المقالات

تحكيم العقول في ولاية زوج البتول ||عمار جبار الكعبي 

2039 2016-09-19

عمار جبار الكعبي 

اكمل رسول الله ( ص ) حجة الوداع ، وعاد وهو حزين على مصير الامة من بعده ، وبينما هو يسير متأملاً ، جاءه النداء الالهي مخاطباً ، بِسْم الله الرحمن الرحيم " اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً " صدق الله العلي العظيم ، فأبتهج الرسول (ص) بهذا النداء ، وجمع المسلمين عند غدير خم وابلغ امر ربه ، وبلغ رسالته 

أوقف المسلمين ونادى فيهم قائلاً ، يا ايها الناس ألست اولى بالمؤمنين من انفسهم ، فقالوا بلى يا رسول الله ، فكررها عليهم ثلاثاً ، ثم قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وهو رافع يد الامير حتى بان بياض ابطيهما 

اذ لاهمية هذا البلاغ ،  تغير حتى الخطاب الالهي مع الرسول الكريم ، حين خاطبه تعالى شأنه " يا ايها النبي بلغ ما انزل إليك من ربك فأن لم تبلغ فما بلغت رسالته " ، حتى قرن الله تعالى ابلاغ الرسالة بهذا الامر ، الذي كان مساوياً او يزيد على جهد الرسالة التي دامت ل_( ٢٥ ) عاماً ، لاهميته وضروريته في تحديد مسار الرسالة بعد رسول الله (ص) ، فنوع الخطاب ولهجته تبين خطورة البلاغ ، اذ لم يوجه الله تعالى الى رسوله (ص) مثل هذا الخطاب طيلة الرسالة 

حتى عاد الحجيج الى المدينة ، اختلفت الاّراء ولا زالت مختلفة ، فكبرت في نفوس القوم ان تجتمع النبوة والإمامة في بيت واحد ، وارجع بعض المتفيهقين نقطة الاختلاف الى تعدد معاني كلمة ( المولى ) ، فمنهم من قال انها تعني ابن العم ، ورسول الله جمع المسلمين ليبلغهم ان علي (ع) هو ابن عمه ! ، وكأنهم لا يعلمون بهذه الحقيقة الصادمة ! ، وقد جمعهم رسول الله في هذا المكان البعيد ، والجو شديد الحرارة ، ليعلمهم ان الامير هو ابن عمه (ص) ، اما الرأي الثاني فذهب الى انها تعني الخادم ، وان رسول الله أراد ان يبلغهم ان الامير هو خادمكم من بعدي ! ، ليت شعري أين يذهب التعصب بالعقول ، والرأي الثالث ان المولى تعني السيد ، وهو ما ينطبق مع ما ذهب اليه رسول الله (ص) ، وهو مؤيد بقرائن عديدة ، كحديث الدار ، وحديث الكساء ، واية التطهير ، وغيرها الكثير الكثير من الأحاديث التي لا يسع المجال لذكرها . 

من لا يشكر نعمة الله ، فهو لا يستحقها ، وعندما يفقدها فهو امام أمرين لا ثالث لهم ، اما ان يشعر بفقد هذه النعمة ويحزن عليها امد الدهر حتى يأذن الله ، واما ان يحاول ان ينكر هذه النعمة ، ويضلل عليها ، ليخفي حقيقة موقفه ، ورده لامر الله ، ويفضل اختيار البشر على خيار الله تعالى ، ويفنون أعمارهم في محاولة إطفاء نور الله بأفواههم ، ولكن نور الله ساطع رغم الغيوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك