المقالات

الشبك عراقيون مع وقف التنفيذ...!


وليد كريم الناصري  عاش العراق حقبة مظلمة، عانى خلالها داء الطائفية المقيتة، ففي الوقت الذي يصارع الأغلبية، شبح الإحتلال الإنكليزي في ثورة العشرين، إلا أنهم لم ينعموا بنتائج إخراج الإحتلال، تلك الثورة كانت تقودها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وبدماء أبناء محافظات الوسط والجنوب، وكان وقتها أبناء المحافظات الغربية، يقايضون العثمانيون تارة، والإنكليز تارة أُخرى، لضمان تواجدهم وحقوقهم بمعزل عن المشروع الوطني، الأمر الذي جعل رجال الثورة بمعزل عن الحكم، والإكتفاء بالقيام بالثورة، ليسرق نتائجها أبناء المحافظات الغربية، ويتصدرون حكم العراق.
من هنا ابتدأت الطائفية، وصار كل رئيس حكومة من المحافظات تلك، يمارس الطائفية لصالح مذهبه وجماهيريه، تارك وراءه أغلبية شيعية، وأقليات من (المسيح والشبك والازيديين والصابئة والتركمان)، بلغت الطائفية ذروتها أبان حكومة البعث الصادمي، مارس التهميش على أوسع نطاق، إتجاه جميع الطوائف، ما عدا أبناء جلدته.
ما بعد عام (2003)م، إستبشرت جميع الطوائف خيراً، وبدى للعامة بأن المشروع الوطني سيكون حيز التنفيذ، وبذلك تنعم كل طائفة بحقوقها وتلزم بواجباتها، ولكن ما حصل على العكس تماماً، إذ لعب الأكراد دورهم الفعال في تلك المرحلة، إضافة الى دور الدول الإقليمية عبر أجندتها داخل الحكومة العراقية، فضرب الإرهاب جميع الطوائف.
الشبك المسلمين هم أيضا ضحية الإرهاب والحكومات، خلال فترة تواجدهم في العراق، فلقد أكلت سياط البعث من أجسادهم الكثير، وأحرقت السيارات المفخخة والأجساد الملغمة منهم الأكثر، وقبل أن نسقط زوايا المقال، على معاناتهم وحقوقهم المسلوبة، لابد ان نتعرف على تلك الطائفة، ونتناولها ولو بشكل بسيط.
الشبك: 
• أقلية مسلمة يقطنون شمال شرق مدينة الموصل، في سهل نينوى.
• يصل تعدادهم من (400- 450) نسمة.
• يتكلمون اللغة الشبكية، من مجمعة اللغة الأرية.
• يشكلون (70% ) من المذهب الجعفري و (300% ) موزعين على المذاهب الأخرى ( الحنبلي والشافعي والحنفي والسلفي).
• يمثلهم اليوم برلمانيان،فقط، أحدهما إنتخب بالاقتراع، والثاني حسب نظام الكوته ألانتخابي.
•  لم يحصلوا على اي منصب تنفيذي بالحكومة.
من جملة حقوقهم المسلوبة، المحاصصة المقيتة، التي لم تسعفهم بأي منصب يمثلهم، على الرغم من تعدادهم، الذي يسمح بوجود أربعة ممثلين لهم في البرلمان، إلا انهم حرموا ذلك، ما يخص قرية "بازوايا"، هي قرية إنتاجية، وكبيرة ممتده بشكل واسع، إختيرت في السبعينات بان تكون ناحية، حالها حال القرى التي إدرجت ضمن تلك التسمية، ولكن تفاجئ الشبكيون، بقرار الغاء هذه التسمية، عام 2012 في ظل حكومة العراق الجديد، وبعد عمل ومطالبات ومظاهرات متواصلة، إلغي هذا القرار، ولكنه لم يطبق لغاية الأن..!
معاناة الشبك، منذ عام 2003 ولغاية اليوم أفقدتهم الكثير، من أبنائهم ومدنهم وأموالهم، خاصة بعدما إحتلت داعش مدينة الموصل، وعاثت بمدنهم الفساد والدمار، قتل منهم خلال تلك الفترة، أكثر من 2000 شبكي، وهجر ألاف العوائل من مدنهم وأرضيهم، وشُكل من أبنائهم المئات من المتطوعين، المنظوين تحت مؤسسة الحشد الشعبي، وقدموا العديد من الشهداء للوطن والمقدسات، في محاربة داعش، وبعد كل تلك المعناة التي تعاقبت على الشبك، خلال السنوات السابقة، تتعامل حكومة العراق الجديدة، على أن الشبكي مواطن من الدرجة الثانية...! ولم تدرج تلك الطائفة المسلمة العراقية، ضمن مشروع البطاقة الوطنية، الأمر الذي يدعو الى الأستغراب، ويتطلب وقفة جادة من قبل الحكومة العراقية.
نهاية المطاف أقول، وأنا مواطن ليس شبكي، ولا أمت للشبك بصلة، ولكن أرى الشبك جزء من المشروع الوطني، وأحد الوان الطيف العراقي الموحد، وعلى الحكومة العراقية والشرفاء، بان يقفوا قليلاً على وجود ومصير تلك الطائفة، ويكفي إستهتارا بالدستور والقانون، ولا يمكن تجيير مصير الشبك، وإستخدام مصيرهم، ورقة سياسية للضغط أوللتنازلات أو المقايضة، ارحموا الامهات من تلك الطائفة ممن فقدن ابنائهن للعراق، ارحموا الحشد الشبكي المجاهد، انصفوا دماء الشبكيين التي اختلطت مع تراب الوطن، وتداخلت مع دماء وأشلاء أجساد الشيعة, والسنة, والمسيح, والكرد, وكفى متاجرة بدماء الابرياء.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك