( بقلم : بشرى الخزرجي )
حينما تلتقي في بريطانيا بشخص عربي مقيم أو زائر من دول الخليج العربية أو من دول شمال أفريقيا من أي بقة في بلاد العرب أوطاني، فان أول ما يبدأ الحديث عنه هو الصفويون القادمون مع المحتل من خلف الحدود! موَال لا ينتهي! وإذا أردت توضيح شيء من الواقع على أساس أنك من أهل البلد والمعني بالكلام وأن الشيعي المكنى بالصفوي هو عراقي ضحية وليس جلاداً كما يزعم الإعلام الناطق بالعربية الذي يقلب الحقائق متعمداً من أجل تأجيج الطائفية المقيتة في نفوس السذج من غالبيه الشعوب العربية الغارقة في أوهام القومية وتاريخها وقصصها وبطولاتها وفتوحاتها المزعومة! يجيبك بالنفي والويل والثبور مدعياً إن المحتل وأعوانه (الشيعة!) ويضع كلمة شيعة بين قوسين هم من جلب المحتل! وكي يدعم حديثة هذا بالأدلة والبراهين يقول لك هم من يحكم العراق الآن، إذن هم العملاء لاغيرهم! معتقداً بأنه (جاب الذيب من ذيله) وكأن مشاركة الشيعة وهم أكثرية أبناء أهل العراق في حكم بلدهم خطيئة لا تغتفر وتهمة يحاسب عليها! يتهمك بشتى التهم وعليك أن تقبل بها! .. "عقلية مركبة شمال" بعيد عنكم .. لكن تجد من يروج لها في الإعلام العربي المغترب الذي يحاول وبحكم قدمه على الساحة البريطانية حصر الحقائق قي قالب عروبي متهالك لا يتماشى مع روح الديمقراطية لبلد عريق متعدد الثقافات كالمملكة المتحدة.
لقد وجدت الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية هنا و المدعومة من قبل حكوماتها أو الأحزاب التابعة لها الأرضية الخصبة ومنذ زمن بعيد حتى أصبحت المطبوعات العربية بالعشرات تغزو أسواق ومحال شارع "أجور رود" وسط العاصمة لندن والأحياء المحيطة به حيث مخادع العرب السائحين من دول الخليج وغيرها فضلاً عن وسائل الإعلام المرئي من محطات فضائية تدعي الحيادية والدقة في نقل الحدث ومراعاة الديمقراطية في برامجها الحوارية التي استطاعت أن تبني لها صرحاً متطوراً في لندن و بزمن قياسي! هذا برغم غلاء أجور السكن والإقامة للموظفين وضرائب العمل وو.. العالية الكلفة في بريطانيا إلا إن غلاء الأجور هذا لا يغلى على الساسة الأعراب!، فجميعهم يبحث عن المصداقية في العمل الإعلامي! لكن وفقاً لمقاييس سكان البوادي والقفار يعملون على دس النفس الطائفي البغيض من خلال نشراتهم الإخبارية وبرامجهم السياسية والثقافية، وقد لا أبالغ إن قلنا الفنية! حيث ان الكثير من هذه القنوات الفضائية التي يسيطر عليها الفكر الطائفي والقوموي تعمل على التشهير وإلصاق التهم الباطلة بقوى سياسية معينه وبالحكومة العراقية المنتخبة من قبل أطياف الشعب العراقي كافة، من خلال تزييف الحقائق واستحضار ممارسات وعقليات وأفكار جيل أكل عليه الدهر وشرب ممن عمل في مجال الأعلام على الساحة الغربية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي !
ان الواقع الحالي يحتم على العقول الخيرة والنيرة بناء جيل جديد من الإعلاميين العراقيين الذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية الوطن المباح على أيدي إعلامي العرب القومويين وغيرهم من السلفية التكفيرية ومن قبلهم إعلامي الزمن الظالم المظلم الذين تربوا ونشأوا في مدارس الإعلام الإستبدادي الصدامي والذين كانوا يكذبون حتى على أنفسهم حتى صدقوا أكاذيبهم وأباطيلهم. لابد من خلق جيل يحمل هموم الوطن ويعمل على دفع الأذى عنه وتسليط الضوء على سلبيات الماضي والحاضر وبأسلوب مدني وحضاري وفي فضاء من الحرية المسؤولة والعمل على اختراق عالم صاحبة الجلالة "وسائل الإعلام" بالأخص في دول الاغتراب الكثيرة.
وهنا أود ان أشيد بعمل بعض الشباب العراقي في لندن الذين يتحمسون لقضايا وطن آبائهم وأجدادهم العراق العظيم وهم يدركون وبدافع الضمير الحي انه يستحق منهم الكثير، فقد انتبه بعضهم لهذه المسألة وجد وآجتهد على فضح أساليب أعداء العراق المتخندقين خلف مسميات وطنية مزيفة من خلال اختيارهم دراسة الإعلام في بريطانيا، وعدم الاقتصار على الطب والهندسة والحاسوب ..بوركتم يا أمل العراق القادم.
بشرى الخزرجي _لندن
https://telegram.me/buratha