( بقلم : امجد الحسيني - اعلامي عراقي )
انا من ابناء المحافظات الجنوبية ( شروكي ) حسب زعم المجرم صدام واعتز بشروكيتي كما اني شيعي ( اي صفوي ) حسب ادعاء ( الرفيق تايكر ) رغم ان عروبتي ونسبي اشهر من نسبه ، ومن حقي ان اطلب حقي لان الحقوق تاخذ ولا تعطى وارضي هي ارض النفط التي يعيشها من خيراتها الذين يجردوني من عراقيتي والحضارة البابلية والاشورية التي يتفاخر بها المتفاخرون من الاجانب عنها في ارضي ارض بابل وبلاد ما بين النهرين ) الناصرية ) ويصدر بلدي يوميا مليون برميل من نفطي ولكني لا اجني منها شيء لانها جزء من اثبات هويتي وبخيرات جنوبيتي اصبح العراق عضوا فاعلا في منظمة اوبك فيما يبيع ويربح من نفطي جيراني الاقربون والابعدون واطفالي يدرسون في مدارس طينية وبيتي من قصب لاتتوفر فيه ادنى سبل الحياة واهواري دمراها نظام البعث المجرم ومدينتي لايوجد فيها فندق يؤوي الضيوف المسؤولين عند زيارتهم محافظتي كما لا يوجد فيها غير مستشفا واحد وحصتي التمونية ينقصها كل شهر ( الزيت والسكر والرز ناهيك عن الشاي السيء والصابون الرخيص ) وكلما طالبت بادنى حقوقي وسمني الاغراب بالصفوية مرة وبالطائفية اخرى وبالجهل ثالثة وبالحزبية رابعة غير ان اجمل ما اوصف به من قبل المترفين هو ( محافظات ) غير انهم لا يعرفون اني لست " محافظات " بل من ابناء " النواحي والقرى البعيدة جدا " البعيدة في جذور التأريخ والموغلة بالعشق بـ " اضرحة الائمة الاطهار " ومن ابناء مجاهدي ثورة الحبوبي والامام الحكيم سنة 1915 ومن ابناء واقعة ثورة العشرين وجدي قال فيه مهوال اهل الشنافية البيت المشهورة : ثلثين الجنة الهادينة وثلث الكاكا احمد واكراده .
فلماذا يسرق تاريخي ولماذا ينتهب الاغراب ارثي ولماذا تفتقر مدينتي لابسط الحقوق ولماذا تورد اموال ارضي الى بغداد لاستحصل الفتات عن طريق حكومتي المركزية ولماذا علي ان انتظر وزير الكهرباء لاينعم علي بانبيرات قليلة بعد ان تكتفي العاصمة ووزير النفط بغالون يقيني ويقي زوجتي وطفلي برودة الشتاء – لم اتزوج الا بعد سقوط النظام لاني لم اكن املك نقود الزواج ووالدي كان موظفا بسيطا - ولماذا يتكم الناس في تعيني ويقررون تعين مديري وتقرير مصيري ومصير اولادي ولماذا لحد الان اكتسب من بسطيتي في ساحة العامل في الكوت رغم تخرجي من الجامعة منذ اكثر من ثمان سنوات ؟
انا اكره المركزية التي قتلتني خمسا وثلاثين عاما وهجرت اخي واعتقلت عمي واعدمت ابن عمي وجردت صديقي من الجنسية لتمنحها للمتملقين والاغراب من اخواني العرب الفلسطينين والسورين المعارضين للنظام المرحوم حافظ اسد انذاك ؟ أ ليس من حقي ان اطالب باقليمي الخاص ( اقليم جنوب بغداد ) وشخصيتي ( الجنوبية الاصيلة ) المحترمة وكياني ( الحر ) الذي يرفض المتطفلين واهواري التي جففها صدام لانها احتوت المجاهدين ونصرتهم وخدماتي التي اطلبها لمصالحي ومصالح مدينتي لا لمصالح الاخرين ؟اذا لن اقبل بغير اقليمي اقليم جنوب بغداد !!!!ولن اعيش في صوامع المحرومين وبيوت الصفيح التي تقبع على شواطيء دجلة والفرات ؟ولن اقبل صدقات الحكومة المركزية التي تقتر عليّ ؟ولن اقنع بالقليل لان المال مالي كما هو مال غيري ؟ ولن اقبل شعارات الطائفين لان التاريخ تاريخي ؟كما لن اقبل بتقسيمات الوطنية التي يهبها فلان ويمنعها علان لان الوطن وطني والتاريخ تاريخي وليبحث الاخرون عن وطن غيره ان كانوا لايرغبون المشاركة معي او يستنكفون من نسبي الرسولي ؟
عشت اعوامي اصبر النفس في المعتقلات والسجون وبتهم شتى مرة الانتماء للاحزاب الاسلامية واخرى بالزيارة مشيا الى الامام الحسين ومرة لان عمي في فيلق بدر واخرى لان ابن عمي اعدم لانتماءه لحزب الدعوة واخرى لان اصدقائي جنوبيين وواحدة لاني لم اقف باحترام عند مرور الرفيق علان امام المقهى الذي احتسي الشاي فيه .كما كانت امي تحتسي الصبر مرا عند ذهابها الى سجن النساء في الديوانية لزيارة امها المعتقلة - توفيت بعد خروجها من السجن الرطب البارد بعد اصابتها بالرماتيزم - لان ابنها هجر العراق هربا من صدام وطلبا للحرية وبعد خمس وثلاثين عاما عشتها يوما يوما وساعة ساعة ولحظة لحظة بين هارب ومهاجر وما ان جاءت دولة الديمقراطية تمنيت ان تطبق جميع مشاريع الشهيد محمد باقر الحكيم ومن اولها ( نظام الاقاليم ) ولكن مرت الاعوام الاربعة ووضع الدستور الذي صوّتُ عليه مع الملايين من ابناء الجنوب والوسط والذي يقر حقي في الفدرالية اسوة باقليم الجنة في كردستان وتمنيت كلما شاهدت كردستان على شاشات التلفزيون لاني لا املك القدرة على السفر الى كردستان لاني موظف ( بسطية ) تمنيت ان يكون لي اقليمي الخاص والذي يكسر حواجز البيروقراطية الادارية والروتين القاتل الذي يحكمني بمراجعة المركز في كل صغيرة وكبيرة .
https://telegram.me/buratha