المقالات

إتفاق يحتاجه الجميع


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

على مدى الايام القليلة الماضية شهدت مدينة النجف الاشرف اجتماعات مكثفة بين وفدي تيار شهيد المحراب برئاسة الاستاذ ابي عهد ووفد التيار الصدري برئاسة سماحة الشيخ صلاح العبيدي، وتأتي هذه الاجتماعات التي تميزت عن غيرها، باهمية الوفدين باعتبارهما يمثلان وجوهاً قيادية معروفة لدى العراقيين والشارع العراقي في آن معاً خصوصاً انها تجتمع الان على خلفية الاتفاق الاستراتيجي الذي وقعه بالاحرف الاولى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي زعيم الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم وزعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر.

لاشك ان اتفاق كهذا يحمل بصمات زعيمي التيارين بات يشكل انعطافة هامة وعنوان بارز في قاموس الاتفاقات الداخلة في الموسوعة التأريخية لاعتبارات عديدة اهمها:

1- ان الاتفاق المذكور يشكل طرفاه الاساسيان عنوانين هامين واستراتيجيين في الساحة العراقية، فالتيار الذي يمثل الطرف الاول في الاتفاق معروف بثقله السياسي وامتداداته البشرية وتأريخه الجهادي وموقعه الذي يشغل الحيز الاكبر في الخارطة السياسية والاجتماعية العراقية باعتباره تياراً يمتد زمنياً الى إمامة ومرجعية الراحل الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس) مروراً بمحطاته التي زادت على الاربع وستين شخصية علمائية شهيدة كان الابرز فيهم سماحة آية الله الشهيد السعيد السيد مهدي الحكيم وسماحة المرجع شهيد المحراب(قدس) الذي التحق بركب الشهداء عند اسوار محراب جده امير المؤمنين، فيما يشكل طرفه الثاني تيار وطني اسلامي آخر ينتمي هو الآخر الى مرجعية رشيدة فاضلة وشهيدة وله ثقله الجماهيري وفعله الميداني الذي يتمنى الجميع ان يكون داعماً وفاعلاً في بناء التجربة العراقية الجديدة وكما هو معروف عن هذا التيار العزيز.

2-ان الاتفاق جاء اثر احداث امنية معقدة اسست لحالة من عدم الاستقرار في مناطقنا الامنة كالاحداث التي شهدتها محافظة كربلاء خلال الزيارة الشعبانية وما تمخض عنها من احتقانات حادة وكذلك ما شهدته محافظة الديوانية اثر الاستهداف الاجرامي لمحافظها الشهيد ابراهيم خليل الكرعاوي وكذلك العملية الارهابية المماثلة التي اودت بحياة الشهيد محمد علي الحساني محافظ المثنى واحداث عديدة اخرى منها حرق مكاتب تيار شهيد المحراب في محافظات بابل وواسط وبغداد وبعض المدن والمناطق الاخرى وبعض المحاولات المغرضة التي ارادت ان توقع الفتنة الكبرى بين الاشقاء في هذين التيارين الكبيرين.

3-الاتفاق وضع حداً لبعض المراهنات المحلية والاقليمية التي كانت تعمل بشكل مكثف لنقل الصراع والاحتقانات السياسية الى مدن الوسط والجنوب بعد ان فشلت اجندات اولئك من اشعال فتيل حرب اهلية طائفية في عموم العراق اوابقاء حالة الانفصال التي كانت عليها مناطقنا الغربية عن حواضنها الام في بغداد وعموم مناطق العراق.

4-اسهم الاتفاق الى حد بعيد بتحييد وكشف العناصر التي تتحرك بلبوس هذا التيار او ذاك ووضع حداً فاصلاً لعمليات التسلل التي تلجأ اليها بعض العناصر المشبوهة وذلك من خلال البيانات والتصريحات التي ادلى بها زعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر بهذا الاتجاه.

ان الاجتماعات التي شهدتها مدينة النجف الاشرف وبالرغم من ان المناقشات والحوارات التي تمخضت عنها لم تتطرق لجميع الملفات الا انها نجحت في تثبيت اتفاقات وتصورات هامة جاء في اولها التأكيد على حرمة سفك الدم العراقي بشكل عام ودماء ابناء التيارين بشكل خاص كما اتفق الطرفان عى تأكيد مبدأ الجنوح الى الحل السلمي لجميع الازمات التي قد تنشأ مستقبلاً وكذلك عدم الاعتداء عى حرمة المكاتب والمقار التابعة لكلا التيارين ولعل تأكيد الطرفين على دعم وتفعيل دور القضاء العراقي واحترام استقلاليته واعتباره المرجعية في حسم الاشكاليات يعد بمثابة التتويج لتلك النتائج التي نتمنى ان تتسع لتشمل مجمل العناوين التي يراد معالجتها بروح الاخوة والتسامح التي تسلح بها وفد تيار شهيد المحراب بتوصية وتوجيه من لدن سماحة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد عمار الحكيم للاخوة الذين مثلوا هذا التيار بالاجتماعات الاخيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك