المقالات

المخدوعون أمثالي في الانتخابات.. ثم اهتديت!

2788 2017-01-31

سيف أكثم المظفر
 الاعتراف بالذنب فضيلة، وتصحيح المسار تُعد شجاعة، كونك تخوض حربا عالمية داخلية، ووصفها الاسلام، من أعظم انواع الجهاد، هوجهاد النفس، احيانا تبنى على قواعد متغيرة الهوى والطمع والغريزة وحب الشهوات، واحيانا تبنى على قواعد خادعة ووهمية، وصاحبها يكون موهوم، بسبب خداع والمكر الذي يحمله الخادع.
 كنت من النوع الثاني، المخدوعين بالخطابات الرنانة، والنبرة الطائفية التي تعتلي المنصات، وادافع عنهم دفاعا مستميتا، حتى -دخلت في احد الايام القريبة من انتخابات ٢٠١- نزاعا قويا مع اخي الأكبر، ووصل الى مستويات مخيفة، داخل العائلة الواحدة، شجار وصوت مرتفع، وجدال، مع ان اغلب كلامه كان مقنع، لكني كنت متعصب لدولة القانون ولشخص المالكي.
 بدأت الحملات الانتخابية، وبدء التثقيف للاحزاب والكيانات السياسية، علما اني لم اكن مرتبط بحزب الدعوة ولا دولة القانون لا من بعيد ولا من قريب، كنت من المعجبين كما هو حال اغلب العراقيين، الايجابية التي كنت اتبجح بها لمناصرة دولة القانون والمالكي وحنان الفتلاوي هي :(خوش يحجي)، لم استوعب اللعبة بعد؛ كون الجو العام كان مشحون طائفيا، بعد خطبة الجمعة التي طالب بها ممثل المرجعيا العليا بتغيير الوجوه، والمجرب لا يجرب... كأنها صفعة قد ضربتني، لكني بقيت على موقفي في العلن،وفي داخلي هناك صراع شديد.
 حاولت ان اتواصل مع اشخاص قريبين من المرجعية، لكني لم احصل على جواب واضح، وكان اغلب الاجوبة هي ما يقال في خطبة الجمعة نفسه؟! قربت الانتخابات وما زال الغموض والغشاوة تغطي عقلي وفكري، دخلت في موجة صراع ثانية، عندما تعرفت على احد اشخاص المطبلين لقائمة القانون، واذهلت عند دخولي مقر دولة القانون في المحافظة، فوجدت ملاين البوسترات والحقائب والكتب وكل ما يستخدم في الدعاية الانتخابية، لو جمعت اموالها لعينت الاف الشباب العاطل عن العمل، في هذه اللحظة اصابني الذهول، واخذت مجموعة من البوسترات والكتب التي تمجد بقائد الضرورة، التي طبعت جميعها خارج العراق.
 هنا انتابني شعور سيئ جدا، ذهبت الى البيت وعنادا مع اخي وزعت البوسترات دولة القانون في كل ارجاء المنزل، وكان من ضمنها رايات واقلام وشعارات، ثم رقدت على الوسادة وانتابني شعور غريب، هل انا على صواب ام اخي هو على صواب، اصبحنا يوم الانتخابات، وذهبت الى المركز الانتخابي، مع اهلي، و انتخبنا دولة القانون بكل نجاح، لم تشفع نفسي اللوامة في تغيير رأي، ولا حديث المرجعية ولا حديث اصدقائي.
 يومها جلست اشاهد التلفاز، وذهني شارد في ما فعلت، حتى ارغمت نفسي في صباح اليوم التالي، وذهبت الى اخي الأكبر، وطلبت منه ان يوضح لي وجهت نظره، لكني لم اقتنع بكلامه، وهو علم بعدم قناعتي، فاقترح علي لقاء شخص يوصل لي الفكرة كاملة، بعد فترة التقيت بالشخص، واصبحت الأمور تنكشف تدريجيا، من طلب المالكي اعلان حالت الطوارئ، الى ظهور نتائج الانتخابات، ورفضه التنحي، وعدم تسليم الحكومة، كلها كانت منظفات لما علق في عقلي وعيني.
 اليوم والحمد والشكر للباري وكل من علمني واعطاني الدروس لقراءة الضواهر السياسية، والمسرحيات التي يستخدمها البعض لنيل اصوات انتخابية، وهناك الكثير الذي ينتظرني كي اتعلمه في بحر السياسة العميق، وكنت اتمنى لجميع الشباب ان يعوا حجم المرحلة وقوة العدوا الحقيقي الذي يقف وراء هذه الاجندات الخارجية والداخلية، لم تكن معركتي سهلة، وخسرت بها كثيرا، وربحت اخيرا بقربي من مرجعيتي العظيمة، وقراءتي لخطواتها بكل ادراك وتمعن، فهي الاب الروحي لجميع العراقيين، وانها حقا امة في رجل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك