المقالات

المجرمون فقط يكرهون التاريخ..( الوهابية انموذجا )


بقلم : سامي جواد كاظم

التاريخ نكتبه نحن بفعلنا وقولنا ،وكل حسب حجم الحدث والساحة المؤثرة فيه افعالنا ، وكلنا نسير بقدمنا نحو حتفنا وما مضى هو التاريخ وسنراه في يوم موعود ، لاينكر ذلك الا كافر او مكابر ، انها حقيقة مسلمة وراسخة لدى العقل البشري . نعم يظهر بين الفينة والاخرى شخصية او فكر يلغي هذا المعتاد في طبيعة الحياة البشرية ، كل فرد لو كان في داخله حبة خردل من الطيبة او الايجابية يشتاق للماضي وحتى الجانب السئ الذي لا يريد ان يتذكره لانه يهيج الحزن والالم في داخله لا ينكر وجوده .

الذين ينكرون الماضي وما يتعلق بالماضي من علوم فكرية او مادية مما لا شك فيه هم من سقطات التاريخ الذي سيظل التاريخ المنكر من قبلهم يذكرهم ويذكر مساوئهم . بعد هذا المدخل لألج في صلب الموضوع يقول رسول الله (ص) ماهذا معناه( اذا مات المرء انقطع عن الدنيا الا في ثلاث صدقة جارية او ولد صالح او علم ينتفع به ) وهذه الثلاثة التي ذكرها رسول الله (ص) هي متواجدة في شخصه الكريم ، فالرسالة المحمدية وابنائه من ال البيت وما ترك من ضياع واراضي يتصرف بها اهل بيته لصرف ايراداتها بالكامل على المحتاجين والفقراء ولعل العلم العالي بين هذه الضياع هي فدك فهي كانت خالصة لبضعته فاطمة (ع) ومنها الى الفقراء حيث يحدثنا التاريخ ان ما تملك فاطمة وبعلها عليهما السلام من الخير الكثير الا انهم كانوا يهبون ما ياتيهم من ايرادات مالية من ضياعهم الى الفقراء ، وهذه الاوداج الثلاثة عملوا المنافقين على بترها واستئصالها ليمحو ذكر محمد (ص) ولكن هيهات لهم ذلك فهنالك من هو مغيب وسيعيد الامور الى نصابها . ومن ما هو يتلألأ في ثنايا التاريخ عتباتنا المقدسة وقبور الاولياء والصالحين والذين كان لاصحابها الاثر الفاعل في الارتقاء بالبشرية نحو الافضل وحتى هذه المقدسات هي الاخرى لها الدور الايجابي الاول في توضيح ما هية الاسلام .

في القرنين الماضيين تقريبا ظهر فكر لا يعرف ما هية الاسلام همه الوحيد هو هدم ما عجز عنه اسلافه انه الفكر الوهابي المقيت والذي بدأ بارض قبيحة صغيرة اسمها الدرعية ومن ثم بدأت بالظهور بعد ما عقدت احلاف مع الانكليز واليهود وال سعود الذين هم اصلهم يهود وليس من عشائر عنزة وكتب التاريخ تقر ذلك .ما من دولة في العالم ليس لديها متاحف تفتخر بما لديها من اثار والتي لا تقدر بثمن لدى كل العالم وهي الاغلى في المبيعات ان عرضت للبيع ولايملكها احد الا عد من اللوردات في العالم لما لها قيمة هذه التحفة الاثرية او تلك لا لشئ لانها تدل على الماضي بعيدا عن سلبيتها او ايجابيتها ، واليوم ياتي الفكر الوهابي بمسح هذا التاريخ من خلال ما يصدره مشايخهم من فتاوي تكفيرية وتهديمية ، ليس غايتهم الحفظ على الدين الاسلامي بل غايتهم هدم الانسانية واقتراف اكبر وابشع عدد من الجرائم البشعة بحق الانسانية .

المعلوم ان بعد وفاة رسول الله (ص) كثيرين هم الطواغيت الذين حكموا الديار الاسلامية ولم يتجرأ منهم احد بالاعتداء على المقدسات الاسلامية الا من شذ منهم وهم لايتجاوز عددهم اصابع اليد منهم المتوكل ومن على شاكلته الذي هدم قبر الحسين (ع) الا انه شاء القدر ان يبنيه من جاء بعده من خلفاء بني العباس ، وهذه تكاد تكون سنة ان الظلمة هم الذين يبنون مقدساتنا لا حبا فيهم وفينا ولكن لسنة الله فيهم من جهة ولاغراض سياسية دنيئة في نفوس هؤلاء الطواغيت من جهة اخرى مثلما فعل الرشيد ببناء قبر الامام علي (ع) .

وقبل فترة اقدمت الوهابية على دثر وهدم كل ما له علاقة بالاسلام والمسلمين فهدمت الدار الذي ولدت فيه فاطمة (ع)والدار الذي يسكنه الخليفة الاول والثاني وبيت امير المؤمنين علي (ع) الذي تزوج فيه وقبر امنة بنت وهب (رض) ام الرسول (ص) في الايواء ودثر معالم حصن خيبر والذي يعد شاهد عظيم على عظمة وعلو الاسلام ، واخر ما عندها الوهابية تريد ان تزيل جبل احد من مكانه بحجة توسيع المدينة والنوايا سيئة بحتة لا تقبل الجدل والتاويل .

هذه الاثار العظيمة تدل على اصحابها كل حسب اتجاهه فالاهرامات تدل على فرعون والمسجد النبوي يدل على النبي محمد (ص) والذي لايستطيع احد ان ينكر ذلك فاذا ما اراد شخص غير عارف بتاريخ الامم والشخصيات يستطيع من خلال هذه الاثار العظيمة ان يصل الى مبتغاه وهذه حقائق لا تقبل التزيف والدس كما في بعض كتب التاريخ المدسوسة من قبل ضعاف النفوس ، ولعل الكل يذكر عندما اقدمت حركة طالبان في افغانستان على هدم تمثال بوذا الاثري والذي بسببه ولّد استياء كل الدول والمنظمات والاديان من هذا الفعل الشنيع . نعم الوهابيون يكرهون التاريخ لسبب بسيط لانهم يعلمون علم اليقين ان التاريخ سوف لا يرحمهم ابدا عندما يولون ويندثرون وبات هذا اليوم قريب.

واخيرا اذكر لكم هذه الرواية لعلاقتها بما اكتب وشاهد على دعوتي ،التقيت بطبيب كتب على باب عيادته الدكتور توما عبد الاحد واثناء لقائي به ولاول مرة جاء شخص وسلم على الطبيب وقال له ( شلونك حجي ابو كرار ) وبعد حديث بينهم ذهب هذا الشخص فاثار فضولي اسمه وكنيته فقلت للطبيب هل لك ان تعالج سؤالي ومن غير احراج تبسم وقال نعم تفضل قلت اسمك توما وحجي ابو كرار اجاب نعم قلت بعيدا عن النقاش الطويل وبما اني اعشق المذهب الجعفري قلت له بالمباشر كيف اهتديت الى المذهب الجعفري وعلى الفور اجابني انه موضوع لا يقبل التفكير والعناء يزيد قتل الحسين (ع) هذا ضريح الحسين اين قبر يزيد ، فهل لكذبة ان تستمر (1400) سنة ويبقى هذا صرح الحسين انه العناية الالهية واحقية صاحب الضريح في دعواه . حقيقة هز مشاعري وعلمت في حينها لماذا تصر الوهابية على هدم مقدساتنا لانها الشيء الوحيد التي لا تتعب كل ضال يبغي الحقيقة وكما قلت لا تقبل التزوير والدس .

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك