المقالات

سفير الجفاء السعودي..!||شهاب آل جنيح

1318 2016-09-02

شهاب آل جنيح

بعد التغيير الذي حصل، في العام 2003 تغيرت مواقف الدول، تجاه العراق وحكوماته المتتالية، فكل دولة لها مصالحها، التي تجعلها تدعم الحكم الجديد، أو تقف بالضد منه، وبدت مواقف أغلب الدول مرحبة وداعمة للعراق، مثل الكويت التي ذاقت مرارة الغزو الصدامي، بينما السعودية رفضته بكل ما ملكت من قوة، وبجميع السبل! وبذلك كان موقفها الأشد قسوةً على العراق وشعبه.

رفضت السعودية كل محاولات التقارب بين البلدين، التي أبداها العراق وبحسن نية ومنذ بداية التغيير، بل وعلى العكس، احتضنت كل من يناصب العداء للحكومة، فصارت المؤتمرات تعقد الواحد تلو الآخر، برعاية سعودية، يدعمها ماكنات إعلامية ضخمة، ملأت العالم ضجيجا، كل سعيها إثبات فشل العملية السياسية الجديدة في العراق.

كان التعامل الدبلوماسي السعودي مع العراق، بمنتهى الدونية والاستهانة بالمقابل، فنرى ملك المملكة أو وليه، يستقبل رؤساء وملوك وقادة الدول في المطارات السعودية، بينما المسؤول العراقي يُستَقبل من قبل محافظ أو نائب محافظ، أما القمة العربية التي انعقدت في بغداد، كان التمثيل السعودي فيها في أدنى مستوياته، وهي رسالة سلبية للعراق وعمليته السياسية.

خلال حكومتي المالكي، تأزمت العلاقات مع اغلب دول الجوار والسعودية خاصةً، لكن بعد تغيير المالكي ومجيء حكومة العبادي، بدأت صفحة جديدة، فطالبت الحكومة العراقية نظيرتها في المملكة، بتعين سفير لها في بغداد، وبعد قطيعة لسنين طوال عينت السعودية، ثامر السبهان سفيرا لها في العراق، وهو ضابط سعودي شغل مناصب متعددة، ذات أبعاد عسكرية وأمنية صرفة.

السفير الجديد كان مريباً في عمله، فدائماً ماكانت تصريحاته بالضد من الحشد الشعبي، وغالبا ما ينعته بـ"مليشيات الحشد الشعبي" في تحدٌ واضح، للحكومة التي ظمت الحشد لمؤسساتها الأمنية الرسمية، وصار جزء من منظومة الدولة العراقية، لكن السبهان لم يعطِ أيّ أهمية لذلك، وراح يغرد خلال من مواقع التواصل الاجتماعي، بالضد من المتطوعين، وسخر كل تصريحاته لانتقاد الحشد وتضحياته.

الحكومة العراقية طالبت باستبدال السبهان، بسبب تدخله في الشأن الداخلي للدولة، وخروجه عن دوره الدبلوماسي، ويبدو أن المملكة استجابت لطلب العراق، فقد نقلت وكالات أنباء: أن الديوان الملكي أمر بتعيين خالد الشمروخي الشمري، سفيراً جديداً في العراق، وهو عميد ركن شَغل منصب الملحق العسكري، للسفارة السعودية في المانيا.

اصرار سعودي على تعيين ضابط آخر خلفاً للسبهان؛ يثبت الشكوك بسوء نواياها، في إن مهام السفير بعيدة عن الدبلوماسية، وإنما مسؤوليته إثارة الفتنة، ودعم بعض الجهات الطائفية السنية، وتبني الإقليم السني، الذي يُعَد غاية السعودية، وهدفها بتقسيم العراق وجعله دول متعددة.

التدخل الخارجي في الشأن العراقي، ماكان ليكون؛ لولا وجود حواضن من سياسيين ومجموعات عراقية، باعت ولائها للخارج، فتخطيط المشروع سعودياً وفي داخل السعودية، أما تنفيذه فبأدوات عراقية، من داخل العملية السياسية وخارجها، فنرى هؤلاء يسيرون حسب أوامر السفير، سواء بذم الحشد الشعبي، ورفض دخوله لبعض المدن، أو برفض كل خطوة حكومية لتطهير حواضن الإرهاب، وأعمدته السياسية كالهاشمي وغيره.

 

أخيرا، السعودية ليس من مصلحتها تعافي العراق، فهو يملك التأريخ والثروات والموارد البشرية، وإذا ما تمكن من إقامة دولة ديمقراطية، أساسها المواطنة وحفظ حقوق جميع أطياف الشعب العراقي ومكوناته، فإن هذا يمثل تهديداً لكيانها المستبد، الذي يقطع اعناق مخالفيه بالرأي والفكر والعقيدة، ويرفض الآخر والتعددية، بل لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك