمة حفظ الدماء, لانهم دفعوا منها الشيء الكثير, من أقرب أهليهم وأحبتهم, و يعرفون قيمة الوطن, لأنهم تغربوا عنه كثيرا, وقدموا له أغلى ما يملكون. 

هل تظنون أننا الأن, نملك قادة من هذا الطراز, وبمثل تلك المواصفات؟ 

نحن أمة ولادة, ولا نخلوا من عظماء.. فقط دققوا النظر.. فربما. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك