( بقلم : جبار عبد الزهرة العبودي )
قد يكون الانسان خياليا( طـوبــاويــا) في تطلعاته لسـياسية ، وقد يكون خياليا ( نـرجسيا) من ناحية الاعجاب الشديد بالنفـــس وفي طلــعاته العاطفية وقد يكون خياليا ايضاً (يـوتـيـبـيا) في تطلعاته في الميدان الاجتـماعي والاقـتصادي والعسكري إلاّ أنّه في كل ذلك تكون مخيلة الا نسان وفـي ما تـرسمه له من مشاعرخيالية تحمل احلاماً بــعيدة عن الواقع تكون (مخيلة معتــدلة) ولا تخرج عن الاطار الســليــــــــم في استخدام الانسان لقواه في التخيل
غير ان بعض التطلعات الخيالية لبعـض النـــاس تمثل الشذوذ كل الشذوذ ومنتهى الطرف الحنوني حين تطلع الى اهداف تـــــتــــــــــنافى والصفات السايكلوجية التي جبل عــــليها الانسان في خلقته فتأصلت فـي بنيته العضوية وفي قدراته الفكرية ولسلوكــه العام
ومما يندرج ضمن اطرهــذا النوع من التطـلعات غير المشروعة والتي تـؤكد عدم السلا مة العقلية لصاحبها الدعوات التي دأب على توجـيهــــــــها عراب جرائم القتل وتخريب البــــــــــلدان اسامة بن لادن في خطاباته الى عــــصاباته الاجرامية في جعل الالتـزام العقائدي على حد نعبيره اقوى من الالـــــــنزام الانــــــــساني والالتزام الوطني وفوقهما
ويـبـــــــدو ان الــذي اوحى الى مخـيلة ابن لادن الفاسـة بـهذا الرأي اليوتيبي العقيم هو عـقـلـــيته المريضة وِشعوره بمرارة الـهزيمة والـخيبة امام الضربات الموجعة التي يتلقاها تنظيمه الاجرامي المـــسخ عدو الحــــــــياة واعـمار الارض الـذي استخلف الله الانسان علــيها من اجله عــلى ايدي اهل الارض وذلـك في مـرض دفاع الانسان عن اصله ووطنه في كل مكان بعـشعش فيه هــــــــذا التـنظيم وعـلى الاخص في العراق لأنَّ انتـــــماء المرء من ناحية النـوع الانساني قأياسا الى جنس الاحـيـاء الى عشــيــرة وصـودا الى قوم ومن ثم امة وارتـباطه معهم برابـطـــة الدم وصلة الرحم وانتـــمائه الى الارض الـتي نـشأ عليها وترعرع بين اكنافها
هذان الانتماءان هما اصـــل كل عقيدة ومنبع كل منهج والانتماء العقائدي فرع عليعهـما يســـــتمد وجوده من وجودهما ويأخذ معناه الانـــــــــساني لنبــيل من مكوناتهما الفكرية وما يحملان مـــــن مـشاعر انسانية طيبة تحث الانسان على التعاون مع اخيه الانــسان اينما وجد من اجل تطويـــــــر سبل الحياة وتحسين العيش وهذا على الضد مما يدعو إليه الشــذوذ اليـوتيبي لابن لادن في تخلي الانسان عـن اصلـه الانساني فيـبادر الى التضحية بنفسه دونما هــــدف واضح فليس له اهـل يـدافع عن وجودهم ضــد الــمهالك ويحميهـم من المخاطر ويوفر لهـم السعادة0والتخلي عن انتمائه الوطني والتضحيه بنــــــفسه دون ان يكون له وطن يسترخص هذه الـنفس في سبيله ويبــذل ماله في الدفاع عن تربته
وهذاهـــــو التيه والتشتت والضياع وهو عدو كل تقدم وحجر عثرة في طريق كل تطـورلأنه يعـود بالانسان شيئا فشيـــئا الى الوراء حـــــــتى يصل بأهل الارض الى الحياة البدائية حـــفاة عــــــراة مساكنهم الكهوف وفــراشهم الارض وغـــطائهم السماء يأكلون الحــــشائش والديدان واوطاــــنهم العراء وجيرانهم الوحوش
https://telegram.me/buratha