المقالات

تاملات في اشراقة عراقية


( بقلم : ذو الفقار ال طربوش )

حسن...ال..... ، لاأعرفه ولم أراه سمعت قصته فقط فانطبعت شذرات عطرها الوطني الفواحّ ملتصقا بشغاف قلبي.حسن أسم عراقي عام لايدل على مذهب المحب، قصته أنه من أهل السنة الكرام الذي يفيض لهم القلب مساحة عشق بدون أستئذان ، فقصته شاهد حيّ على أصالة المنبت القيمي لبذرة يحملها كل عراقي أصيل الجذور.

كان حسن المهندس الوديع الخجول يسكن مع عائلته في مدينة صارت ساخنة بعد أن كانت قمة التعايش السكاني منذ عشرات السنون ولان البعث يبحث دائما عن تمزيق النسيج الانساني أصلا فضلا عن العراقي ،لذا لجأ مناصوره بصيغة تكفيريه بقتل أنتقائي لشخصيات من غير مذهب حسن دون أن تتوقف هذه الاغتيالات المجنونة عن حصد أرواح الابرياء وظهر ان من عشيرة حسن بالخصوص من كان وراء عشرات الاغتيالات ولان الوسط الاجتماعي المحلي ليس كله يعرف التأصلات الشرعية التي تحمي الناس وفق المنظور الاسلامي الخالد والذي جعل القتل في القمة الهرمية الاولى للجرائم الانسانية (ولاتقتلوا النفس التي حرّم الله الابالحق) فقد لجأ من خالف الشرعية الى رد فعل غير مبرر لاأيقاف القتل بالقتل المضاد دون شرعية وخاصة في الجانب المعروف بالتمسك التشريعي الصارم عند شيعة محمد ص ، فنال حسن الاذى وهو لايستحق فقتل له أخ اسمه حسين وعندما ذهب أخوه الاخر وأسمه عباس؟ لجلب جثة أخيه البريء من الطب العدلي لم يعد لحد الان! عندها قرر حسن طائعا مغادرة المدينة المعروفة بتنوعها المذهبي لحد الان فقرر الهجرة الى ال.... ململما جراحه ومحافظا على قيمّه الذاتية بعدم وضع البلاء القتلي لاأخوته على جهة بعينها لانه يرى المشهد الاجرامي واحدا يمزق الوطن وضحاياه الابرياء فذاته وكينونته ترفض ثقافة الانتقام فكان تماسكه الاخلاقي النبيل صفة مؤمنة فيه.عمل حسن في موقع هندسي كبير بصفته الهندسية وهناك يعرف الجميع مأساته بضمنهم للاسف القاعدة بحكم سيطرتها على المنطقة الساخنة طائفيا وعسكريا وكان الموقع الهندسي يضم كل طوائف العراق وقومياته بحكم المهنية الفنية على الاقل ولكن هذا لايروق للقاعدة طبعا فكانت تقوم بالاستفسار عن كل العاملين على الطريقة البعثية ويوما ما أرسلت القاعدة على حسن لتسأله عن أحد العاملين وهو متستر من الشيعة وهنا لم تتقافز أمام حسن ذكريات الانتقام والتشفي والغيظ وسطوة الانتقام فكان حسن مثالا للنبل العراقي فلم يتهم في ذاته وأخصائه احدا ما بدم اشقاوءه ولم يشكل في نفسه بناءا متجذرا للانتقام لذا أنكر أمام القاعدة مذهبية زميله بل وأقسم بالمصحف الشريف على ذلك منقذا روحا بريئة من الازهاق المجاني فكان موقفه أسطع من موقف التعاطف الانساني مع قصة أخوته.هذا الموقف يستحق رعاية المنبت الطيب لحسن ويعود لداره معززا مكرما رافعا رأسه عاليا فهو عراقي أصيل لم تغلّفّ كل ذكريات الحقد المقيت اي خلية من خلايا جسده ونبله الرفيع.

 ان حزب البعث المقيت الفاشستي هو الذي خربّ النسيج الاجتماعي الربط الوشيج للتماسك العراقي الوهاجّ فهو على الاقل الذي أختار توقيت تفجير العسكريين لجر البلاد الى خراب عام من الشمال للجنوب ولكن العقلاء أفشلوا خططه فلا تنسوهم يامن تنصفون البعثيون الان تحت بند ورقي؟ اسمه المصالحة الوطنية فأنتصرتم للجلاد قبل أنصاف الضحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك