المقالات

انهيار القاعدة


بقلم عبد الرزاق السلطاني

إن استكمال السيادة لن يتحقق الا عبر بوابات الاستقلال والارادة والقرار الوطني لانعاش العملية السياسية من خلال معالجة الاشكاليات وصولا لموقف متماسك وموحد نعزز من خلاله نقاط القوة لكي نحدد اتجاه البوصلة لتأسيس قواعد رصينة لبناء المعطيات البنيوية وفق معايير تقوم وتسهم في ذلك التأسيس، فالانعطافة الاخيرة في الموقف الدراماتيكي في المعادلة الوطنية ازاء القاعدة الارهابية وتجفيف منابعها والسير بذلك الاتجاه من عدة محاور خارجية تتبنى الانفتاح الاقليمي والدولي ومعالجة القضايا العالقة، وزيادة التمثيل الدبلوماسي، فضلاً عن دعم العملية السياسية وضبط الحدود، وأخرى داخلية بدءا من مطاردة فلول القاعدة الارهابية وغلق الهيئات الداعمة لها، للبدء بانجاز وحدتنا الوطنية بما يحقق لها التمايز والتناغم والوحدة، وبما يقبر كوارث التشتت والتشظي، فتدعيم صيرورة امتنا الجديدة على اساس خطاب ومشروع نهضوي حقيقي ينتزع كل صواعق الفتن التي عملت على تفجير الذات العراقية من الداخل، لقد كانت القاعدة والهيئات الداعمة لها من اشد صناع الكراهية والتصادم المجتمعي فقد سعت في صناعة المعايير والتجارب الضيقة وعملت بالتضاد مع الوحدة الوطنية التي تؤسس على معايير المواطنة المتكافئة.

ولعل في طليعة طوابير صناع الكراهية تلك التي اعتمدت البرامج الضيقة والتعويم واستلاب الهوية العراقية كما انها اعتاشت على الاستجداء الخارجي لتغذية الارهاب، فالمشكلة في عمقها تتمثل بفشل القاعدة والظهير الساند لها بكل مسمياته البنيوية والتركيبية، لذا لم تصمد ولم تنتج تكاملا متصاعداً بل سجلت تراجعاً متسارعاً قل نظيره، وعلى الرغم من المعطيات التي خلفها الارهاب الوافد بقت الخارطة السياسية راسخة ومتماسكة وقوية بعناوينها الكبيرة كونها نتاج جماهيري وسياسي وطني، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعطاء اهمية قصوى للتخندقات التي حاولت ايجاد اوضاع سياسية معينة، فقد تم تفكيكها عن طريق العمل الدبلوماسي والفكري والسياسي، اذ لم تخلف تلك الاساليب غير المجدية الا ثقافة العنف والارهاب.

وانطلاقا من ان صيرورة أية امة لا تتشكل الا من خلال تكامل عناصرها الاساسية ومرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، فان وحدتها وقوتها وتراصها مقترن بوحدة امتها المشكلة لكينونتها ولوضع تصورات استراتيجية ومستقبلية فاننا نزعم ان كل مظاهر الخلل والاندحار في التجربة القاعدية انما هو تعبير جلي عن هوية وثقافة منحرفة لا تحظى باي مقبولية في الجسد العراقي، الذي ايقن انه لا بديل عن النظام السياسي الديمقراطي وقدرته على تحقيق المساواة لكل المكونات العراقية وتصويب مساراتها نحو الفيدرالية التي تعد الخطوة الكبيرة لتغيير المسارات الوطنية وتعزيز الشراكة وتنميتها لتأمين بناء المواطنة الصالحة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
babylon
2007-11-22
تعليق بسيط لا يوجد قاعدة في العراق يوجد بعثيه انذال عولاء وخونه وهؤلاء اخطر من القاعدة لان قطع الرؤس كانت موجودة قبل الحفرة اي حفرة صدام يعني قبل السقوط وطول ما موجودين البعثيه على ارض الرافدين يبقى الارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك