المقالات

سعيد الدارين..|| رحمن الفياض

1406 2016-09-26

رحمن الفياض جنة صغيرة مملؤة بالحياة, تلك الخربة, التي يسكن فيها مع فقره, والعوز الشديد الذي يبدو عليه, الا أنه سعيد جداً, بوجود ذلك المكان الذي يحويه مع أمه الضريرة وزوجة وأبنائه الخمسة.
سعيد شاب عراقي لون بشرته من لون تراب الوطن, صوته هدير حمام نخل الجنوب, ورثها من أبوه الذي مات قبل سنوات من ظلم جلاد ذلك الزمان حزناً على ولده البكر الذي أعدامه صدام.
يعمل سعيد في البناء, يكد على عائلة من عرق جبينه,على عيالهُ لايقبل المساعدة حتى من أقرب الناس اليه, سمع عن طريق التلفاز بفتوى الجهاد الكفائي, التي أعلنتها المرجعية العليا, بعد غزو داعش لأراضي البلاد, وتهديده لمقدساته, فثار غضبه, لكن لم يكن يعرف أين وكيف ينظم أمره حتى جاء الفرج عن طريق معتمد المرجعية في قرية.
دخل منزله وهو يهتف بأعلى صوته, لقد جاء الفرج, جاء الفرج, ومالذي أتى يازوجي الحبيب؟, أنه الجهاد المرجعية أعلنت الجهاد ضد خوارج العصر, هنا تلعثمت زوجته, ولكن أنت تعلم وضعنا ياأباعلي, كيف نعيش؟ وماذا نأكل؟ والشتاء قادم وسقف منزلنا يحتاج الى من يديمه, عزيزتي ا، الذي أطعمنا وأعطنا الصحة والسعادة طيلة تلك السنوات موجود, فلاتحزني ولاتخافي, هذه الدار المتهالكة ستكون جنة لنا وأنا عزمت أمري على اللتحاق مع المجاهدين.
هناك في أحدى غرف المنزل صوت ضعيف من أمه الضريرة, أتركيه يا ابنتي, أتذكرين ماذا كنا نسمع عند ذهابنا لمجالس الحسين عليه السلام, قصة تلك المراءة أم وهب في معركة كربلاء وهي تقاتل مع أبنها وعن زوجته التي حملت العمود لتقاتل الى جانبه, هنا توقفت أم علي لتعلن عن معدنها الحقيقي.
في الصباح التالي ودع سعيد عائلة والتحق بركب المجاهدين ولكونه عسكريا سابق, أستلم حضيرة للقناصين وباشر في تدريبهم, سعيد الذي لاتخطئ ضربة الهدف, بات مثار أعجاب رفاق الجهاد ,طوال تلك الفترة سعيد لم يتقاضى راتبا واحداً من الحشد الشعبي, كان يعيل عائلة خلال فترة الأجازة حيث يعود الى عشقة عمل البناء, الذي يتفانى فيه, ليكد على عائلة ويترك لهم مايكفيهم خلال فترة غيابه.
مرت الأيام وسعيد هو سعيد, في جهاده وحياته, لايتغير أبدا حتى بعد أن بترت أحدى يداه في معارك العز والكرامة, وعاد الى أهله يحمل وسام الفخر, سعيد لاينتظر تعويضا من الحكومة او من غيرها, فبعد تماثله للشفاء, عاد للجهاد من بابه الأوسع جهاد الكد على العيال ومتابعة شؤن عوائل الشهداء, وسعيد لازال في ذلك المنزل ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك