بقلم المهندس والاعلامي : حازم خوير
في الوقت الذي كانت فيه وسائل الاعلام المختلفة حكرا بيد السلطة الحاكمة ابان النظام البائد جيرت تلك الوسائل والقنوات التي لا تزيد عن ثلاثة كذلك الصحف لمصلحة اهداف ومشاريع النظام الاستبدادية في عكس كل ما يشيع حالة الانفرادية والحزبية والطائفية الحاكمية ،عازلة بكل وقاحة واجهار ملايين الشعب عما يدور حولهم في جميع زوايا العالم .
وبعد زوال النظام ظهر افق ديمقراطي جديد في المجال الاعلامي وبكافة انواعه واهدافه وولاءاته في مسحة وحلة جديدة في المنظور الاعلامي العراقي ،وهذا الانبثاق القوي جدد لدى الكثيرين املا كاد ان يموت في عقول مبدعيه ماادى بالنتيجة الى ثورة اعلامية ان قيست على مستوى دول الجوار فهي الاوسع لكنها تحتاج الى الكثير من المستلزمات والمقومات لتحتل موقع الاكفا وبجدارة بين نظيراتها في دول الجوار .
وحيث ان الدراسات الميدانية والتقارير اشارت الى ان (150) صحيفة قد رات النور منذ السقوط ولحد الان، وافتتاح العديد من القنوات الفضائية والارضية،وانشاء الاف المواقع الالكترونية على شبكة الاتصالات الدولية (الانترنيت) وغير ذلك من النشاطات الاعلامية فان ذلك يحتاج الى وضع الاسس الصحيحة وسن القوانين وتحديد الاولويات وتوفير المستلزمات والطاقات وما يرفدها وغيرها مما تستلزمه هذه السلطة التي حملت هذه الصفة كونها تحمل في مكنوناتها عناصر التاثير والمبادرة والتشخيص الدقيق والاساليب الصحيحة لكشف وطرح الحقيقة والاراء الخاصة والعامة وصولا الى صفة العمل المهني الذي لايقبل التجاوز على الاخرين وتشويه الحقائق وروح الانحيازية والفئوية الواجب تجاوزها والابتعاد عنها في هذه المهنة ،وايجاد الحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ان ما يدعو للقلق حقا هو ان يجد الاعلامي نفسه يسير في دوامة لا يستطيع الخروج منها وهي : تقوقعه وانغماسه داخل مجتمعه ومشاكله الكثيرة دون فسحة من الديمقراطية يمكن ان يوفرها المسؤول الفلاني لنقل تلك الصورة والتعاطي معها بموضوعية ما يجعل المتتبعين لهما يستصغرون الاثنين معا ، كذلك ذوبانه التام في ما تدعو له الجهة التي ينتمي اليها سواء اكان عملها سلبا او ايجابا بعد ان اختار ان يكون خارج قائمة الاعلاميين المستقلين ،وهنا يضيق نظره ليرى مايراه البعض وليس ما يراه الكل فيكبر بعين البعض ويصغر باعين الكل ، في حين من الضروري بمكان وزمان وحالة المجتمع ان يتناول القضايا كل حسب طبيعته ،مدلا على الاساليب الصحيحة في تداول وتناول كل حالة وكل على انفراد بعيدا عن الضغينة والحقد واعتبارات الولاء والمحاباة .
وهنا لابد من الاشارة الى ان الكوادر الاعلامية في العراق باتت بائسة بما لديها من قدرات متواضعة في هذا الاختصاص امام وسائل الاعلام العربية ناهيك عن الاجنبية والقدرات والامكانات الهائلة التي تمتلكها خاصة المنحرفة منها . وهنا يلقون بظلال ذلك على خطط الدولة الطموحة بعد التهميش الذي مورس ضدهم خلال السنوات السابقة والمخاطر المحدقة بهم من جراء العمليات الارهابية وغياب الضمان الذي يكفل حقوقهم وحقوق عوائلهم بشكل كامل دون اجتزاز . لذا لابد للمؤسسات والجهات المسؤولة الى اقامة الدورات التكثيفية وارسال البعثات الى دول الجوار وتخصيص الدعم اللازم وتنظيم العمل النقابي و.......الخ مما يخدم هذا القطاع الحيوي الذي بغيابه او ضعفه تختل موازين القوى في أي دولة.
https://telegram.me/buratha