المقالات

الخلاف مع السلطة لا يبرر السقوط في الخيانة والانغماس في العمالة

1921 2016-11-11

حميد الموسوي اختلفنا، ومعنا كل احرار العراق الغيارى – على مر العصور والدهور – مع الانظمة والسلطات التي حكمت وتحكمت في رقابنا  بمختلف تركيبتها وتوجهاتها وايديولوجياتها  وسياساتها وبرامجها   :الضعيفة الهزيلة منها ...والرجعية العميلة .. والاستعمارية الدخيلة ...والتسلطية التعسفية ..والدكتاتورية.. والبوليسية القمعية .. والشوفينية ..والطائفية ...والفاسدة المفسدة ...تعاملنا مع كل لون منها بالاسلوب الذي يناسبه .. عالجناه بالدواء الذي يشفيه ( وكثيرا ما كان الكي ) .. وحاربناه بالسلاح الذي يردعه .
انتقدنا النظام الضعيف : شخصنا مكامن الضعف ..اشرنا مواضع الخلل ..وجهنا وارشدنا ونصحنا .ادوات نقدنا التنويري المقاوم كانت  / المقالة .. القصيدة .. القصة القصيرة .. الرواية ...اللوحة.. المسرحية.. الانشودة الاغنية ..المونولوج ....والفلم السينمائي والمسلسل التلفزيوني .
تظاهرنا ضد الحكومات الرجعية،والتسلطية والبوليسية والشوفينية..شجبا ..وادانة ..واحتجاجا ..وتحريضا ..تظاهرنا ...وتظاهرنا.. بعد ان استتفرغنا كل وسائل النقد التنويري المقاوم  ...
وثرنا ، وهاجمنا ، وانتفضنا، غاضبين حين جوبهت كل تلك الصرخات بالقمع والسجون والمطاردة والتشريد .
اكلت مقابر الاحياء الجماعية الالوف ....طحنت ثرامات الشعبة الخامسة عظام الالوف ... اذابت احواض الاسيد اجساد الالوف ...ومزقت سياط قصر النهاية لحوم الالوف .
حتى الذين فروا بجلودهم تتبعت بعضهم كواتم مخابرات المنظمة السرية ، وتلقفت البعض الاخر امواج البحار المتلاطمة .
ومع ذلك..مع كل فضائع تلك السلطات المتوحشة، تمسك الناجون من (هولوكوست ) سلطة المنظمة السرية بوطنيتهم، وذابوا عشقا بحبهم للعراق.
كانوا يتسمرون امام شاشات التلفزيون عندما يخوض المنتخب العراقي مباراة مع فريق اجني ويجوبون الشوارع محتفلين ، فرحين..جذلين  حتى وهم في المنافي....
وكانوا يتباهون، ويفتخرون، ويقيمون الندوات والمهرجانات  حين يحقق العراق انجازا علميا او ثقافيا او اقتصاديا ..لانهم على يقين ان الحكام زائلون وان العراق هو الباقي .
الذي قلب هذه المواجع ونكئ الجراح هوان بعض الاخوة المعارضين للحكومة الحالية والناقمين على عملية التغيير  استكثروا انتخاب العراق عضوا في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ! .. لابل احتجوا ونقموا وشجبوا  !!.مدفوعين بضغائن مختلفة : بعضها طائفية ..وبعضها فقدان امتيازات سابقة ..وبعضها عدم الحصول على مركز وظيفي في الوضع الجديد .. والبعض الاخر التباس الامر وغشاوة عدم  التمييز .المصيبة الموجعة ان هؤلاء البعض رحبوا بانتخاب السعودية رئيسا للجنة حقوق الانسان!. مع انها تسلط قمعي وراثي متوحش، راعية للارهاب العالمي، ومؤسسة للقاعدة وداعش ولكل عصابات التكفير الظلامية .سجلها حافل باضطهاد وقمع الحريات بما فيها حرية الكلام والتدوين..تجلد وتقطع رؤوس السعوديين وحتى المقيمين بسبب تغريدة على تويتر !!!.
اخيرا نقول ان العراق هو من البلدان المؤسسة لهيئة الامم المتحدة،  وان العراقي محمد فاضل الجمالي ( وزير خارجية العراق ) احد كتاب ميثاق هيئة  الامم في ثلاثينات القرن الماضي  يوم كان السعوديون يقلعون اعمدة التلفون والكهرباء التي باشرت بنصبها شركات التنقيب عن النفط الانكليزية  كونها من عمل ابليس !.، ويطاردون  سيارات الخبراء والعمال الانكليز ويرمونها  بالحصى معتبرينها مركب الشيطان!!..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك