( بقلم : علي الاسدي )
من الواضح لدى الجميع بان العراق الحبيب يعاني من مرض باسم سرطان الفساد الاداري المستشري في كافة مفاصل واروقة الحكومة مما شل حركة المؤسسات الحكومية نحو بناء واعمار بلدنا وعدم تطويره وازدهاره ، ولم يكن الفساد الاداري الحاكم في الدوائر وليد السنوات الاخيرة فقط وانما يرجع الى الحقب الماضية من تاريخ الرافدين ولعل نستطيع ان نشير منذ تاسيس الدولة العراقية التي مرت بعصر الملكية مجيا الى الجمهورية ثم وصول البعث والى يومنا هذا الذي عرف العراق الديموقراطية ومعنى الحرية والتعبير عن الراي وتفاعل وانتشر هذا المرض مع وجود عوامل المضادة له لوضع حدا من انتشاره ولكن لهذه اللحظة الدواء والعلاج غير قادر على التغلب عليه
وفي عصر الطاغية ضاعف انتشاره حتى شملت رائحته النترة كل مكان بحيث لن يجد المواطن المغلوب على امره مكان من الدوائر والمؤسسات خالي من الفساد والرشوة والسرقة والعبث باموال الشعب لان السلطة صاحبة الراي وتفعل بما تشاء فاصبح الفساد الاداري سيد الموقف بداية من راس الهرم المتمثل بهدام وجلاوزته ليصل ويشمل كافة مفاصل الحكومة وبعد سقوط الصنم توقع المواطن بانه تخلص من هذا المرض ولكن ما يؤسف له مازال السرطان ياخذ مجراه و المواطن في حيرة من امره ويتسائل عن الحل والحلول متشائم بالمستقبل في ظل وجود هذا الفساد الخانق ومن جانب اخر يعلم الجميع في الاسابيع الاخيرة مادار بين رنيس الهيئة الهارب الى واشنطن وما تكلم عن حجم الفساد في اروقة الحكومة ومؤسساتها وصولا الى المذكرة القضائية بحق رنيس هيئة ما يسمى بالنزاهة في مجلس النواب الذي من المؤمل ان ياخذ بايدينا الى شواطئ البناء والاعمار والازدهار وهنا لست بصدد توجيه التهمة الى كافة المسؤولين العاملين في الحكومة وانما اتسائل كسائر المواطنين متى نتخلص من هذا الفساد واصحابه المستفدين على حساب الشعب العراقي ومتى نشم رائحة النزاهة وعطر الاخلاص في دوائرنا ولماذا يتلاعب البعض باموال المضطهدين والايتام والارامل وعوائل الشهداء والمسحوقين من ابناء جلدتنا الن يكفي ما رايناه في صفحات تاريخنا من دمار وخراب وفقر لماذا لايحس المسؤول بان هذه الاموال امانة في اعناقه وانها ملك العام ولايجوزله ان يسرقها ويتصرف بها بما تشتهي نفسه ؟؟
اذا اردنا ان نستمر في الكلام عن الفساد الاداري الحاكم في بلاد الرافدين يعجز اللسان عن القول والقلم عن الكتابة ولكن اود القول بان ملف الفساد الاداري لن يكون سهولة من الملف الامني ويحتاج الى جهود النزيهين والمخلصين للنخلص منه اوعلى الاقل تحديد حجمه ونشاطه في جسدالعراق .
https://telegram.me/buratha