المقالات

وانتهت حكاية اسمها داعش

1890 2017-01-20

ثامر الحجامي     هكذا كتب للعراق, أن يكون على مر التاريخ, تنتهي فيه أساطير الدول والإمبراطوريات, ففيه انتهت الإمبراطورية الفارسية, ومنه انطلقت نهاية الدولة العثمانية, وأفل نجم المملكة التي لا تغيب عن أرضها الشمس.
    قدر للعراق؛ أن يكون مسرحا للصراعات, وتكالب الدول الغازية, وحكام الجور عليه, فمن ظلم الأمويين والعباسيين, الى غزو التتار وسيطرة الأتراك, والاحتلال الانكليزي وسطوة البعث الظالم, الى الاحتلال الأمريكي, واجتياح القاعدة ومن بعدها داعش, وقدر للعراقيين أن يكونوا أدوات للصراع مرة, ومقاتلون ضد هذه الغزوات, يدافعون عن أرضهم وأعراضهم, مرات كثيرة .
    لم يتعرض هذا البلد, لهجمة في تاريخه الحديث, مثلما ما تعرض له عند منتصف عام 2014, حيث اجتاحته داعش بعد سقوط الموصل, ثم تبعتها محافظة صلاح الدين, ومحافظة الانبار وقسم من محافظتي ديالى وكركوك, وبات الإرهاب يطوق بغداد ويضرب في إطرافها, وسط انهيار المؤسسة العسكرية, وغياب القيادة التي كانت غير قادرة, على مواجهة التحديات.
     وكما هو العادة, في كل ما تعرض له العراق من خطوب وفتن, كانت تنبري لها المؤسسة الدينية, ومراجع وعلماء دين, وليس المنعمون بالسلطة والمال, كثورة العشرين ومقاومة نظام البعث والاحتلال الأمريكي, فقد انبرى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني, وأعلن فتواه المباركة, فهب رجال العراق شيبا وشبابا, ليجسدوا معاني البطولة والفداء والتضحية, ويعيدوا أمجاد تاريخهم الناصع, بمقاومة المحتلين والغزاة .
    وهكذا بدء رجال العراق وأبطاله, من جيش وشرطة وحشد شعبي, يخوضون المعركة تلو الأخرى, ويحققون النصر تلو النصر, ويحرروا ارض العراق شبرا بعد شبر, ليرفعوا الظلمة عن أهله, ويبعدوا الشر الذي استباح الأرض والعرض, واهلك الحرث والنسل, ليصلوا اليوم في موضع انطلاقته, في الموصل الحدباء, التي لاحت تباشير النصر فيها, بتحرير الجانب الأيسر منها .
     وبتحرير الجانب الأيسر, تكون معركة الموصل قد حسمت, وأصبحت داعش ميتة سريريا, فهو ضعف الساحل الأيمن, من حيث المساحة وعدد السكان, إضافة الى إن الدواعش قد استنزفت معظم قوتهم, في هذه المعارك, التي تكبدوا فيها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل, ونفاذ ذخيرتهم وتموينهم, وتراكم الخبرة لدى القوات المحررة, التي تجاوزت أصعب الظروف, لتحول شتاء الموصل, الى ربيع مبكر هذا العام .
     ومثلما انتهت كل الحكايات السابقة, فها نحن اليوم, نشهد نهاية حكاية ظن البعض أنها لن تنتهي, وأنها ستلتهم العراق وتغير تاريخه, ولكنها انتهت من حيث بدأت, سطر خلالها أبطال العراق الغيارى أروع البطولات, ورسموا روائع الصور في التعامل الإنساني, كشف فيها زيف الكثير, وظهرت معادن الرجال الحقيقيين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك