( بقلم : عبد السلام الخالدي )
رجل من رجالات العراق يطرق أبواب الشهرة ويسخّر مايحمله من علم لخدمة بلده، إنجاز جديد يضاف إلى الإنجازات الكثيرة التي حققها أبناء وادي الرافدين، من سلالة آشور، يدخل التأريخ من أوسع أبوابه ليحمل إلى العالم كله بالإضافة إلى معاناة شعبه، صبرهم وتفانيهم ووحدتهم وحبهم لبلدهم، ورفضهم لكلمة تفرقة، فالكل سواسية، لافرق بين أبيض وأسود، مسلم ومسيحي، سني وشيعي، كردي وعربي، صابئي، إيزيدي، فالكل واحد، الكل عراق، نعم هذا ماقاله البطريرك المار عمانوئيل دلي الثالث رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم إن تنصيبه كاردينالا ليس تكريماً شخصياً له حسب بل هو تكريم لكل العراقيين داخل البلاد وخارجها، لم يذكر ديانته، أو الشريحة التي ينتمي إليها، ولهذا الإنجاز دلالات عدة، منها: إن منصب الكاردينال الذي يعد من المناصب الدينية الرفيعة في العالم لم يمنح لرجل دين عراقي سابقاً،
فهذه أول مرة يحصل عليها عراقياً، وخلال حفل التنصيب أراد دلي إيصال رسالة إلى العالم بأسره حينما قال أنه سيواصل جهوده من أجل توحيد صفوف أبناء بلاده بمختلف أديانهم وطوائفهم وأطيافهم، وخدمة بلاده المعذبة حتى آخر قطرة من دمه، هذه هي لغة خطاب العراقي الأصيل المتنكر لذاته الذي يضع مصلحة البلاد فوق مصلحته الشخصية أو مصلحة الدين والطائفة التي ينتمي إليها، الإنجاز الكبير يضاف إلى الإنجازات التي لانهاية لها، لرجال ونساء بل وحتى أطفال العراق، في المحافل العربية والإقليمية والدولية، نال عليها الكثيرون من كافة الأديان والطوائف والمذاهب، وما التكريم الأخير إلا وساماً جديداً يضاف إلى الأوسمة السابقة التي طرزت صدور العراقيين الشامخة، وعلى كل عراقي وعراقية أن يفخروا بهذا الإنجاز الرائع، تحية لدلي الذي جعل المسلم يهنىء المسيحي بهذه المناسبة العزيزة، وإلى إنجازات عالمية أخرى، ومن ديانة أخرى تحت إسم العراق.
https://telegram.me/buratha