( بقلم : عمار العامري )
قد لا نختلف مع البعض حينما نراهن على إن النظام الفدرالي هو أفضل الأنظمة التي تحكم بلد كالعراق متعد الأعراق والديانات وإن الحديث حول تجربة كردستان العراق أصبح مدعاة للجدال من عدت جوانب وعندما نبحث الأسباب المباشرة لهذا الازدهار والاستقرار الذي ينعم فيه سكان المحافظات الثلاثة علينا ان ندرس الواقع بشكل عملي.
لذا كانت زيارتنا لكردستان العراق دليل عملي وبرهان ملموس لدراسة الواقع الحقيقي للمواطن الكردستاني وهو يعيش حياته تحت النظام الاتحادي "الفدرالي" بعدما عاش ادوار من الحياة منها ما هو تحت نظام الحكم المركزي وبعدها سنوات الاقتتال الداخلي لذلك علينا اكتشاف ما هو السبب الحقيقي في التحول الذي طر على إحداث الشمال ليتمكن إنباءه من تعميم الاستقرار في مناطقهم وبناء محافظاتهم بشكل ملفت للنظر ويصبحوا في مصاف المدن الأولى مع البلاد المجاورة من ناحية السرعة في وضع اللمسات.
في البدء اندهشنا لواقع الأعمار الذي لم نراه سوى في البلدان المتقدمة والمتطورة وكذلك في كل محافظات العراق حتى في المحافظات التي تعد أغنى المناطق في العالم وأيضا لمسنا تطبيق النظام والقانون الذي يسري على كل المواطنين الرئيس والمرؤوس على حد سوى فمنذ اللحظات الأولى لوصولنا مطار اربيل"هولير"وتجوالنا في عاصمة الإقليم وانتقالنا إلى السليمانية ومدن "كيوئ وسد دوكان وشقلاوة وكوسنجق" بدءنا نسال ونتمعن في الحقائق ونكثر الاستفسار على أسباب ذلك فكان الجواب من المسئول والمواطن العادي ،العامل والطالب، الكاسب والتاجر الكل اتفقوا على أن الشعب الكردستاني تفهم حقيقية واحدة مفادها "أن الاقتتال لا يمضي سوى للدمار والخراب أما الأمان والتعايش بسلام هو من يحقق الاستقرار والتطوير"
فبعدما تحقق لجئ المواطنين الأكراد إلى المصلحة العامة نابذين فكرة المصلحة الخاصة والفئوية مستفيدين من تجاربهم الخاصة والعامة في حقول الاستثمار المحلي لذلك تجد أن اغلب الأعمار والبناء من الاستثمار معتمدين على شركات عالمية بذلك وفق ما يجرى في باقي دول العالم ناقلين تجارب العالم على جميع الأصعدة لبناء إقليمهم داعمين سلطة القانون موفرين له الأمان هذا ما يجب توفيره ليتمكن المستثمر من تقديم أفضل ما لديه وبين بعض المسئولين المحليين إن لقرب المسئول من المواطن له دور فعال في وضع اللمسات المهمة لاحتياجاته فنجد أن هناك من: يُنظر للبناء ويبدع في إيجاد أفضل ما هو موجود في العالم مع تهيئة كل ما يحتاجه المواطن من خدمات عامة وضروريات في بنية التحتية في إنجاح الإعمال والمشاريع. وأيضا إيجاد البارع في التخطيط في كل المجالات حيث أن كل عمل بدون تخطيط فاشل لذا فأن مرحلة التخطيط لعبت دور بارز في التقدم الذي طرأ على كردستان العراق.
وإن الجهات التنفيذية والتي لا تعرف ما هو الفساد الإداري الذي استشرى في باقي أجزاء البلاد قد نجحت تلك الأجهزة في أعمار الإقليم بكافة مدنه وقد يعود ذلك إلى إن القائمين عليها من وزراء ووكلاء وزراء ومحافظين ومدراء عامين كلهم مستوعبين ماهية التطور ساعين من اجله لذا اكتشفنا إن ما يحدث ألان من تلكآ في المشاريع الخدمية في محافظاتنا يعود إلى "إن المسئول والمقاول والجهة التنفيذية ليس لديها خبرة في هذا المجال وقد لا تحتاج لمدة طويلة بقدر ما هي بحاجة إلى سفرة أو سفرتين عمل لبعض المناطق في كردستان العراق أو دول مجاورة ليس لأجل النزهة فحسب إنما الاطلاع على الواقع العملي لكيفية بناء دولة من الأسس التحية إلى أعلى قمة في العمل" فإدارة المشاريع ليس حالة فطرية كالسابق إنما علوم تكرس من خلال التجارب والمشاريع التي أنجزت في بقاع المعمورة واستفادة منها اغلب المناطق التي تسعى للتطور والبناء عكس المحاولات البائسة من بعض المنتفعين التي تحاول تمشية المشاريع بدون رؤى علمية وأفكار حديثة.
فكانت الزيارة إلى كردستان بمثابة دروس عملية لواقع التطور الملموس في الإقليم مستفيدين من تجاربهم وأفكارهم التي نقلتهم من حال إلى أفضل حال وأصبحوا نمط من أنماط التطور والتمدن والتي نسعى لجعل مناطقنا على ضوء تطبيق النظام الفدرالي مع توفير كل المستلزمات لإحداث المناطق متطورة التي يسودها الأمان والاستقرار.
https://telegram.me/buratha
