المقالات

أرضٌ خُلقت للموت لا للحياة..!


شهاب آل جنيح

ليت حروب العراق وقتاله، كرواية من الروايات العالمية، التي مهما طال أمد حربها أو تناحرها؛ فلابد لها أن تنتهي وتحط أوزارها، معلنةً نهاية لصراعها، وراحة لقارئها، الذي انشغل بفك طلاسمها، وإن كانت للعراق رواية؛ فكيف لكاتب أن يخط حروفها؟ من أين يبدأ؟ وإلى أين ينتهي؟ أ يكتب رواية عن الحرب أم الخيانة، أم الفساد أم الشهداء، أم الفقر؟!

عجيب أمر هذه البلاد، قتالٌ وقتال، وحربٌ وحرب، ودماءٌ ودماء، وكأنها خلقت للموت لا للحياة! شباب يتسابقون للموت، في تعد واضح لكل قوانين الإنسانية، غير مدركين أنهم خلقوا ليحيوا ويتعلموا، ليبنوا ويرسموا، لكنهم ماتوا وتركوا أمهاتهم وآبائهم، غارقين في مأساة فراقهم.

لا أعلم كيف كتب السياب، قصائده عن هذا الوطن؟ وعن أي شمس تحدث في شِعره؟  وكيف للظلام أن يكون أجمل في بلاده؟ لا أدري أ كان الشاعر غارق في تخيلاته الشعرية، وغير آبه بمعاناة شعبه، الذي ذاق مرارة العيش، وذل الحرمان، ليس لجرم يذكر؛ سوى إنه ولد في هذه البقعة من الأض؟ أم إن السياب كان عاشق لوطنه؛ فلا يرى ولا يسمع، سوى مخيلات رسمها لعشيقه؟

 فكل شمس تشرق في عراقنا، تعلن بداية يوم جديد لآلام العراقيين، ومعلنة معها معركة جديدة، تارة مع الإرهاب، وأخرى مع الفساد، وثالثة مع الفقر، والقائمة تطول، أما الليل، فمع كل ليل جديد، ينضم صغار آخرون لقوائم الأيتام؛ ليناموا على حر فراق أبائهم، هذا الليل، يخفي تحت ظلمته ألاف الآباء المنكوبين بأبنائهم، والأمهات المفجوعات بأولادهن، والاف العوائل المشردة من مدنها، هذا الظلام الجميل، يخفي تحت ظلمته أحلام خيبها هذا الوطن، وحولها لكوابيس تلاحق كل أبنائه.

وأتساءل عن الجواهري وقصيدته، "حييت سفحك عن بعد فحييني..." فلو عاد به الزمن كيف له أن يُنشد دجلة، التي غَرّقت في دماء الشهداء، حتى طغى لون الدماء على  جرفيها؟ دجلة التي طافت بها جثث شهداء سبايكر، دجلة التي على شاطئها ذبح العشرات، وفي مياهها غاصت الأجساد، أ يَردُ عيون الماء الصافية، أم جثث الشباب الطافية؟! دجلة التي صارت مقبرة ترتادها الثكالى؛ لتنعى أبنائها، فلو عاد الجواهري من جديد؛ أ يحيي الجرف والمنحنى، أم صراخ الثكالى ودماء الشهداء؟

سنين عجاف، خلت من كل شيء، سوى الحروب والقتال؛ ارتوت فيها هذه الأرض، بدماء شبابٌ كانت أحلامهم تناطح السماء، وبرجال كانت هاماتهم عالية بعلو الجبال، فمابين الفساد والإرهاب والقتل والتهجير؛ انتهت حياتهم، وخابت آمالهم، وأما نحن، فلا ندري كيف ستكون نهايتنا؟ أننتهي كما انتهى أسلافنا، مابين المذابح والمقابر والمعارك، أم يطول أمدنا؛ لنعاصر ونكابد ماهو أشد وأمر من ذلك؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك