بقلم : حسن علي _ غزة
إن كنت حاسدا أحدا على منصب أو نعمة , فإني أحسد هذا العبد الله السعودي وذاك الشيخ الأرعن " الأزعر" المسمى شيخ الأزهر , وذلك لما يشغله هذان " الرجلان " من منصبين رفيعين , ومع هذا فلا ريب أخزى من ريبهما , ولا عيب أفحش من عيبهما , يخيسان بالعهد وهما أرذل من وغد , ويردان غدير الغدر وهما وضيعا القدر , ويسمعانا كلام الخنا , وقد جهلوا أننا ... ويبولان حيث وجب أن يسجدا , ولولا الأوهام وسلطانها على الناس لما سجد بعضهم بين يدي هذين الاثنين ... ولا اتخذهما المنحرفون أربابا من دون الله ...ها هم الفقراء في غزة يتضورون جوعا ... ويموتون كمدا , وها هو الشعب الرائع في العراق يذبح بمدية الإجرام الوهابي , وها هم أبطال الإسلام الأموي يخونون عهد الله ويخفرون ذمته ليغمدوا السيوف التي أودعها الله في أيديهم لإقامة الحق والعدل .. يغمدونها لتنساب إلى صدر شعب انتظر تحرير القدس فجاء أخيرا الأمويون الجدد إلى القدس لا فاتحين ولكن راكعين ساجدين لأعداء محمد والدين ... والمصيبة هي أن الشعوب العربية في مصر والسعودية قد أصبحت عنوانا بل وعونا لأمرائها ومشايخها المتصهينيين على شهواتهم ... وزعماء الدين وتجار العقيدة على لصوصيتهم , اللهم يا ماسخ يهود , وقاصم عادا وثمود , أسقط نقمتك عليهم أجمعين ملوكا ومملوكين ورؤساء ومرؤوسين ...كيف بربكم يمكن لمسلم أن يذهب إلى بيت الله الأعظم في مكة ... والذي ختم به نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله حياته بخطبته في حجة الوداع .. وقد أصبحت تلكم الأرض الطاهرة ماخورا لكل لقطاء العالم بفضل مشايخ العار والرذيلة وملوك الدولار وأعداء الفضيلة ؟؟؟ نويت السنة الحج .. ولكن منعني أمران .. أولهما أن حصار غزة الخانق لم يترك معي درهما ولا دينارا .. وثانيهما وهو الأهم أنني أرى كل عام الحجاج الناسلين من الفجاج إلى أرض خير الناس وذلك طبعا على شاشة التلفاز .. فأسألهم : أتعقلون أيها القوم أين تذهبون ؟ والى من تتجهون ؟ أتحسبون أن الحج قطعُ مراحل واختيار رواحل ؟ ومفارقة ولدان وبعد عن الأوطان ؟ لا تغنيكم يا ناس تعرية الأجسام عن روح الإجرام ... ولا تسعفكم ملابس الإحرام عن تلبسكم بالحرام ... فإنه لا يسعد بعَرَفة إلا أصحاب المعرفة .. ولا ينال قبول الحجة من بعد عن المَحَجة .. أتعقلون يا حجيج العرب على من تقدمون , وعلام تقدمون ؟ يا الله ما هذا الإفك الذي يحدث اليوم ؟؟ نريد أن نحج فحسب ؟ وما دوركم أيها الحجيج من البراءة من هذا الفاجر الذي يحتل مكة والمدينة كما يحتل يهود القدس؟؟ وما موقفكم من شيخ الرذيلة والمجون القابع في الجامع الأزهر يُعلّم الناس مفاهيم التحرر ، ويتوعد بالجلد صحفيين , كل ذنبهم أنهم قالوا شيئا عن الحالة الصحية المتردية لذاك القابع في قصر عابدين وشرم الشيخ " مبارك الخالد " الذي يشارك في حصار شعبنا المرابط غير معتبر بنوازل الأحداث أو صيرورته إلى الأجداث ... كيف نقدم على رسول الله صلى الله عليه واله ونحن صباح مساء نرى طوابير من الجوعى والقتلى في غزة وأكوام الأشلاء الطاهرة في العراق بفضل زائر لندن الملك العجيب والذي أمتعنا بخطابه ولغته الفصيحة بين يدي ملكة بريطانيا والتي نافس فيها سحبان بن وائل .. عبد الله .. ابن الأيام , وعلم الأعلام , والساحر اللاعب بالأفهام , المذلل له سبل الكلام ... وقد دخل موسوعة الأرقام العالمية في عدد الحروف التي تخرج من فم جلالته في الدقيقة الواحدة... يقدم الأموال إلى جمعيات الكلاب الضالة والمشردة في أوروبا ... ومليون ونصف فلسطيني تخنقهم العبرة في غزة ... أيتام الشهداء الفلسطينيين والعراقيين سينالون منك يوم القصاص يا ملعون ... تحاصر فريقا وفريقا تقتله بفتاوى مشايخ بني أمية القابعين في أرض خير المرسلين ... يتحدث عبد الله وتروقه عبارة " إخواننا الفلسطينيين " ويبدو أنه تدرب عليها كثيرا قبل النزول للمباراة ... وقد نسي أن جده المجحوم شارك اللورد بلفور في وعده المشئوم حين قال : إننا نوافق على استقبال اليهود المساكين في فلسطين ... شاهت الوجوه فإننا والله لا ننظر إليكم يا مجرمون إلا بالعين السخينة وليس لكم منا إلا صحبة السفينة ...اقترب مؤتمر انابولس للتسوية وبخٍ بخٍ يا ملك العرب إليك اليهود المساكين فاهنأ بهم يا حفيد يزيد ... ارقص كما شئت حاملا سيفك الخشبي ملوّحا بيدك الذهبية ولحيتك العجيبة ... ولغتك المهشمة كطالب ابتدائي فاشل .. واحضن "أولمرت" وقبّل يد " تسيبي ليفني " بلياقة فرنسية من القرن السادس عشر وكن رقعة شطرنج مطيعة بين يدي آنسة شمطاء من بقايا الزنوج ... تأمر بمعروف يا ملك وتنتهك حماه ؟؟ وتخشى السيد الأمريكي والله أحق أن تخشاه ؟؟ إلى متى ستستمر في زهوك ولا تنتهي عن لهوك ؟ تبارز الله بمعاصيك وهو مالك نواصيك ؟ وتجترئ على الرب بخبث سيرتك وهو عالم بسريرتك ؟ أوتظن يا ملك الأباطيل أن سينفعك مالك إذا حان ارتحالك .. أو سينفعك الندم إذا زلت القدم ؟ أو سيشفع لك معشرك عند محشرك ؟ لا والله الذي أركع له وأسجد ما أنت وشيخ الأزهر إلا أقل من البوذيين في بورما الذين ينصرون شعوبهم .. ولا يبالون ... وينتصرون لعقيدتهم وهم منحرفون .. اعتبرتم دين الله أقل رقيّا من دين من يعبد الفأر في الهند أو يقدس روث البقر في شوارع نيودلهي ؟؟؟ اليوم أيها الأخوة والأخوات ظهرت عقيدة الفساد والانحراف لدى هذين الاثنين ... اليوم ظهرت الوجوه واضحة .. فماذا تنظرون ؟؟ أليس فيكم رجل رشيد يقودكم إلى الثورة على هذه الشرذمة الضالة من أتباع مروان بن الحكم ؟؟ اليوم تقع الشعوب العربية فريسة سهلة لملك يهتم بجمعيات الكلاب وإنشاء دور للقطاء من أحفاد العم سام في أوربا ولا يواري سوءته فضحه الله وهو يخاطب ملكة بريطانيا بجلالة الملكة وقد كانت الملكة وآباؤها سببا في نكبتنا في فلسطين ومعاناتنا الأبدية التي نتجرعها في كل يوم ... وشيوخ .. عَجَز الدين الذي يحملونه من أن يصنع منهم أحرارا ليدافعوا عن قضايا الأمة .. وكما قال الأستاذ غسان كنفاني : " إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية , فالأجدر بنا تغيير المدافعين لا القضية " ... لن نختلف انه لزمن رديء .. ولكن إن كان لهذا الزمن من مآثر فانه زمن سقوط الأقنعة ... إن هذا العهر العربي الذي نراه سيتم استبداله .. وإن هذه الأرض سيرثها عباد الله الصالحون أتباع الإسلام المحمدي الأصيل ... وعد الله .. لا يخلف الله وعده ... وما النصر إلا صبر ساعة ... وكل هؤلاء الرعاع مصيرهم كمصير يزيد بن عبد الملك الذي تمنى مرة أن يطير .. وذلك من كثرة البذخ الذي كان يعيش فيه .. فطار مجحوما مقبورا إلى عذاب الله وسخطه .. " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
حسن علي _ غزة
https://telegram.me/buratha
