المقالات

عودة النازحين الى ديارهم وانكفاء الارهاب ...عودة الحياة للمدن التي غادرها الامان


( بقلم : طالب الوحيلي )

اول مظاهر الفتنة الطائفية التي رمت القوى المظادة لخلاص وتحرر الشعب العراقي الى اشعالها ،ابتدأت بحملات مرعبة لتهجير بعض سكان المناطق المختلطة مذهبيا تحت سيل من رسائل التهديد والوعيد بالاختطاف والقتل وقطع الرؤوس ،ومن قبل زمر همجية لا تحكم من كتاب الله سبحانه اية واحدة ،وقد استغلت هذا المسلك كاقرب طريق لها لبث حالة الفرقة والرعب والتشتت والحقد الطائفي الاعمى بين ابناء الشعب الواحد الذي لم يدر بخلد احد من افراده او جماعاته ان تتحول تلك العلاقات الانسانية الفريدة من نوعها على صعيد الوطن العربي والعالم ،الى حالات اقتتال او خوف لا يامن فيه ابن العشيرة من قرينه فيها او النسيب من نسيبه ،وتحول الخطب الى قتل على الاسم حين اعمى الحقد والحنق الطائفي المستورد قطعا او السياسي المنهزم من المواجهة الشريفة ،اعمى اولئك القتلة فصاروا وحوشا شرهة لا تميز بين جنس او نسل او مذهب او عقيدة سوى غيها وتكالبها على مصالح الشعب الذي كابد الامرين بدلا من ان يستنشق نسيم الحرية والرفاه ويسترجع انفاسه من ذلك اللهاث المضني، بسبب سياسات النظام البائد الذي سعى وبكل ما رصده من اعلام مزيف الى شرخ الوحدة الوطنية والاجتماعية للشعب كعقيدة تبناها لكي يبقى جاثما على صدر العراق ،فما كان من ايتام ذلك النظام الا وقد غيروا من طيلساناتهم البشعة الى اسمال التكفير والتوحد مع زمر القاعدة المنهزمة من معارك افغانستان او التي قذفتها على العراق منظومة النمط العربي الحاكم الذي يستحيل عليه الاستقرار مالم يفشل المشروع التحرري والتجربة الديمقراطية التي نبتت في العراق على انقاض نسخة ضارية من امثالهم ،فتعددت الحواضن بتعدد المزايدين والذين يبحثون عن مكان لهم وسط القوى السياسية الفاعلة التي لم تجيء من فراغ وانما من وسط ومن ضمير الشعب العراقي وتراثه الاستشهادي المتمثل بالمقابر الجماعية والتاريخ الجهادي والنضالي للشعب العراقي ،بل ان هناك الكثير من المآخذ على الخطاب السياسي لبعض الكتل السياسية التي استمدت عنتها ووجودها من ذلك النفس الطائفي البغيض ،فتقطعت اوصال العديد من مناطق بغداد العاصمة كمراكز نفوذ لبعض الكتل او الاحزاب او الشخصيات ،وفي ظل بعضها حدثت جرائم التهجير القسري وامام انظارها وقعت الجرائم المرعبة لاحداث تلك الفجوات في النسيج الوطني ،والهدف الاول من ذلك كله هو تحويل بعض المدن الى مناطق انتخابية خلية من المنافسة .

هذه الجرائم قد اصبحت من اقسى ما مر به المجتمع العراقي بعد ان نزحت الاسر هاربة بارواح افرادها من الموت المحقق باتجاه المدن الاخرى الاكثر بحثا عن الامن ،فيما تقع فريسة للعوز والفقر والحاجة بعد ان تركت مساكنها العامرة وهرعت الى منافيها وترك معيلوها اعمالهم الحرة وراحو يبحثون عن فتات الرزق ،لا سيما الذين غادروا العراق الى دول الغربة حيث وجدوا انفسهم لوجها لوجه مع الغربة والذل والتشرد برغم الشعارات الفارغة التي تطلقها الابواق العربية التي لعبت اخبث دور في اشعال الفتنة الطائفية والعنصرية في العراق ،كون الاعلام العربي كان وما يزال معبأ ضد الشعب ومصالحه ومستقبله ،وقد بقي على خطابه المزيف للحقائق والباحث عن السلبيات التي تكتنف هذه التجربة البكر ..

الواقع اليوم قد تغير كثيرا بعد ان انكشفت حقيقة الارهاب الذي اخذت مساحاته تضيق كثيرا على ارض الواقع وفي النفوس ،وقد توالت بشائر الصحوة من غشاوة التكفيريين والطائفيين السياسيين ،ونطلقت مسيرة التوحد من جديد وتلاقت الوجوه الخيرة والايادي البيضاء لتتصافح مع بعضها متتصالح وتتعانق ،لافضة تلك الوجوه الشوهاء بعيدا عن مناخات العمق العشائري والاجتماعي ،لتتضائل حدة الخطاب الطائفي كثيرا وتحل محلها لغة الالفة التي تفضي بالكثير من معاني الاخوة والسلام ،وهكذا تفتحت ابواب عودة الى مناطق سكناهم او الى الوطن الكبير حيث بدأت قوافل العودة الى العراق ..

العديد من القوى السياسية التي هي من خارج العملية السياسية اعلنت اليوم موقفها من القاعدة ومن الارهاب ومن التهجير ،وهي بدورها تدعو لملاحقة القاعدة والخارجين عن القانون ،فيما اعلن عن تحقق قفزات رائعة في التقارب الروحي بين ابناء المذاهب ،خصوصا حين اعلن رئيس ديوان الوقف السني موقفه من هيئة علماء السنة ،وهي البراءة من تلك الزمرة التي صادرت حق اتباع المذاهب الاسلامية وظهرت الوجه القبيح بعد تبنيها كافة اهداف ومكائد القاعدة وبقايا البعث الصدامي ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك