المقالات

صناعة الدكتاتورية والعبيد|| واثق الجابري

1405 2016-09-07

واثق الجابري

خلاصة بحثنا عن الحقيقة لسنوات؛ ينتابه إحساس غريب، وإساءة بعضنا للنصوص والشخوص؛ ما يجعلنا نُفكر ملياً بتناقض الظاهر والحقيقة، وخليط الحاضر والماضي، والجاني والضحية، ورغم  تطلعنا وسعينا  لحياة الرفاهية؛ إلاّ أن عجلة واقعنا لم تتغير جوهرياً.

ما يزال العنف والتسلط والفساد؛ مقروناً بالإستهانة بكرامة الإنسان والحياة الإجتماعية، والتنافس الشخصي يفرض نفسه على الواقع.

 فُرضت نظرية قبول أسوأ الإحتمالات، وعلل السياسيون واقعها بدعوى عمومية الفساد وأنهم أفضل السيئين، وخلا كثير من الأطاريح والتصرفات الفردية من المحتوى والإستراتيجية؛ نتيجة بؤس جوهر العمل السياسي الغارق بأنانية التفكير، ووضع المواطن في مقارنة دونية بين الشر والأَشر ودكتاتورية وذباح ولص وعصابة، وعليه القبول بواقع الحال أو العودة للدكتاتورية وتسليم رقبته للإرهاب، وخيارات لا خير فيها إلا مغادرة السلام والرفاهية.

سياسيون معظمهم كان مواطناً يعتاش ببساطة من أرض موطنه، ويدفع عربة كغيره من الكادحين والمحرومين، وبعضهم صفق للدكتاتورية، واليوم يُصفق له ويمجد ويُهَلل؛ فمَنْ صَنَعَ مَنْ؛ هل الدكتاتورية صنعت عبيداَ أم العبيد صنعوا الدكتاتورية؟ّ!  وكلنا يُدرك أنها مغامرات وضعها الخارج لإضعاف الداخل، وحديث عن زمن يسمونه جميلاً، وهو الذي  قادنا بالإفتقار والإذلال وإنتهاك الكرامة.

 سؤال  يشغل الشارع العراقي كثيراً؛ مَنْ يدفع الناس للأحزاب السيئة الصيت والفعل، ومَنْ  يجعل في محفظة المواطن أكثر مِنْ هوية حزبية متناقضة، ولا يملك هوية وطنية تشعره بالإنتماء للأرض والمحلة والمدينة؛ حين يبحث المواطن عن شبر  بين الأزقة وأحياء التجاوز والصفيح، ويعيش بلا ذكريات مكان ولا رائحة موطن، وأمامه ملك الدولة مستباح بقوة السلطة والسلاح.

إن التوظيف سبيل وحيد رسمته السياسات الخاطئة، وتعطيل شامل للصناعة والزراعة والتجارة، ولا طريق إلاّ الإنتماء لبعض الأحزاب والقوى النافذة، وعُدت مكاتب بعض السياسيين للمقاولات والتعيينات، والمواطن أيضاً يطلب ذلك ومن يُخالف يعتبره كثير من الجمهور ناكثاً لعهوده الإنتخابية، ومَحل سباب وإتهام، وهو يرى بعينه كيف اوصلت بعض الأحزاب مقربيها الى مقاليد السلطة والنفوذ والمال، وتَنَكَروا لبيئتهم وأهلهم وجمهورهم.

 تعطينا دلالات شوارعنا المصبوغة بالدم وروائح الجثث وإنتشار الفساد؛ بوجود من يتنافس سياسياً بالقتل وإهدار الكرامة، ويُفرقنا لإنتماءات فرعية تُزيد الإنقسام.

ذنب أساس يتحمله السياسيون؛ بأنهم جعلوا مصادر العيش مرهونة بالولاء، ولا سبيل للمواطن إلا البحث عن من يجد له فرصة عمل، ولكن  بعضنا أصبح شريكاً بإعادته لمرات متعاقبة لنفس الوجوه التي وصفها بالكالحة، وفي ذات يوم شتمها وقذفها بشتى الإتهامات، وبذلك فقدنا كثيراً من وجودنا الإنساني؛ إذا تنقلنا من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، وبعضنا جلب أدوات الإستهانة بالكرامة، وفضل مصلحة شخصية دعته لإعادة الوجوه التي سببت الفساد  والتسلط والعنف، وهنا لا تتحمل الأحزاب الفاسدة الذنب لوحدها؛ أن كان البعض يُعيدها للسلطة لمكتسب شخصي.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك