المقالات

 الناقد الأعور ||عمار جبار الكعبي

1402 2016-08-29

عمار جبار الكعبي 

ان تبحث فقط عن السلبيات ذلك ليس ابداعاً ، بقدر ما تكون هداماً ، فهنالك العتمة والنور ، والاسود والابيض ، والسلبي والإيجابي ، من يشغل العقل الناقد ، ويبدأ بجمع النقاط السوداء في اي تجربة ، ببساطة يستطيع ان يكون مشهداً مأساوياً بأمتياز ، وهذا ينطبق على اعرق التجارب والديمقراطيات العالمية ، من أقصى الشرق الى أقصى الغرب ، اذ الخلل كل الخلل ليس في التجربة ، وانما عمن يركز بحثه من اجل وأدها ، لانه لم يطق ان يرى نفسه حراً من الأغلال ! 

الحقوق والحريات المفرطة التي تحلم بها شعوب المنطقة بأسرها ، لا يذكرها احد ، حرية التعبير والنشر والتوزيع والتنقل ، والحريات الدينية بجميع اشكالها ، وممارسة الشعائر والطقوس الدينية حتى يتم تعطيل الدولة لاجلها ، وجعل كل مقدرات الدولة في خدمة المجتمع ، من اليات واعلام وموظفين ، لا يمكن ان تمر دون ذكر ، فهذه احدى مكتسبات تجربتنا الديمقراطية ، التي تترسخ ويشتد عودها يوماً بعد يوم ، رغماً عمن أراد وأدها وهي طفلة ! 

قد نكون لم نستثمر الموازنات بشكل جيد ، من اجل ان نتقدم اكثر ، ونعوض شعبنا عن السنين التي أمضاها تحت وطئة تعذيب البعث المجرم ، لكن هذه الأموال نسبة ٧٠٪‏ منها كانت تشغيلية ، تدفع كرواتب وإعانات لمختلف الفئات ، وهو ما ساهم في تحسين الوضع الاقتصادي للكثير من المواطنين ، في ظل جيوش الموظفين الذين تعيلهم الدولة ، الذين تجاوز عددهم الملايين ، اي ان الأموال لم يحسّن استثمارها ، ولكن الكثير منها عاد الى الشعب على شكل رواتب وإعانات ، وهذه نقطة يجب ان تذكر وان كانت تحتاج الى جرأة 

يقول الله تعالى " الم نجعل له عينين " ، لم يقل الله عين واحدة وانما اثنتين ، ولكن العوران اذا ما رأوْا حسنة او أمراً يسير بشكل جيد في هذا البلد ، استكثروه عليه ، وحاولوا إخفاءه بأي شكل من الأشكال ، حتى بات الايجابي محارب ارضاءاً لذات الناقد الأعور المريض ! 

يجب ان يتم التخفيف من حدة التوتر النفسي عند الانتقاد ، لأننا لسنا في معركة ، ومن يثبت ان بلده فاشل ، لن يكسب شيئاً ، وانتهاج منهج التقويم ، بدل منهج الانتقاد الهدام الجامع للنقاط السوداء ، الذي يغض الطرف عن كل ما يعتبر انجازاً او خطوة في الاتجاه الصحيح ، وهو ما يسمى أنصاف الوطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك