المقالات

محمد الدرة والطفل يوسف


( بقلم : قاسم الكوفي / كاتب عراقي مقيم في سويسرا )

محمد اعتقد انك ما زلت تذكرني، فقد التقينا يوم فارقت الدنيا عام ألفين ، كنت ذلك العراقي الذي حث كل من يعرف ان يخرج في مظاهرة من اجلك، يومها خرج العراقيون بالداخل والخارج من اجل طفولتك التي اراقها جندي اسرائيلي . ومن اجل دمك التقيت وجوها لا احب رؤيتها، واصارحك اني اضطررت لمجاملتهم رغم انهم ممن صفقوا لقاتلي واوغلو بدمي، ولولاك انت لاعلنتهم اعداءا لكن دمك اضطرني ان اسامحهم عل وعسى ان يصححوا موقفهم يوم ما .

ورغم ان الجميع تاجروا بدمك حتى ابوك جمال الذي انجبك، فقد تركك خلف ظهره وراح يتسول باسمك من هنا وهناك واصارحك ايضا اني تألمت يوم رأيت والدك يسفح ماء وجهه بين يدي الدكتاتور البدائي في بغداد ، ويبدو ان ما حصل عليه من مال سحت قد ساعده كثيرا على نسيانك فانجب ولدا بعد عامين اسماه محمد.

العزيز محمد الدرة..بين الامس واليوم في بغداد فقدنا محمدين كثر، منذ ان قاد عمك الوهابي احمد الخلايلة ( أبو مصعب الزرقاوي) قبيلة من المخدرين بفتاوى بن جبرين الوهابي الأخر لقتل كل محمد في العراق, والغريب يا محمد ان بعض اعمامك لم يجدوا ضيرا في ذلك , بل انهم سموه جهادا واستشهادا !..... لانهم ببساطة لا يعترفون بالعراقيين مسلمين ولا بشرا، بل انهم لا يجدون قتل اطفالنا خبرا يستحق الذكر ، وان ذكروه موهوا العالم بعكسه كما حصل مع عائلة المواطن العراقي حسين طارش في حي البلديات في بغداد ، إذ قتل اعمامك من عائلته تسعة افراد، فيهم من هو اصغر منك سنا بل كان بينهم طفل رضيع اسمه ( مرتضى )، هل تصدق ان اعمامك وعشيرتك واهلك بدل ان يتعاطفوا مع اطفالنا وابنائنا الذين دفنوا احياء في مقابر صدام الجماعية استعاروا لسان جلادنا واتهموهم ، بانهم خارجون عن القانون ؟ هل تصدق يا محمد ان الجبن وصل ببعض اعمامك ان يفجروا بعض الجوامع السنية في ديالى وبغداد ويقتلوا ويجرحوا المصلين السنة فيها ، حتى يوهموا الناس ان الشيعة فعلوا ذلك؟وحين توجوا انحدارهم بقتل اكثر من اربعين طفلا في بغداد الجديدة فقد اخرجوها اخراجا مسرحيا رديئا، ليزعموا ان ذلك القتل العشوائي جاء صدفة وبتدبير من الاطفال انفسهم.

العزيز محمد الدرة

هل سمعت بالطفل العراقي يوسف ذي الخمسة اعوام الذي احرق المخدرون وجه البرئ في بغداد ؟هل تعلم يا محمد ان انتفاضة المهجر العراقية التي خرجت وما زالت ضد فتاوى مشايخ التكفير والكراهية التي عاثت في ارض العراق وغير العراق الفساد والدمار , والتي اصبح الطفل يوسف احد رموزها , لم تشر وسائل الأعلام التي تباكت عليك أي خبر عنها ولا حتى خبرا سريعا عن مأساة الطفل البرئ يوسف ؟ , لانها تستهين بالطفل العراقي والدم العراقي وتجعله مباحا , انه نهجهم المبرمج كمصنع لإنتاج الأكاذيب ,

ودعني أقول لك , انهم سوف يستمرون في باطلهم لكنهم مع مرور الوقت سيصغرون متحولين إلى أقزام أمام النخلة العراقية التي تشمخ كل يوم , معرية حجمهم الحقيقي , لان يوسف والإنسان العراقي ولد لكي يعيش وغيره من الإرهابيين ومشايخهم ووسائل إعلامهم سيندحرون . وسيبقى العراق بيد أبنائه عزيزا مقتدر و قوة تسوق الفكر الوهابي المتهالك إلى جحوره وتفشل الأعلام العربي الطائفي البغيض , وسيبقى العراق يشع بمائه ونخله وناسه واحة للخير وللمحبة وللسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد
2007-11-19
الامر بكل بساطه يجري قتلنا لاننا كما قال عنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (انتم لهاميم العرب وسنامها الاعظم) وبكل فخر لهذا السبب نقتل.
ابو محمد
2007-11-19
وفعلاً اتجه ذلك الرجل اليّ معرفاً لي بجمال . فقلت له يا اخي نحن نمر بحصار وقانون الايجار قد قصم ظهورنا والعمل متوقف ! فكيف لي ان اعطيه من حاجيات تقرب من 150 دولار مجاناً . وهل هو يرضى ان يأخذ مني ما لا ارضى ان اعطيه له . المسألة ستكون في موضع الغصب . ويبدو ان رجل المخابرات قد تعاطف بعض الشيء معي وارجع لي حاجياتي فدفع عربة جمال ومن دون اي كلمة وبدءوا بابتزاز غيري من المساكين . يا يوسف كلي ثقة ان اباك اشرف وانبل من ذلك المتربي على السحت الحرام - اعني جمال - وقومه .
ابو محمد
2007-11-19
من منا نسي جمال الدرة وهو موضوع على كرسي متحرك يدفعه منتسب من جهاز مخابرات بن صبحة ، اخذ يجوب اسواق بغداد والكاظمية . اذكر انه وصل الى باب محل عملي وطلب مني ان اهبه شيئا من الحاجيات التي انتقاها بيده ولم يكن حينها اعلم انه المدعو جمال الفلسطيني المتاجر بدم ابنه فلما اتممت طلبيته قدمت له قائمة حساب بالمبلغ فما كان منه الا ان ادار وجهه الى رجل المخابرات وكأن ايماءاته وايحاءاته تقول لذلك المخابراتي أبلغ صاحب المحل اني سأخذ ما طلبت من حاجيات ( أتاوة ) . وللحديث بقية
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك