المقالات

أمريكا وتركيا; طلاق بالثلاث.!

2142 2017-01-19

مهند آل كزار بعد حادثة إسقاط الطائرة السوخوي في تشرين الثاني/من العام الماضي، تسارعت خطوات التقارب بين روسيا وتركيا، فبعد حديث الرئيس الروسي بوتين في اليونان نهاية أيار/من السنة الماضية،  عن رغبته في تحسين العلاقات بين البلدين، شرط أن تأتي الخطوة الأولى من تركيا، ردّت هذه بتصريحات إيجابية من نائب رئيس الوزراء نعمان الدين قورتولموش، ومن الرئيس أردوغان نفسه، وقد بعث كل من; أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم تهنئة بمناسبة العيد القومي الروسي والتي قوبلت بالترحيب من قبل الكرملين.
كانت الولايات المتحدة تستثمر كثير من الخلافات الإقليمية، والدولية لصالحها، منذ عام 1945 وحتى الآن، إلا أن تركيا بتحركها المباشر في طلب التصالح مع روسيا، حرمت الولايات المتحدة من ورقة مهمة، وهو ما عبرت عنه صحيفة النيويورك تايمز في الحملة الإعلامية الشرسة التي قادتها ضد تركيا، والتي كشفت عن حجم الانزعاج، والغضب الأمريكي، تجاه التحرك التركي المستقل لأعادة العلاقات مع روسيا الى سابق عهدها.
تيقن أوردوغان; أن عودة العلاقات إلى طبيعتها، واستئناف التبادل الاقتصادي، سيخفف حتماً من حدة العداء، ويلطف من مواقف موسكو الثأرية، خصوصاً وهي متأكده بأن واشنطن، ستمضي قدماً في سياسة الانكفاء عن المنطقة، أو حلّ مشكلاتها، وأن حالة الفراغ الأمريكي، أدّت إلى عودة روسيا كلاعب إقليمي ودولي مهم، ولا مصلحة لها في القطيعة، بل يجب عليها أن تكون في أفضل العلاقات معها.
عند ذلك; عمدت تركيا على تغيير سياستها الخارجية، مع دول الجوار الإقليمي والعالم، بعد أن شعرت أنقرة أن حلف الناتو خذلها، وتركها وحيدة في مواجهة روسيا، في حادثة إسقاط الطائرة، وخصوصاً بعد أن عبر الغرب والأمريكان عن خطأ أنقرة بإسقاط الطائرة، وما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وقد طالب حلف الناتو بعد ذلك بحلّ المشكلة ودياً، وتحسين العلاقة، وعدم توتيرها مع روسيا في القضية السورية تحديداً.
ما زاد الامر تعقيدآ; هو موقف الغرب والولايات المتحدة من الانقلاب العسكري الاخير، ووقوفها موقف المتفرج، بدون أن تقدم أي دعم عسكري أو اعلامي يذكر، على العكس تماماً; من الدور الذي لعبته كل من روسيا وإيران، اللتان قدمتا الدعم المعنوي والاعلامي لحكومة أردوغان، ووقفت بالضد من الانقلاب الفاشل، رغم التقاطعات في الرؤى، والاختلاف في معظم القضايا المصيرية التي تهم المنطقة والعالم.
هذا التقارب; عاد بالنفع والفائدة على المنطقة برمتها، وأنفتاح تركيا على العراق ، وايران، حسم الازمة السورية بوقت قصير، وتوجهت الانظار نحو الحل السياسي بدل العسكري، حيث كانت تركيا وبعض دول المنطقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد عسكريآ، من خلال دعم الفصائل المسلحة بالمال والسلاح، من خلال جبهتين مهمتين; هما الجبهة الأردنية والجبهة التركية.
في الأخير; يبدو أن الرغبات التركية الروسية في التقارب  تلاقت، والفرص والمصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية توافقت، وأن العمل جاري الآن بهمة، ومثابرة على مواجهة التحدّي الأساسي وهو ما عبر عنه مؤخرآ  أغلب المحللين والمتابعين على أنه يصب في إطار مسعى تركيا لتغيير محورها السياسي الدولي، وذلك من خلال اختيار المحور الروسي كبديل للمحور الأمريكي أو الغربي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك