المقالات

مؤتمرو الناصرية بعثوا الأمل فينا من جديد-


( بقلم : الدكتور عادل راضي الرفاعي )

ميزانية عالية... قراءات إحصائية... أرقام دقيقة ... مليارات ومساحات.... مشاريع واستصلاحات...آمالٌ كثيرات ، وفي خضم هذه المرافيء لايدري أين يرسو مركب الجنونبيين، فقد تكاثرت الضباع على خراش ولا يدري خراشةُ مايصيدُ. تسمرت هذا اليوم أمام شاشة التلفاز لأتابع بنهم ولهفة مفردات مؤتمر الإعمار وتضميد الجراحات العميقة في محافظة ذي قار... الوجوه المشرقة جلّها جنوبي المولد، قمحي اللون، ناصري الانتماء لمدينته، سومري العنوان والروح، قرأت الحضور فألفيتهم جمعاً متراصاَ يتسابق من أجل مدينته وكأنهم بهذا يريدون القول : نحن في طليعة من يحمل الآجر والماء لكي يرصف الجدار بقوة مثلما رصفه الأجداد حينما شيدوا أور ولكش.

الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية ظننته ناسيا لمدينته ومتناسيا لأبي هاون حيث غفوة الناظم رقم اربعة على شاطيء الغراف،لكن مؤتمر السبت مؤتمر الأمل بدّد لدي هذه الشكوك وصعقني ( أن الشكوك لواقح الفتن) كما قال إمام الساجدين علي زين العابدين، وكانت كلمة ابن الناصرية الأبر عميقة ودالة وضعت النقاط على الحروف وأفصحت بلسان فياض أن الأرقام التي خصصت من ا لميزانية لبناء الناصرية كبيرة تعدادها مئين من المليارات لكن نتساءل ها هنا أي بناء ياسيادة النائب الشجاع؟ البناء ياصاحبي بناءان بناء الروح والجسد وبناء الروح أشدها وأهمّها، كيف؟ لقد عمد النظام السابق إلى تحطيم الشخصية الجنوبية من خلال إضفاء صفات الدونية والسفل عليها وكان ذلك بسلب الثقة منها وإشعارها بالثنائية والثانوية أي أن ابن الجنوب لاسيما أبناء ذي قار لم يكونوا سوى سكند هاند أو عرفاء في الجيش وليسوا سوى مطايا للحرب وهم حسب نظرية الشذوذ الصدامي رعاة حفاة قدموا سائقين للجاموس استنزلتهم حالة العوز والجوع من الهند ، هذه النظرة ينبغي على المسؤول أن يسلخها من ذهنية المواطن السومري لينفثه ثقةًًً واقتداراً بأنه هو مصدّر الحرف الأول للعالم وأنه سليل الحضارة الأولى في سومر واور وأنه ميثارُ للوطن والعِرض على أشياء أخرى ويعوضه بالعمل والتكريم و بفتح الجامعات والكليات وأقسام الدراسات العليا وفتح مكتبة مركزية جدية وإنشاء مكاتب لخدمة المواطن وفتح مستشفى جديد ومركز لتأهيل الشباب علميا أو نفسيا أو اجتماعيا وإنشاء المعاهد والمراكز الثقافية والاجتماعية والمدارس القرانية وغير ذلك من القنوات الثقافية، وأن ماقيل: أن أبناءا لجنوب لاسيما الشيعة ليس لهم في العراق سوى الأدب والشعر والفن والعلم وأن السياسة والمال والكرسي لغيرهم هذه مقالةُ أثبتت تقهقرها أمام تلك التوليفة التي حضرت اليوم وهم من ألمع الساسة في العراق اليوم من أمثال الدكتور عادل والشيخ الصغيروالأعرجي بهاء والزبيدي باقر وغيرهم ممن يترقب في بغداد حيث مضايف أبي إسراء وبلاغته وجرأة العسكري سامي وحنكته ونشاط الدكتور الجلبي وألمعيته وبركات أبي عمار وإشراقته،وغيرهم ممن يقود الأن مركب العراق إلى ضفاف الأمن والأمان مبعدين عنهم كل من يريد أن يخرق السفينة ليغرق أهلها لكن أبا إسراء العصامي لاتنطلي عليه خيوط الغدرة فتيقظ إليها وأماتها في مهدها

وانا الآن استشرف مستقبلا امنا واعدا للعراق حينما شاهدت فيه المالكي على ضفاف دجلة وسحرها قلت ماهذا هل نحن في السويد أم في هولندا خضرة ونور ووجه بريء وحسن وعباءات سود وحلوى تنثر وكأنها بشائر زفاف لعريس قادم من جنائن بابل . أعود لناصريتي الحبيبة ومؤتمرها ،الزبيدي كان صريحا وألمح إلى أنه رفد ذي قار ويرفدها بميزاية عالية وفق قانون الأقاليم الذي أعطى صلاحيات واسعة للمجافظات ومجالسها وهذا عين السياسة وعين الأكاديمية والمهنية ولترتيب السياسي فهو شبيه بنظام الفيدراليات لكنه لايتسمى بها وأنا اشكره باسمي وباسم من اتجايل معهم من تدريسيي الجامعات في الناصرية أو خارجها علما أن بدني خاج ذي قار لكن قلبي ينبض بها يرفل في ذكرياتها وسوف احتث جناحي لأعود إلى أعشاشي الأولى قريبا كي أسهم في بناء الصرح الجامعي والمدينة الجامعية التي أفرحني بها أخي الفاضل الاستاذ عزيز كاظم محافظ الناصرية حينما أفصح عن مشروع كبير لانشائها . أما البناء البدني فهنا أقصد به بناء المجمعات السكنية أولا ثم المرافق الخدمية والمؤسسات الحكومية ، فكثير من أبناء الجنوب هم من ضحايا النظام المقبور فأكاد أجزم أن كل بيت ناصري وتره صدام بضحية شريفة ودم زكي لذلك من الأجدر والأحرى أن تأخذ المحافظة على عاتقها بناء مجمع كامل لضحايا انتفاضة الجنوب كاملة وكل الشهداء لاسيما الكفاءات ينبغي أن يكون لذويهم كل التقدير والاستذكار وأخص منهم الدكتور إحسان عبد غركان الرفاعي الذي ارتحل من بيننا حينما كان يعالج جرحى الانتفاضة وأشد على اصطلاح اسم الشهيد على شارع الأطباء في الناصرية أو الرفاعي عرفانا للمبضع الملائكي الذي حمله صديقي الشهيد ليلامس بلطف جرحى انتفاظة الجنوب ، كما ينبغي أن تبنى مجمعات خاصة للفقراء ممن لا يملك بيتا ولاتظله سوى سقوف زرقاء ، وينبغي أن تبنى أحياء كاملة للشرائح الاجتماعية كما هو معمول في الدول التي تتبع تخطيطا حضاريا عاليا حي للاطباء والمهندسين والأكادميين وحي للمعلمين وحي للطلبة المتزوجين وعلى الدولة السومرية الصغيرة وأقصد بها المحافظة أن تفعل قضية سلفة القروض للطلبة أولا وللشرائح الوظيفية بأنواعها وهنا أشد على يد أخي المحافظ وأنبهه كما نبههه الشيخ جلال الدي الصغير أنه يحمل على عاتقه أمانة كبرى ومهمة جسيمة ينبغي عليها أن لا يخيب أملنا ولايزيل حسن ظننا به وبمجلس المحافظة ،

 وفي هذا المقام أسجل إكباري لابن عشيرة ال جويبر الشيخ جلال الدين الصغير في ترغيبه وترهيبه وفي تبشيره ووعيده للسادة المحافظين فهم الان في مستوى رئاسة الوزراء في محافظاتهم واذا كانوا يتذرعون بأن حكومة بغداد السابقة المتلاشية حكومة ديكتاتورية مركزية فاعتقد أن الكرة الان في ملعب الناصرية ومجلس ومحافظتها وحسبي بالمحافظ أن لا يجعل أبناء مدينته متفرجين فحسب وإنما هم اللاعب الفائز والمتسابق الأول عليك أيهذا الأمين يا أبا سعد أن تضع بين عينيك مدينتك كلها وأبنائها جميعهم ولا تفضل قلعاوليا على فجريا ولا تبسط يدك لشطري وتمسكها لرفاعي كن فيهم أخا ولهم بيتا ولفقيرهم كسوة ولبردهم دفئا ولقيضهم بردا وسلاما الله الله في ذي قار كلها البيت أولا للمحتاج والطعام ثانيا للغرثان والجوعان لا تطعمه بمنةٍ بل بحقه في توفير فرصة عمل وفق حقه في حصة النفط لا مقابل الغذاء بل مقابل الحق في الوطن والتراب والثروة ولا تجعل الشباب الجنوي يتغدى أملا ويتعشى حلما ويفطر سرابا ليكون النتيجة ان ابن الجنوب سيكون فريسة سهلة للإرهاب او للانحراف اقتل الفقر كما تمنى عليا عليه السلام أن يقتله اقتلوه أيهؤلاء الساسة الكرام من خلال توفير فرص العمل فهذا حق الناس في أوطانهم ولا تجعلوا العراقي يكره بلده كما كرهه أيام صدام بل ألصقوا المواطن بالوطن من خلال توفير كل شيء له نموا الزرع وارعوا قطف ثماره ألا ترون أن الدول العظمى مثل ألمانيا واليابان يعشقها أبناؤها لأنها احبتهم فحبوها ولم تقنط عليهم ليهجرهما كما هجرتها الطيور العراقية ، ويجب أن يعلم الجميع أن سلالم الجنوبيين عمادها رقاب وأكتاف أسهمت في الوصول إلى دفة الحكم والعلم، فلا تنسوا هذه الدماء ولا تكسروا أبناء السلالم خشية أن تذهبَ ريحكم كما ذهبت ريحٌ قبلكم ابنو لكم بيوتا في قلوب الناس كما بنى إبراهيم عليه السلام بيوتا لله في قلوب الناس .

أعود ثالثة للمؤتمر وأشكر بحرارة الدكتور برهم صالح على تلك الحركة الدؤوبة وذلك الفيض السياسي والاجتماعي فقد مسّ شغاف القلب لدى الناس من خلال تلك الأجندة الإسانية التي يرسمها بصحبة أبي إسراء النبيل إذ دأبا سوية على تأسيس خارطة اندماج مع لمجتمع العراقي في تعويضهم عن الحرمان والحيف الذي طالهم ثلاثة عقود من الزمن وعوضاهم ورفقتهم في الدولة عن فزع اربعة عجاف انقضت فلك كل الإجلال في تلك الخطوات المباركة ، أما سفيرة الإنسانية ( أم عمار) فلها من السومريين كل الود وعميق الحب لأنها آثرت الهور والكوخ والبساطة على البلاط والرفاه فهي بحق سفيرة الانسانية استطاعت منذ عقدين من الزمن أن تتعايش مع أبناء الأهوار بمعاناتهم وهي الآن عنوان وشعار للطيور كيما تعود وللمشحوف كيما يشق عباب الماء وللسمك كيما ينسرب في أحشاء النهر وللهوري كيما يرفل بنعمة الحب والاستقرار في هوره الحبيب، وأنا على ثقة تامة أن الهور بجهود الطيبين سيستحيل إلى فينسيا الشرق وأن الشواطيء الجنوبية الحالمة على ضفاف الغراف في لقلعة والرفاعي والنصر وسوق الشيوخ والناصرية ستكون مركز استقطب للناس والسائحين وستعوض أبناء الناصرية الغيارى سنين الحرمان والتشرد والقلق والخوف وتعود جلسات الحبوبي والشط ويعود ( الريل ) محملا بالمن والسلوى والطمأنينة.

أما عتبي الشفاف كما عودنا عليه الدكتور الفاضل أبي احمد الجعفري فهو على اللجنة المنظمة للمؤتمر فهل أعقمت ذي قار عن أن تلد مترجما ناصريا ليتولى الترجمة للسفير الأمركي وهل شلت كليات الناصرية عن استقدام مترجم لأم عمار وهل استثقلت حكومة بغداد من اصطحاب مترجم عراقي لكي تستعير مترجمين من دول عربية؟ وأوصي اللجان التحضيرية لمؤتمرات ذي قار أن تعد العدة وتقوم بإنشاء غرف الكترونية لترتيب نظام التقديم والترجمة فقد طوينا صفحة الفوضى التي حصلت في مهرجان الحبوبي وعلينا أن نطوي الارتباك الذي رافق المؤتمر هذا اليوم لننظر بعين تفاؤلية واثقة إلى قدوم العام الجديد حيث الشروع بتطبيق خطوة الإعمار الأولى في ذي قار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو رضا الجابري
2007-11-13
بوركت يادكتور عادل وكثر الله من امثالك الذين ينشرح القلب لقراءة مقالاتهم التي تبعث على الامل في زمن لاتعرف الناس فيه سوى الهدم بالمعاول --- شكرا لك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك