المقالات

بمناسبة الذكرى السنوية التأسيسية


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

المشروع النهضوي للمجلس الاعلى اسقط كل الاوراق الصفراء وحافظ على وحدة العراق ارضاً وشعباًأمام اصرار القيادات السياسية وفي مقدمتها زعامة الائتلاف العراقي الموحد المتمثلة برئاسة سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على توفير كل مستلزمات الحفاظ على وحدة العراق وعلى وحدة ترابه وشعبه والتصميم على انجاح المشروع العراقي من خلال تماسك كل الطيف العراقي على اختلاف الوانه ووحدته الوطنية لا يمكن لاحد ان يزايد على هذه المواقف الشريفة خاصة وان القيادة السياسية في المجلس الاعلى قد اسست القواعد الصلبة والصحيحة لبناء العراق الجديد الذي انطلق البناء من احترام الدستور الذي اختاره العراقيون وصوتوا له بنعم كبيرة ومن خلال توزيع الادوار والثروات بشكل عادل واعادة الاعمار للبنى التحتية وما دمره النظام المقبور، كل ذلك سوف يقف حائلاً قوياً وجداراً صلباً امام مشاريع التقسيم التي ينادي بها البعض خدمة لاجندات خارجية تريد للعراق ان يبقى فقيراً ضعيفاً تتنازعه الاهواء والضغائن العرقية والطائفية التي راهن عليها اعداء العراق والعراقيين بشتى الاساليب الملتوية الفاقدة لاية شرعية لتأجيج الصراع الدموي بين مكوناته الاساسية، لكن حرص القيادات السياسية ومعها الشعب العراقي الصابر على المحن والآلام قد افشل هذه المشاريع ووأدها الى الابد، وها نحن اليوم نشاهد التطور الكبير على المستوى السياسي والاقتصادي والخدمي والامني وغيرها من الصعد التي تجعل من العراق في مقدمة الدول النامية خاصة وان الفساد الاداري والمالي قد تقلص الى حد كبير كما تقلصت الاعمال الارهابية التي نفذتها قوى الشر والضلال من اتباع تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا النظام المقبور المجرمة التي ارتكبت ابشع الجرائم الوحشية بحق ابناء الشعب العراقي الا انها لم تستطع ان تنال من عزم العراقيين في بناء بلدهم على اسس وطنية صحيحة.

لقد راهن اعداء العراق واستحضروا كل اوراقهم الصفراء لاحداث شرخ في اوساط الطيف العراقي لاعادة العراق الى ما مضى، فشهروا بالمجاهدين الابطال الذين ساهموا في اسقاط النظام المقبور وساهموا باسقاط المعادلة الظالمة السابقة التي حكمت العراق طيلة تسعة عقود واطلقوا عليها اسم (المليشيات) في محاولة لتسطيح وعي الجماهير الا ان حقيقة هذا التشكيل العسكري (فيلق بدر) الذي قارع النظام الدكتاتوري المستبد طيلة ثلاثة عقود ونيف وبعد سقوط النظام وضع سلاحه وتحول الى منظمة سياسية (منظمة بدر) اتجهت للاعمار والبناء دون ان يطلب منها احد وضع السلاح بل كان بمحض ارادة القيادة السياسية بعد ان تحقق الهدف ولا تمتلك في هذا الظرف الحساس أي سلاح كما يقول سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم الا بمقدار الدفاع عن النفس وعن المقرات الخاصة بهذه المنظمة وبتصاريح رسمية وليست خارجة عن القانون.

المجلس الاعلى هو صاحب مشروع مكافحة الارهاب وهو اهم متبنياته لذلك وقف بوجه التعصب الطائفي والثقافي والتشدد الديني الذي يتنافى مع مبادئ الرسالات السماوية والاديان والشرائع السمحة وفي مقدمتها الرسالة المحمدية الاصيلة التي تحارب العنف وتدعو الى الحوار والتفاهم ولا تقبل باللجوء الى السلاح لحل المشاكل لذلك شكل الاتفاق الموقع من قبل سماحة حجة الاسلام والمسلمين عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى وسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر شكل خطوة مهمة في الحفاظ على الوحدة الوطنية والحفاظ على اللُحمة بين وشائج الطيف العراقي، فهذه الوثيقة هي احدى الثمار التي حققها مبدأ الحوار والتفاهم بين مكونات الشعب العراقي لانجاح المشروع الوطني واسقاط الرهانات والمزايدات السياسية التي يلجأ اليها البعض عندما تتساقط اوراقه الصفراء بفضل هذا التلاحم المصيري الذي يحفظ التراب العراقي من التمزق والتشرذم - لا سمح الله -

العراقيون وبعد نجاحهم في احتواء العمليات الارهابية والاجهاز على منفذيها من قبل القوات الامنية الوطنية العراقية اسكتوا كل الابواق التي حاوت القضاء على المشروع الوطني الذي التف حوله الشرفاء من ابناء هذا الوطن الكريم، ولعل شعار عام 2008 هو عام الاعمار والبناء كان شعاراً موفقاً يصب في المصلحة الحقيقية لابناء شعبنا بعد معاناة والآم عاشها العراقيون طيلة الاعوام الماضية التي تلت سقوط صنم بغداد المقبور.المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي قارع الظلم والاستبداد والقهر الاجتماعي الذي مارسه النظام البائد ينظر الى تحمل المسؤولية على انها تكليف شرعي ووطني وليس لاقتناص الفرص للحصول على امتيازات شهوة الحكم والتسلط كما كان فعل ذلك الآخرون الذين استعبدوا الناس وسرقوا ثرواتهم وصادروا حرياتهم الفكرية والانسانية وهذا ما يقرُّ به حتى المناوئين للمجلس الاعلى فضلاً عن انصاره وجماهيره الواسعة وقاعدته الشعبية العريضة.القيادة السياسية للمجلس الاعلى لا تعتقد بالمزايدة على احد ولكنها تحتكم الى صناديق الاقتراع في الفيصل بين المكونات التي تريد ان تفوز باصوات الناخبين وهذا الخيار هو اعلى درجة في الممارسات الديمقراطية التي يريدها العراقيون ان تنمو وتستمر لتؤسس القواعد الصلبة والرصينة في عملية انتقال السلطة سلمياً وتبادل الادوار حسب ما تنتجه العمليات الانتخابية الحرة النزيهة، وعندما يفتخر المجلس الاعلى بقاعدته الشعبية العريضة وجماهيره الواسعة فهو حق طبيعي له ومن حقه الشرعي والاخلاقي ان يعرف بسعة هذا الالتفاف الجماهيري الموحد حول مشروعه النهضوي الذي اختطه منذ تأسيسه لخدمة العراق والعراقيين دون شطب او اقصاء او تهميش لاي مكون من مكونات الطيف العراقي وهذا هو الانصاف والعدل الحقيقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك