المقالات

الملك عبد الله الثاني يُلوح بالطائفية مجدداً|| شهاب آل جنيح

1467 2016-09-29

شهاب آل جنيح

التدخلات الخارجية، من قبل الدول العربية أو الأجنبية، في شؤون العراق، كانت وما زالت تؤثر في الوضع العراقي الداخلي، سواء السياسي أو الأمني، آخر هذه التدخلات السلبية، كانت من قبل الملك الأردني عبد الله الثاني، وهو يعزف من جديد، على وتر الطائفية والمذهبية.

يُرجع الملك الأردني، المشكلة في العراق؛ إلى غياب دور السنة فيه، وبين ذلك بحديثه لأحدى قنوات التلفزيون الأميركية، إذ يقول: "ما زلت أؤمن بأن المشكلة الأبرز فيها -أي العراق- أن هناك دوراً للأكراد، وبحكم الواقع دوراً رئيساً للشيعة، أما ما لم يتم تأطيره بعد فهو دور للسُنة، وهم لا يشعرون بأن لديهم مستقبلاً سياسياً وبالتالي فقدوا الأمل، وما بدأنا نراه نتيجة لذلك، هو ظهور تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" .

حديث الملك هذا بعيد عن الواقعية، إذ أن السنة كغيرهم، ممثلين في أرفع مناصب الدولة العراقية، كمنصب رئيس البرلمان، ونائب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وعدد كبير من الوزراء والمناصب العليا الأخرى، إضافة إلى أن قيادة البلاد، وحجم التمثيل، تحدده الانتخابات، وهم مشاركون فيها حالهم حال بقية أبناء الشعب العراقي.

الملك عبد الله لايرى قمع حلفاءه في الخليج لشعوبهم، وخاصة قمعهم للشيعة، وحرمانهم من حقهم في المشاركة في حكم بلادهم، بل يقف مع السلطة ضد أغلبية الشعب البحريني، الذي تحكمه عائلة ملكية طائفية، بحماية أمريكية وسعودية، ولايرى تهميش الشيعة، وملاحقة شيوخهم وقادتهم في السعودية، ومنعهم من إبداء رأيهم وممارسة طقوسهم، ومعاملتهم مواطنون من الدرجة الثانية في وطنهم! ولايرى المجازر التي ترتكب بحق الشيعة منذ سنوات.

إضافة إلى أن هذا الملك الأردني، يؤيد ويدافع عن العدوان الخليجي، على الشعب اليمني الفقير، الذي استبيحت دماء أبناءه؛ بسبب طغيان أمراء بترول الخليج، وتغاضي المجتمع الدولي عن جرائمهم، إذا كان هذا الملك، يدافع عن سنة العراق حسب زعمه؛ فلماذا لايدافع عن الفلسطينيين الذين غصبت أرضهم، وتم تهجيرهم وطردهم منها؟

هذه التصريحات الطائفية، تستهدف الدولة العراقية، التي أوشكت أن تقضي على عصابات "داعش" فهي تهدف لخلق صراع طائفي جديد، كما خلقته تصريحاته السابقة في العام 2004، عندما قال أن حكم العراق من قبل الشيعة، يؤدي لتكوين "الهلال الشيعي"  الذي يشكل خطراً على مصالح الدول في المنطقة، حسب وصفه.

الأردن صَدرت الإرهابي "أبو مصعب الزرقاوي" للعراق، فقد تم قتل آلاف من العراقيين، بالسيارات المفخخة، والعبوات الناسفة، التي كانت تقف ورائها القاعدة وهو أميرها في العراق، ومن ثم سمحت بعقد المؤتمرات للإرهابيين، والمطلوبين للشعب العراقي في أراضيها، رغم كل الدعم الذي تقدمه الحكومة العراقية للأردن، وخاصة في مجال تخفيض سعر النفط المصدر إليها.

الأردن والسعودية ودول الخليج، لاتريد للعراق أن يستعيد عافيته، أو بالأحرى لاتريد للشيعة أن ينجحوا في قيادة بلدانهم، فذلك يشكل خطراً على مصالحهم، وهذا ماقاله الملك الأردني من قَبل، فهم دائماً ما يعزفون على الوتر الطائفي، لاستغفال شعوبهم به، وهنا يجب على الحكومة العراقية، أن تدافع عن سيادتها وهيبتها، أمام كل تدخل في شؤونها الداخلية، وإلا فان هذه التدخلات لن تنتهي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك