( بقلم : ابو عمر السامرائي )
وأخيرا تجولت الكاميرات التلفزيونية في سامراء؟! ولو لمسافة 100 متر وتصوير بضع دقائق مغلفّة بالخوف والارتباك من خطر مجهول،عبوة ناسفة او اربي جي او قناصين تزخر بهم المدينة التي انتهكوا قدسيتها وفيها الصابرون على مضض وشجى والم وغصةّ وتحسر على مالا تستطع دفع ضرره. هل شاهدتم كيف يخيم صمت القبور على دكاكينها المقفلة وشوارعها المقفرة واسواقها المعطلّة حتى سوق مريدي الشهير هنا تشبها لابالاصل في بغداد بل للتندر.هل رأت العيون المتألمة على تراثها الاسلامي وترابها الوطني كيف أحال التفجيرين البغيضين ،سامراء الى مقبرة أحياء منزوون يفترسهم الفقر والفاقةحتى في تعاملاتهم التجارية البائسة؟ وحتى الكساد انسحب على المنتجات الزراعية الشهيرة في سامراء والتي لاتستحق وارادتها المادية ،تعب رعاية حقولها ولاتغطي مصاريفها. غلف الحزن كل مقلة شاءت أم ابت فوالله كما كنا نسمع من ابائنا في التراث الاسلامي انه اذا قدم شهر المحرم الحرام أنزلت الملائكة قميص سيد الشهداء الى الارض فيعم الحزن التلقائي الفطري في نفس كل مسلم محب ، هو نفسه الشعور الان عند الشرفاء منذ التفجيرين الملعونين اللذين غيبّا زهو وألق المدينة المقدسة.أسالوا رب أي اسرة سامرائية ،كم هو مدين بالمال؟وهل تحل البركة في أعماله؟ وامام نواظره جريمتين لم تمحى أثارهما ولازال بعض مرتكبيها بعيد عن الحساب. لقد أحال التفجيرين حركة الحياة في سامراءالى أجساد تسير بلاهدى شاردة ساهمة متقوقعة يغلف الحزن شوارعها وأزقتها وبيوتها ولاتنفع الخضرة في اشجارها لتشيع بهجة مفقودة لاأجساد تقبلت وسكتت وصمتت واحيانا ساهمت في الجريمة وتأمل بدء الاعمار لدفع البلاء الالهي الذي تؤمن بعدالته على مثل هذه الجرائم! أين حمادي الطاخي وأين المجرم هيثم السبع مجرمو القاعدة ، حتى قبورهم مطموسة المعالم بالعار والخزي الى يوم القيامة فاعتبروا يا أولي الالباب. كم مليون عراقي محروم من القدوم الى سامراء تهفو أنفاسهم الزكية المتقّدة الى زيارة العسكريين؟ الان أبشركم بقرب اللقاء وعناق ذاك الالم مع الاحجار الطواهر الفواضل التي لم يمحو قيمها الثرّة ابدا متفجرات الحقد الطائفية المدمرة والتي دستّها أيادي القاعدة القذرة ومصعبها الزرقاوي برعاية من البعث المجرم مهما تناسينا جرائمه النوعية والكمية! فهو المسؤؤل عن احتضان القاعدة وقدومها ومكثها بيننا وتبعات جرائمها.الان ابشركم بقرب الفر ج ولاأرسم ا لافراح جزافا لتكون مصيدة للسفلّة المتربصين لقدومكم لان القاعدة الان محصورة في سامراء نفسها يتبرى منها مسانديها ومحتضنيها ورعاتها وتلاحقها العشائر نفسها التي كانت لها حواضن!! وهربت الحماية من الطاقا وهرب وسيطها ابو اية الجبوري وابو طيبة وتوقف العمل داخل مشروع الطاقا بسبب الوضع المرعب الذي يغلف العمل كون القاعدة خسرت موردا ماليا متميزا ومريحا ومحلا لااخفاء السلاح بعيد عن الانظار لذا على الحكومة الان مسوؤلية حماية المشروع بقوات منها لامن العشائر لتعود وجوه القاعدة من جديد باشكال وأزياء تمثيلية!!!!! وان تفسح المجال لعوائل الشهداء للعمل لانهم أولى بالاحتضان الحكومي وتجعل مسوؤلية ذلك بعاتق الشيخ المهندس جاسم ممتاز البازي لانه نبيل للمهمة بل هو أحق من الاستاذ عبد القادر المشرف العام على المشروع والذي لم يزره منذ سنتين مع ان سكنه في المحطة الحرارية!!! بل وهو نفسه وقع عن وزارة الكهرباء عقد الحماية الوهمية مع القاعدة . ان هروب القاعدة من الطاقا هو بداية الاعمار الحقيقي واعتقال بعض مديري معمل الادوية لااتهامهم بتمويل الارهاب هو ايضا الخطوة الاولى لااعمار بلامخاطر مع ان ذلك لايكفي.انا متيقن ان المعركة في سامراء تحتاج الى جهد عشائر الطريق الرئيس الى سامراء للدعم وتحتاج الى تحييد مناطقهم على الاقل من خطر التواجد القاعدي فالمعركة داخل سامراء لم تبدأ بعد وهي معركة قاسية تحتاج الى جهد عسكرى واستخباري (مفقود الان) لان العشائر في سامراء لم تتصنع ولو خطوة اصطناعية؟ نحو توحيد الجهد لان الطائفية تغلّفهم!! وتغلّب على نواظرهم ان القاعدة لاترحم من يتخلى عنها اما قال الضاري انها منا ونحن منها؟؟!!!
ان اقسى الالم ان الخطوات الحكومية تتاثر بالتحرك السياسي وببطىء شديد والاحداث هنا في سامراء تستحق انتهاز الفرصة وعدم ترك الامر لصحوات مكسبية تريد الجمل بما حمل!!! ان احياء سامراء الجبيرية والضباط والسكك والمنطقة الصناعية لازالت مع كل سامراء خارج سيطرة الحكومة وهذا هو الخطر ان البعض يريد ابتزاز الحكومة بتحييد هذه المناطق مقابل مكاسب والحكومة توافق فتضع من جديد مفاهيمهم الطائفية على طريق الالق!!! هذا نرفضه لان اهالي سامراء لهم ثوابت عشائرية بعد التغيير لم يحيدوا عنها وان تظاهروا بخلافها؟ هل تطوع احد منهم في القوات المسلحة؟ هل طالب احدهم باعادة الاخوة الشيعة؟ وعندما اعدد مبادئهم اجد البعث شاخصا في كل خطوة مدروسة!! لذا احذر الطيبين في لواء العسكريين من الاعيبهم وفذلكات صحوتهم ومطالبهم لان البعث أس البلاء يامن تنسون ذلك!
ابو عمر السامرائي
https://telegram.me/buratha
