( بقلم : عبد الكريم صالح الحيدري )
منذ انطلاقتها في شباط 2004 بقين قناة الحرة تراوح في مكانها بالرغم من تلك الانطلاقة القوية الي كم تمنينا ان تستمر لكب ننعي بعدها نفوذ قناتي العربية والجزيرة بتقديمها افاقا جديدة للمتلقي العربي في الشرق الاوسط, الذين عانوا من الاعلام المضلل من خلال الاثارة والتشويه الكبيرين الذي احدث فجوة كبيرة بين الامريكان والشعوب العربية من خلال نقلها للاحداث واستظافتها عناصر تروج لافكار تكفيرية ومتطرفة ,وكم كان يتمنى المتلقي العربي ان تكون هذه القناة كزميلاتها الامريكية التي تعتبر مثالا لكل وسائل الاعلام العالمية بحرفيتها ومهنيتها .
حشدت ادارة القناة مجموعة من الاعلاميين الذين يتمتعون بخبرة عالية وغالبيتهم (حسب علمي)من العراقيين الذين ناهضوا النظام البعثي المستبد في العراق , المتلقي العربي والى ماقيل الحرب العراقية الايرانية(1980-1988) كان يكن احتراما كبيرا لاذاعة BBC البريطانية وصوت امريكا ومنتي كارلو الفرنسية لنقلها الوقائع والاحداث بمهنية وحرفية عاليتين ومصداقية كسبت من خلالها في تلك الحقبة المتلقي العربي واصبحت مثالا للاعلام الحر افتقدها المتلقي العربي في وسائل الاعلام المتاحة له الذي كانت ومازالت احادية الفكر والتوجه .
نترك الحديث عن القناة الحرة العامة الذي تحدثت عنها قبل اكثر من عام واتحدث الان عن قناة (الحرة عراق) والذي احتاجها العراقيون في وقت غابت عن المتلقي الكثير من الحقائق الذي يجب ان تتحدث عنها هذه القناة ,عكس راديوا سوا الذي واكب مجريات الاحداث العراقية اولا باول وطرح مواضيع مهمة لم تستطع وسائل الاعلام الاخرى طرحها ,وعند دراسة اسباب ذلك وجدت الكثير منها اعتماد الراديوا على مراسلين كفوئين ومن نفس مناطقهم ومعرفتهم التامة للوضع السياسي والاجتماعي والديني فضلا عن اطلاعهم على تاريخ المناطق التي يعملون بها ,في حين اتخذت الحرة مراسلين لها اعتقد جازما ليس من اهالي المدن التي يعملون بها وانما اختيروا حسب توجهات خاصة يضيق الوقت سردها,فلذلك نرى ان الاذاعة قد فاقت بعملها زميلاتها الحرة بالرغم من وجود كادر مهني ومتخصص وفوق كل الشبهات مثل الزميل محمد حسين الطريحي وسالم مشكور وحميد الكفائي ومحمد علي الحيدري وغيرهم من الذين التصق بهم المتلقي لحرفيتهم العالية التي تفوق نظرائهم في الجزيرة والعربية ..الذي جعلني اكتب هذا الموضوع هو ماكتب مؤخرا عن هذه القناة والشبهات التي طرحها بعض الاخوة الاعلاميين والكتاب وبينهم الزميل المهندس محمد علي الاعرجي ...دفعتني للكتابة عن تلك القاعدة التي ترسخت في عقول اكثر الاعلاميين العراقيين هو التوجه الاعلامي الاحادي الذي جبلنا عليه لاكثر من نصف قرن وجبل عليه المتلقي في سوريا وايران واكثرا لدول العربية ..
الى ذلك لكي لا نظلم هذه القناة التي ابرزت للعالم مظلومية الشعب العراقي شعب المقابر الجماعية والانتفاضات لم نراها في قنوات محسوبة على التشيع مثل قناة العالم والمنار اللتان اصبحتا بوابة سخية ومجانية للمناهضين للواقع العراقي الجديد من خلال بثها لتقارير تبدوا استخباراتية حاقدة اكثر من ماهي اعلامية ,مما ادى الى فقدانها المتلقي العراقي بطوع ارادتها ... فالحرة كسبت المتلقي العراقي ..لكن هذا لايلبي طموح كل العراقيين الذين هم بحاجة في هذا الوقت بالذات الى عكس الايجابيات الكثيرة في الواقع العراقي الجديد للمتلقي العربي والعالمي قبل العراقي ..
في يوم الجمعة المصادف 9-11-2007 عرضت قناة (الحرة عراق) تقريرا لمراسلها في النجف الاشرف ذكر فيه شحة الماء الصالح للشرب في قضائي الكوفة والنجف ,فظهر التقرير ركيكا لاينم عن حرفية فلم يظهر لنا التقرير المناطق التي يشح بها الماء الصالح للشرب ولا حتى المواطنيين الذين اشتكوا من هذه الشحة ولو كان هذا التقرير قد تم عرضه في الصيف لكان هنالك بعض من مصداقيته، فقد شهدت أطراف من مدينة النجف الجنوبية وأطراف من قضاء الكوفة الشمالية والجنوبية شحة بالماء الصالح وقد شكى المواطنون ذلك ووضع المسؤولون حلولا سريعة لها...
لكن أن يظهر هذا التقرير في هذا الوقت بالذات وتقرير غير متكامل حرفيا في وقت تشهد المدينة مشاريع عملاقة يستطيع الاعلامي الناجح والغيور على بلده ومهنته أن يجعل من أكوام القمامة المتكدس في الساحات موضوعا ايجابيا ينقل به صورة صادقة عن قمامة الأمس التي كانت عبارة عن مخلفات من الأتربة والأوساخ .. بينما تتكدس العلب الفارغة من الكارتون في أكوام القمامة الحالية لهي دليل على التحسن الاقتصادي للفرد العراقي بصورة عامة والنجفي بصورة خاصة وبالتالي يعكس الاعلامي قدرته على استنباط الايجابيات والسلبيات للعهد العراقي الجديد.
نحن لا ننكر أن هنالك سلبيات في وزارات ودوائر معروفة (نتيجة الاختراق بعض ازلام النظام الصدامي وضعاف النفوس) معروفة وينبغي للاعلام عدم السكوت عنها وتسليط الضوء عليها، لكن ليست بالصورة التي يعكسها التقرير الغير المتكامل ، فالتقرير الصحفي له ضوابط لا يمكن الحياد عنها وتبعد الشكوك عن معده ومقدمه وأنه بعيد عن التوجهات السياسية وبعيدا عن الضغوط التي قد يحدثها التقرير لكي لا يكون امتدادا لسياسية سين او صاد وبوقا لهم فابقاء ما كان على ما كان يناهض متطلبات العراق الجديد.
وأرى كاعلامي عراقي اذا ما ارادت قناة الحرة عراق ان تكسب المتلقي العراقي بجميع اطيافه وشرائحه ان تتناول المواضيع التي لا تستطيع القنوات العراقية في الخوض فيها للعديد من الاسباب التي نحجم الحديث عنها، فعليها (الحرة عراق) اعتماد النشرات الاخبارية السريعة التي تهم الشارع العراقي، فبعد النجاح النسبي الذي حققته وحصولها على قطاع كبير من المتلقين العراقيين ومنافستها لأمر مشروع وهو اضعاف تأثير الفضائيات العراقية المغرضة التي تبث سمومها على أبناء الشعب، اذا اصبحت (الحرة عراق) في هذا الوقت بالذات في صراع مع هذه الفضائيات ليكون أدائها هو المتميز وبالتالي استقطاب عدد اكبر من المتلقين من خلال الأداء الحرفي لمراسليها الذي غاب مدة طويلة عن المتلقي العراقي واغلبهم من المواطنين العاديين.
