المقالات

ما لم يتبناه حوار بغداد...!


باقر العراقي انطلق مؤتمر حوار بغداد، بمشاركة دول الجوار "ماعدا السعودية "طبعا" بالإضافة الى مشاركة مصر ولبنان، وبالتعاون مع جامعة بغداد ومجلس النواب العراقي، ورعاية المعهد العراقي لحوار الفكر، وإشراف الدكتور همام حمودي نائب رئيس مجلس النواب.
شاركت في المؤتمر جميع المؤسسات الحكومية، وكثير من الشخصيات السياسية والثقافية على مدى يومي الرابع عشر والخامس عشر من كانون الثاني "يناير" الحالي، صرف على المؤتمر خمسون مليون دينار عراقي فقط، وهذا معقول جدا في ظل الأزمة المالية الحالية للبلد.
أخذ المؤتمر حصته الوافية من التغطية الإعلامية المحلية، بحيث طغى صداه على الضجة الإعلامية التي أثيرت حول التسوية الوطنية، التي أطلقها رئيس التحالف الوطني في بداية العام الحالي، فقد يكون ذلك مدروسا، للتخفيف من معارضة التسوية من قبل بعض الجهات المنافسة أو المعارضة "سياسيا".
البيان الختامي للمؤتمر كان واضحا متمثلا بتسعة عشر نقطة، تطرقت لما يمر به حاليا من حرب وأزمة مالية وأمنية وعدد هائل من النازحين، وظروف تربوية واقتصادية وسياسية واجتماعية، كما تبنى مصطلح "الإصلاح" وتعديل قانون الانتخابات، واعتدال الخطاب الديني، ورفض التقسيم وتأسيس دولة المواطنة، وتعزيز العدالة والمساواة، وأكد المؤتمر على محاسبة وسائل الإعلام التي تروج للفكر المنحرف بدل الحوار.
المؤتمر أدى ما عليه من هزة إعلامية ومجتمعية عنيفة، وهذا ضروري جدا في وقت الجمود السياسي، وحاول جمع كثير من الأفكار المشتتة، وناقش المواضيع العالقة بجرأة وجدية وعلى الهواء مباشرة وأمام الملأ أجمعين، كما أنه تبنى الحوار الهادف البناء، الذي عرفناه بعد 2003م، ولكن قلما أحسسنا به.
ما لم يتبناه المؤتمر هو ليس جديدا ولا مستورا عن الناس، أنما تناساه رعاة المؤتمر ربما لأسباب موضوعية، لكن لا عبرة في النسيان، خاصة وأن مداخلات المؤتمرين أشارت "للمستور" بكل وضوح، فقد ذكر الدكتور عادل عبد المهدي" أن الأحزاب الحالية الحاكمة لمؤسسات الدولة، لازالت تحكم بعقلية المعارضة"، ولذلك فهي من أسست للوضع الحالي من فساد وطائفية ومحاصصة وعدم احترم القانون، مما أدى الى تكوين دولة ضعيفة منهوبة من قبل مسؤوليها، ومنتهكة من قبل حتى "الدول الضعيفة".
المؤتمر لم يتبنى تلك التوصية وتغافل عنها، كما أنه تغافل الاعتراف بأخطاء الماضي القريب، وهذه مثلبة كبيرة على البيان الختامي للمؤتمر، فلا بد من الوضوح وعدم التعكز على أفاعيل حكم "صدام" التي أبيضت صفحاتها من كثرة سواد الحكم الحالي، وتغافل أيضا عن الانتهاك الصارخ للمادة (18) رابعاً من الدستور العراقي، بتعيين متعددي الجنسيات على رأس الحكم في البلد، كما أنه لم يتطرق لتعيينات "الوكالة" وتعيين من لا يحق لهم، بمناصب خاصة وحساسة في انتهاك فاضح آخر للقوانين النافذة والدستور معا.
ما لم يتبناه مؤتمر حوار بغداد، هو المزيد من الصراحة والحقيقة المرة، التي ذكرها بعض المؤتمرين الشجعان، والتي من المفترض أن يذكرها البيان الختامي، حتى لو أطيح بعروش ورؤوس، لكنها محاولة ونجحت، وكنا نتمنى لها نجاحا أكبر.  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك