المقالات

عاطفية مجتمع والغطرسة السياسية؟! || سيف اكثم المظفر

1545 2016-09-15

سيف اكثم المظفر
تصدّرالعراق مقياس (جالوب) للعاطفة ليحتل المركز السابع عالميا والاول عربيا، لما يتميز شعبه من صفات طيبة وكرم وشجاعة، ويتحلى بروح سمحة، وعاطفة جياشة، جعلته يتصدر عالميا. العاطفة الفردية والعاطفة الجمعية، احداها مبنية على الاخر، وتشير الابحاث، ان العاطفة لها وجهان ايجابية واخرا سلبية، حيث تنقسم العاطفة إلى عدد من المصطلحات العلمية: الذكاء العاطفي والامان العاطفي، وكل مصطلح له تفسيرات متعددة، التأثير العاطفي هو سلاح ذو حدين، ويعتبر الطريق الاقرب، للسيطرة على المجتمعات، وتحشيد الجماهير وتوجيههم، من خلال التأثير العاطفي. 
ان الصفة العاطفية للمجتمع العراقي، ذات طابع سلبي، بسبب قلة الوعي الثقافي في المجتمع، مما يجعل من العاطفة اداة تهديم في الطبقة الكادحة، لسهولة استدراج عواطفهم، من قبل المؤثرين في الساحة الاقتصادية والاجتماعية و بالاخص السياسية، واستمالتهم بشعارات براقة وهتافات رنانة، يتبعها اغراءات وسبل غير شريفة، تخترق اغشية العوز والفقر الذي يعيشه المجتمع. 
اسطوانة المكر والخداع، دوما ما تكون بغطاء ديني أو طائفي أو قومي، يعزف عليها لكسب عاطفة الجمهور، وهذا ما نجح به 70% من الطبقة السياسية العراقية، خصوصا في ظرف اقليمي متصدع وقوى عالمية مستفيدة من هكذا نوع من الخطابات العاطفية، لتقوية النفوذها، وفرض اراداتها الشيطانية، ورسم حدود القوى العظمى لخارطة الشرق الاوسط الجديد.
العاطفة المجتمعية دون ثقافة مجتمعية، هي اقرب إلى الحالة السلبية للعاطفة، وتعد في بعض حالاتها خطرا كبيرا على المجتمعات، حيث يمكن استغلالهم لاهداف غير انسانية، وتحويلهم إلى حقل تجارب أو خلق جماعات متطرفة بأسم الدين، مع وجود عامل الاغراء المادي والجنسي. 
اليوم ونحن على أعتاب انتخابات، سنلاحظ تطبيقا واقعيا، لمعنى الاستغلال العاطفي الذي تنتهجه بعض الاحزاب السياسية، خصوصا في المناطق الريفية والقرى واطراف المدن، التي تعتبر اقل ثقافة من المجتمع المتمدن. 
ليس من الواقعية؛ البحث عن حلول انية ومستعجلة، خصوصا في عمر المجتمعات، لانها تحتاج إلى زمن طويل للتحول إلى مجتمع واعي ومثقف وعاطفي في نفس الوقت، لكنه ليس مستحيلا، بل نحتاج إلى عمل دؤب ومتواصل ومن الجميع، لننهض بواقعنا المرير، اول هذه الطرق هي الاهتمام بالشباب،على وجه الخصوص، ان المجتمع العراقي يعتبر من المجتمعات الفتية، اي نسبة الشباب فيه تفوق 60%، والثاني؛ ان لا تقتصر الثقافة على الجانب الاكاديمي والعلمي، بل نحتاج إلى توعية بجوانب متعددة، وفضح اساليب الخداع وتضليل الراي العام، المتبعة من قبل اصحاب الاجندات الداخلية والخارجية، ومن المهم انشاء مصدر معلوماتي موثوق يرجع اليه المواطن ليتحقق من اي خبر، ونفتقر إلى مشروع اعلامي وطني حقيقي في العراق، وهناك عوامل كثيرة وخطواة عملية يجب اتباعها لتفعيل الذكاء العاطفي؛ لدى الطبقة الشبابية العراقية، كونهم من سيرسم ملامح الدولة ومستقبل هذا الوطن. 
تتسامى ارواحهم يوميا، دفاعا عن ارضنا وشعبنا، وينذر العمر كل صباح؛ تلبية لنداء المرجعية الرشيدة، فهؤلاء اتم دورهم على اكمل وجه وباعلى درجات الإيثار والاباء، وهنا جاء دورنا نحن الشباب وما قدمناه وما سنقدمه مقابل كل تلك التضحيات العظيمة لقواتنا الامنية بكامل صنوفها، كلنا مدعون إلى توحيد الصفوف وترتيب الاوراق؛ لمرحلة جديدة، من الوحدة والتاخي والتالف تحت خيمة العراق العظيم، سلام لارض تفيض عطاء وطيب ثرها دم الشهداء فهذا حسين وذي كربلاء اصبح للعالم لسان وفم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك