المقالات

ما وراء إستهداف الأسواق؟!||واثق الجابري

1270 2016-09-16

واثق الجابري مشهد التفجيرات حديث عابر؛ في بلد مزقته الحروب والويلات، وتفجير مول النخيل قبيل العيد واحد من سلسة جرائم إرهابية؛ بطابع ذات معانٍ أعمق ومكمل لسلسة عمليات إستهدفت الكرادة والشورجة وجميلة، وتعبير عن هدف أساس إبتغاه الإرهاب لإيقاف الحياة بإستهداف المدنيين العزل، وتدمير مراكزهم الإقتصادية. جملة دوافع تتعلق بإستهداف الزمان والمكان، وتحديداً أسواق التبضع وقبيل العيد؛ لإرسال رسالة مفادها الإبادة الجماعية والرعب وتجفيف كل الموارد الإقتصادية. صار من الواضح؛ أن الإرهاب لا ينوي خوض الحرب مباشرةً؛ بإستهدافه المدنيين العُزل والأسواق، ولم يعد خافياً أن التطرف تحركه أيادي سياسية؛ لا كما يُشار على أنه لأهداف عقائدية فحسب، وكان الأحرى بمن يدعي رفض كل الأنظمة أن يبدأ من دوله المؤوسسة والداعمة؛ بدل تحمل مصاعب التنقل ومصاعب العيش مع مجتمعات رافضته فكرياً، والأصل أن يبدأ من قاعدة الإنطلاق؛ ثم تعميم التجربة على بقية الشعوب؛ أن لم تقف وراءه أهداف سياسية. عند التمعن بحوادث إستهدفت الأسواق؛ نصل الى قناعة تعدد الأساليب الرامية لشل حركة الحياة وضرب عصبها بالإقتصاد؛ بدليل أن كل فعل سيؤدي الى توقف عنصر معين او يأس من حياة او هجرة شباب أو إعاقة انسان وفقد معيل، وبالتالي التأثير على حركة الأسواق ورؤوس الأموال وأهداف إقتصادية لا تقل أهمية عن الأسلحة النارية؛ أن لم تك هي المرمى الأساس لكل هذه الصراعات، وإشعال فتيل الحروب في مستنقع الصراعات الفكرية ومزاحمة التطرف والإنحراف بالقوة، وبذلك تُشرع الأبواب على مصراعيها للتدخلات وحروب العصابات والمافيات والمخابرات، وسوق للسلاح بدل الحياة. إن الإستهدافات المتكررة للأسواق المهمة أيام الأعياد؛ لا تختلف عن سواها من أسواق الجُملة وأكبر المراكز التجارية، والغرض شل حركة الحياة الإقتصادية في أكبر أسواق للمتبضعين ونخر جسد المعركة من خلفياتها، وبناء الدولة يرتكز على بناء المجتمع إقتصادياً، وتدمير الإقتصاد من الأدوات التي يتمناها ويتبنا الإرهاب لأجل إنهيار الدولة. الفشل لا يبني المجتمعات ولا يحصنها من الإعتداءات، ولا دولة دون مشروع ناجح ومجتمع صالح منتج، وفي حالة إستقرار إقتصادي، ولا خيار الاّ إعادة بناء مؤسسات رصينة. عُدَّت إعادة هيكلية الدولة واحدة من أهم الأولويات، ولا تقتصر على جانب وإهمال جوانب؛ فلا حياة دون إقتصاد وإستقرار أسواق، ولا إقتصاد وخدمة دون أمن والعكس صحيح، ومسؤوليتها بالدرجة الأساس على المسؤول ودعم القوى السياسية والشعب، والسياسي الواعي الوطني؛ من يُطور أداءه ويتعلم من الأخطاء ويعترف بها لا يبررها، ومن الندرة إيجاد مَنْ تخلص من الأنا والنرجسية، وإمتلك شجاعة الإعتراف والإعتذار، وتشخيص أن كل ما يدور لأغراض إقتصادية تؤدي بالنتيجة الى إنحرافات مجتمعية وعقائدية.  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك