( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
من خلال المسيرة السياسية التي سبقت اسقاط النظام اثبت الحراك السياسي للمجلس الاعلى والتشكيلات المنضوية تحت قراره بانه تيار جماهيري واسع اعتمد بالدرجة الاساس في خوض حراكه السياسي والميداني على طاقات وقدرات الامة بعيداً عن الادلجة ومحدداتها التي يُخضعها البعض لخطوط حمراء وجدران عازلة.هذا المنهج في التعاطي مع الامة كانت اول افرازاته ان المجلس وبزمن قياسي لم يسبقه اليه احد استطاع ان يتمدد على خارطة ميدانية تبدأ من اهوار العراق والعديد من مدنه وقصباته بغض النظر عن هويتها الاثنية والعرقية الى عواصم عديدة منها طهران ودمشق وبيروت والكويت والقاهرة ولندن وباريس وجنيف وفينا وامستردام وكوبن هاكن وسدني وشيكاغو وديترويت وصولاً الى المنظمات الدولية الاولى التي حجز بها مقعد العضو المراقب كمنظمة الامم المتحدة بشقيها الرئيسي والاوربي ومنظمة المؤتمر الاسلامي التي دخلها المجلس الاعلى تحت هذا العنوان بقمتها التي استضافتها طهران.
ربما هنالك حقائق لم تتح الفرص الكافية لاستعراضها امام المواطن العراقي والنخب العراقية بكافة اتجاهاتها وهنا لابد من التذكير بالدور الاستراتيجي الذي لعبه المجلس الاعلى في استصدار القرار الدولي رقم 688 الخاص بتحذير النظام الصدامي من مغبة انتهاكاته الخطيرة لحقوق الانسان في العراق وما يزيد هذا القرار اهمية سياسية قصوى انه جاء مباشرة تسلسلاً وزماناً بعد القرار 687 الذي بموجبه اعلن عن وقف اطلاق النار بين قوات التحالف الدولي وقوات النظام اثر طردها من الكويت.
وهناك قرارات اخرى كانت من اهم القرارات الدولية التي انتصرت لحقوق الانسان العراقي والتي كان المجلس الاعلى وبشخص قائده آنذاك شهيد المحراب (قدس) يقف وراءها والتي منها القرار 949 الذي يحرم على النظام استخدام اسلحته الثقيلة جنوبي خط العرض 33ْ وكذلك القرار الدولي ذي الرقم 986 الذي كان يعرف بقرار النفط مقابل الغذاء مع ابقاء الحصار السياسي مفروضاً عى النظام.
هذا التوجه الذي قاده المجلس الاعلى خلال حقبة صدام والذي كان المواطن العراقي يشكل محوريته هو نفسه التوجه الذي يقوده تيار شهيد المحراب حالياً والذي توجه بكسر معادلة حكم ظالمة لتحل محلها معادلة انسانية حضارية ديمقراطية قائمة على الشراكة والتعددية وتجذير دعائم وركائز الوحدة الوطنية وتعميم ثقافة وممارسة حقوق الانسان والانتقال بشعبنا الى ظاهرة المجتمع المدني.
أي مراقب يرصد الحراك السياسي وعلى مدى اسبوع واحد على سبيل المثال سيكشف ان الرياضيين والفنانين والاطباء والشعراء وزعماء العشائر والمنظمات والنقابات هم الدوائر التي تتحرك بداخلها قيادة هذا التيار وهذا ما بدى واضحاً كل الوضوح في استقبالات سماحة السيد عمار الحكيم خلال الايام القليلة الماضية. نستنتج من هذا ان هذا التيار هو ذاته في حالتي المنفى والوطن وفي حالات تناوب الرموز على قيادته وللحديث صلة في مرات قادمة.
https://telegram.me/buratha