( بقلم : امجد الحسيني - اعلامي عراقي )
لعلي لا ابالغ ان قلت ان وزير التجارة من الشخصيات التي تقترب من الله كثيرا ولها تاريخ حافل بالخلق الرفيع والخدمة التي لا تشوبها شائبة للعراق والعراقيين ولعلها اغرب المفارقات ان يصل الفساد في وزارة التجارة الى درجات مبالغ فيها رغم واقعيتها ، انا من الذين عرفوا وزير التجارة واعرف حرص السيد الوزير على مصلحة الشعب وقد حقق انجازات واسعة وكبيرة في وزارة التربية في حكومة دولة رئيس الوزراء الدكتور الجعفري ولكن الغريب ان وزارة التجارة اليوم وهي تحت ادارته تعيش في سرقات وفساد اكاد اكون جازما عدم علمه بها لان قراءة بسيط للبطاقة التمونية ستجد أن هذه الوزارة قد تحتل مواقع متقدمة في سلم الفساد الاداري والمالي وبواقعية اكثر او بحساب بسيط " حساب عرب " كما يقال فلنحسب كيلو الرز الذي يباع في الاسواق بـ 1250دينار وحصة المواطن 3 من كيلوات الرز ولم يحصل المواطن وخلال ستة اشهر على الرز وبحساب بسيط1250 كيلو الرز مضروب في 3 حصة المواطن مضروب في 6 اشهر مضروب في 20 مليون عدد افراد الشعب العراقي التقريبي لمستحقي البطاقة التمونية يصبح الناتج 450000000000 وصدقوني لم استطع قراءة هذا الرقم المهول والناتج المخيف ولكني اسأل عن شيئ واحد اين يذهب هذا الرقم ؟
علما ان الدولة تقول انها سلمت كامل مبلغ البطاقة التموينية الى وزارة التجارة كما تقول ان نوعية المواد المشروط على وزارة التجارة استيرادها هي مواد من الدرجة الاولى والكل يعلم ان مواد البطاقة التمونية التي توزع في " الحصة " رديئة وان كان هذا الناتج لايقنع السادة مستشاري السيد وزير التجارة ، فقد اتصلت ليلة امس بوالدتي وسألتها اسئلة بسيطة عن " الحصة " :
س: هل جاءكم الزيت في هذه الوجبة ؟ج: صار 3 اشهر لم نستلم الزيت !س: ما هو سعر الزيت ؟ج: 2500 دينار !س: ماهي حصة الفرد من الزيت ؟ج: قنيتن زين !• الى هنا انتهى ؟
الاتصال وبمعادلة حسابية يقوم بها طلاب الابتدائية نقول اذا كان سعر قنينة الزيت البلاستيكية الواحدة 2500 مضروبا في 2 لان لكل فرد قنينتي زين مضروبا بعدد الاشهر الـ3 التي لم نحصل عليها من الوكيل على حصتنا من الزيت مضروبا بـ 20 مليون نسمة العدد التقريبي لسكان العراق القادرين على الاكل والشرب او المشمولين بالبطاقة التمونية ما خلا الاطفال الذين لايحصلون على حليب ومع غض النظر عن نوعية الشاي السيء يصبح الناتج 300000000000دينار عراقي .
صدقوا او لا تصدقون اني في ذهول من هذه الارقام المرعبة التي لم اكد ارها في حياتي ولعلي لا احلم يوما في ان اراها وصدقوني لو علم وزير التجارة بهذه الارقام لاستشاط غضبا وقرر فصل جميع مستشاريه ومعاونيه لعلمي واقولها لله والتاريخ بان السيد وزير التجارة بعيد عن حقيقة ما يجري في وزارة التجارة لانه لو علم فلن يسمح بهكذا سرقة علنية وانما العيب في تلك الكوادر الصدامية التي ادمنت السرقة وتجويع الشعب لانهم تربية ذلك النظام الصدامي الفاشستي المقنع والذي يعتبر معول التهديم الحقيقي والذي كان متخفيا بالارهاب لان الارهاب وعدم الاستقرار جعل العراقيين يغطون في ذهول مشاهد الموت اليومي فلما انحسر الارهاب وصارت مشاهد الامن والطمئنينة مظهرا من مظاهر الحياة العراقية دفعتهم الى الرجوع واستخدام الحساب هذا المخترع القديم الجديد ليفتشوا في الدفاتر العتيقة لمعرفة نزاهة هذه الوزارة او تلك واختم قولي من اجل شيوخ الهور والبردي وقصص العجائز الشتائية وعظام المقابر الجماعية وشهداء سجون القمع الصدامي والشهيد محمد باقر الصدر وشهيد الجمعة وشهيد المحراب وشباب الغد واطفال المستقبل انظروا الى الفساد على انه وكما يقول السيد رئيس الوزراء " الفساد ارهاب من نوع اخر لايقل خطر من المفخخات" التي قتلت العراقيين في مدينة الصدر والصدرية والصويرة والحلة من اجلهم جميعا رجاء كونوا رجال دولة واجتثوا المسيئين من البعثيين واقيموا اقليم جنوب بغداد .
https://telegram.me/buratha