فيجب على قناة الحرة عراق ان تراعي مشاعر كل العراقيين ووضع في الحسبان توجههم الديني والثقافي والسياسي ونشر ذلك في نشراتهم اليومية هذا اولا وثانيا ان الامكانات اللتي وفرتها القناة لمراسليها في المحافظات قد تفوق محطات ارضية من كادر يبدو متكامل ويستطيع أن يرفد القناة بأكثر من تقرير في اليوم عن مجمل نشاطات تلك المحافظة التي تعج بمواضيع تستحق ان تذكر في وسائل الاعلام فهنالك حالات نادرة لعمليات جراحية في المستشفيات وهنالك مناسبات اجتماعية ودينية وثقافية كثيرة فضلا عن الاحداث الساخنة التي تشهدها الساحة العراقية وهناك تذمر وهنالك ارتياح وهناك سكون وهناك انفجار وهنالك تظاهرات واعتصامات وغيرها التي يستطيع الاعلامي المحترف ان يصنع منها موضوع يستحق ان يبث وينشر وذلك بالولوج الى المواضيع الحساسة في المجتمع والسياسة والدين و الثقافة، وترسيخ قواعد ديمقراطية جديدة في المجتمع هي الرأي والرأي الآخر من خلال اعداد تقارير حرفية غاضا الطرف عن محتواها الذي قد لا يرضي هذا الطرف أو ذاك واشباع حاجة المتلقي العراقي لمعرفته كل التفاصيل
ثالثا: تشهد الساحة العراقية يوميا احداثا سريعة فعند الذهاب الى قناة الحرة لا نجد لها صدى والأمثلة عن ذلك كثيرة فلربما نجد عاجل ((انفجار سيارة مفخخة في وسط الحلة)) وتنقل (الحرة عراق) تفاصيل ذلك عن الوكالات دون الارتباط بمراسلها مباشرة لينقل لنا الحدث حيا وعلى الهواء وما جرى وما حدث واستضافته احد المسؤولين في مكان الحادث لكي نلبي طموح المتلقي دون الاعتماد على الوسائل الاخرى أو المغرضة.
رابعا: أن نحافظ بكل قوة على استقلاليتها وحياديتها التي اكتسبتها فاقت كل القنوات الاخرى حيث يجد المتلقي في القناة ما موجود في الشارع العراقي.
خامسا: ايجاد اعلاميين كفوئين من اصحاب الخبرة والحيادية والمعرفة الدقيقة لتاريخ العراق وتاريخ المدينة التي يعملون بها ومن اهلها وله روابط اجتماعية وثقافية مع اصحاب الشأن في تلك المدينة.
سادسا: ان تقوم قناة الحرة عراق بطرح مواضيعها في موقعها الالكتروني وتنشر كل ما يدور فيها من مواضيع وفتح أبواب التعليق عليها.
سابعا: تفتقد التقارير التي تبث من القناة الى الكثير من الرشاقة والجاذبية التي تشاهدها في تقارير لفضائيات متخصصة فالكثير من المراسلين يعدون تقاريرهم ويعتقد المهني أنه أعدها بعيدا عن المنهجية في اعداد التقارير الصحفية الدسمة فالكثير منها تصاب بالصدمة عند ظهورها فلو سئلت أي اعلامي عامل في احدى الفضائيات الامريكية ان هذه التقارير لو كان معدا لأحدى المحطات الأمريكية هل سيتم عرضه أم سيرفض. وهذا يعود للعاملين في مكاتبها في العراق بان الكثير منهم مستواهم متدني ولا يصلح لهذه القناة لكي تتنافس في فضاء مفتوح ومفضوح.وللحديث بقية
الاعلامي:عبد الكريم صالح الحيدريالنجف الاشرف المحروسة بالله ورسوله واسده الغالب11-11-2007
https://telegram.me/buratha
