المقالات

الولد الأكبر في العائلة


 

يمتاز الأولاد في الاسرة المسلمة بخصوصية عن بقية الاخوة؛ لان نظرة المجتمع تعطي مكانة للولد مهما كان على بقية الاخوة من البنات، اما الولد الأكبر فهو يمتاز بقيمة أكبر خصوصاً اذا كان هو الولد الوحيد للعائلة. 

 

والولد الأكبر في الاسرة قد يكون محظوظاً عندما يحظى برعاية خاصة في العائلة، وقد يكون غير محظوظ فيتكفل برعاية اخوته الصغار، ولا شك ان رعاية الاخوة امر عظيم الاجر وفضيلة كبرى يقوم بها الانسان، لكن ذلك قد يكون أحياناً على حساب حياة الأخ الأكبر باعتباره شاباً ويحتاج إلى زواج وتكوين عائلة. 

 

ومن مشاكل الولد الأكبر انه أحياناً يريد أن يكون الكبير حتى مع وجود الأب فيمارس السلطة الابوية مع وجود الوالد، وهذه الحالة قد توقع جميع الأطراف في أخطاء جسيمة، فمن جهة يكون الأب أكثر حرصاً على مراعاة حقوق الأبناء من دون تفريق بين الجنسين، ومن جهة أخرى يكون الولد الأكبر مهتماً بممارسة السلطة الابوية مع وجود الأب وبصورة يشعر فيها أن قراره نهائي ولا يمكن تمييزه حتى من قبل الأب. 

 

ويبقى الطرف الثالث رافضاً لسلطة أخرى غير سلطة الأب، ويصبح الامر بين السلطتين مرتبكاً خصوصاً عندما يضعف الأب امام تدخل الولد لأنه يساهم مادياً في مصروف العائلة. 

 

ويمكن تصوير القضية بشكل اقل حدة من هذا، وهو ان الولد الأكبر وان كان لا يملك سلطة شرعية على الاخوة الا أن حرصه على ممارسة السلطة قد يكون من جهة الدراية والحرص الديني، وقد يكون من جهة شخصية صرفة، وفي الحالة الثانية لا يمكن السماح له بالتمادي على سلطة الأب ومكانته في نفوس الأبناء، واما في الحالة الأولى فمن المهم جدا الحرص على الاخذ برايه من قبل الأب ؛ لأنه يمارس سلطة الامر بالمعروف داخل البيت وهو أمر يكشف عن حرصه وكياسته ورشده الديني. 

 

ومن هنا فسلطة الولد الأكبر المبكرة ليست شراً دائماً؛ لأنها تأخذ عنوان الهدف الذي يحرك الولد باتجاه الممارسة المبكرة، والموقف من هذه الممارسة يقتضيه تشخيص الهدف المحرك، وربما يكون الولد الأكبر أكثر قدرة على تشخيص مشاكل اخوته النفسية والاجتماعية بحكم قرب عقليته من عقليتهم؛ ولذلك من المناسب ان يكون عمر الأب قريباً من عمر الأب حتى يفهم ما يدور في باله من هموم ومشاكل. 

 

واللازم أن ينظر إلى الرغبة في ممارسة سلطة الأب من قبل الولد الأكبر بنظرة دقيقة، فقد يكون معوقاً للاب في الاسرة وقد يكون معيناً له في مهامه الاسرية. 

 

جميل مانع البزوني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك