المقالات

هل قتل الحسين في العراق؟/محمد الشذر

1443 2016-10-16

محمد الشذر "اني لم اخرج اشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله"
الحسين بن علي بن ابي طالب، والذي خرج من المدينة المنورة، الجمهورية الاسلامية لرسول الإسلام محمد بن عبد الله، متوجها الى العراق، وكوفته "عاصمة الخلافة الاسلامية في عهد ابيه علي بن ابي طالب"، بعد اعلانه عدم البيعة ليزيد بن معاوية، والذي تولى الخلافة بعد ابيه.
يزيد بن معاوية والذي كان مشهورا بالفسق والفجور، اذ يقضي وقته بين الخمور، وهتك الاعراض، وتوغله بالمنكرات حتى هتك عرض نفسه! طلب البيعة من الحجازيين والشاميين، والعراقيين بالقوة والعصى، والترغيب والترهيب، وكان يركز على استحصال بيعة الحسين بن علي اذ هو الخلف الصالح لرسول الاسلام محمد، وبيعته تمثل الولاية الشرعية ليزيد ليكون بذلك خليفة شرعيا منصبا.
الحسين والذي سار على نهج جده محمد، وهدي ابيه علي، وخلق اخيه الحسن، والذي كان الامام الرابع المعصوم المفترض الطاعة والولاء كما يدعي الشيعة الامامية الاثني عشرية، والذي يجب ان تؤول الولاية الشرعية اليه، اذ هو الوريث الشرعي لوحي الرسالة السماوية، وكل فعل له يعتبر تقرير واقرار بالعمل اذا ما شاهد عملا ما ولم ينهي عنه، فهل بايع ياترى؟
"مثلي لا يبايع مثله" كلمة قالها الحسين في مجلس والي يزيد في المدينة المنورة حين طلب منه البيعة، وصدح صوته في حضرة السلطان، بأن يزيد شاربا للخمر، معلنا للفسق والفجور، والولاية لا تؤول اليه، وسيروم شرا! فهل رام يزيد شرا بعد ذلك؟
تسنم يزيد مقاليد الحكم بالقوة، ليحكم ثلاثة سنين، احداها كان قتله للحسين في ارض كربلاء، وثانيها اجتياحه للمدينة المنورة بحرب طالت اهلها، وثالثها حاصر مكة المكرمة ليرمي بيت الله بالمنجنيق! فهل كانت عدم بيعة الحسين خروج عن امام زمانه كما وصفه مريدي يزيد ومؤيدوه؟ وهل هذه افعال يزيد تدعوا للمفخرة لدين سماوي؟
ارغم علي بن أبي طالب للقدوم إلى العراق، كما قال هو؛ اذ اجبرته الانشقاقات الداخلية والتي اندلعت فور انتقال الخلافة اليه، لتنبثق عدت جبهات في دولته، فالناكثين والمارقين والقاسطين، خرجوا عنه واستباحوا الحرمات، فكان لزاما عليه ان يخرج لاحقا الحق، فما كان منهم ان يجازوه في الكوفة ان تركوه مضرجا بدمائه في محراب الصلاة، وهويردد فزت ورب الكعبة.
سيطرة بني امية على الكوفة، وتوغل فكرهم المنحرف، وكثرة القبائل والاجناس، والاعراق فيها، جعلها متعددة الاتجاهات وذوات امزج كما وصفها معاوية، اذ يصعب التعامل معها الا بشيطنة، والا فأن الثعبان ديدنه الغدر وهم عقارب حلوة اللبسة واللسان، فكتبوا للحسين يبايعونه، ويقسمون ان يناصروه، وتجسد قولهم فيما بعد لتركهم سفيره مسلم بن عقيل، يقطع رأسه ويجر في اسواق الكوفة ليقطع اربا اربا!
قدموا بالحسين فتخلوا عنه! عايشوا ابيه وقتلوه! اعراقهم واجناسهم ومذاهبهم مختلفة!
قتل الحسين في كربلاء ولكن قبته تعانق عنان السماء، واندثر ذكر يزيد وغاب ثراه.
في الاخير نقولها وعلى مضض؛ قتل الحسين في كربلاء، بأدات متعددة الاعراق، يقودها حقد امية لثأر دفين؛ ليقول قائلها
ليت اشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الاسل


abd123.ma@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك