المقالات

الشباب بين تناقض القوانين||  واثق الجابري

1299 2016-08-25

 واثق الجابري في مفارقة عجيبة؛ يحق لك أن تؤوسس حزباً وعمرك 25 عام، وفي ذات الوقت لا يحق لك المشاركة كمرشح بالإنتخابات؟! تناقض بين قانون الأحزاب وقانون الإنتخابات وسن الترشيح، وكذا كثير من القوانين يُعطل بعضها الآخر.  ليست غريبة هذه المفارقة، ولا عجيب من مطب دون نهاية، وعلى سياق القوانين والصلاحيات التي تتقاطع بينها، وتصادمها الإرادات، ولا فائدة من بعض التشريعات إلاّ استهلاك الوقت وتخفيف حدة الإعتراض، وحبر على ورق ممزق على جسد شعب؛ بدأ يشعر أنها مجرد شعارات ومزايدات لا يجني منها إلاّ التحسس والتقاطع بين الواقع والتوقيع، ومزيد من البيروقراطية والروتين، وحلقة إضافية كحلقات الرقابة التي أصبحت أدوات للفساد لا عليه.  يشكل الشباب  ما يقارب 60% من مجتمع 90% منه دون سن 50 عام، وهم نسبة ساحقة في المشاركات الإنتخابية وسوق العمل والفعاليات المجتمعية وتجاذب حديث السياسة والعلم، وأصابع تحدد مسار التركيبة الحكومية والتشريعية  في صندوق الأقتراع، وكأنهم مرآة للعمل السياسي والأكثر طاقة ومنهم  تُسجل الشعوب تاريخها  وحضاراتها وإنتصاراتها.  المعادلة الخاطئة لا تسمح للشباب بالمشاركة في صناعة القرار التنفيذي والتشريعي؛ وكأن هنالك أدوات لسلب المواطنة والإنتماء من غالبية المجتمع  العظمى، أو أنهم أُجَراء في وطنهم لا يستدعون إلاّ بالملمات وسوح القتال والعمل؛ ثم يقذفون خارج الأسوار لإنتظار فتات ما تلقيه الحيتان الكبيرة والذئاب المفترسة.  إن الشعوب الناهضة تعتمد أساساً على قدرات الشباب وإبداعاتهم، وتفسح لهم أوسع الأبواب للإعتماد على النفس وكسب الثقة وترسيخ المواطنة، ولها قدرة المشاركة في الخطوات الحكومية كونهم الشريحة الأكبر التي تتضرر أو تنتفع، وتحديد 30 عام للترشيح للإنتخابات وما فوق 45 عام للسلطة التنفيذية؛ إجحاف بحق الشهادات والقدرات والمقارنات مع دول كُبرى. المفارقة أن قانون الأحزاب سمح للشباب في تشكيل الأحزاب؛ بينما منعهم قانون الإنتخابات؛ في حين أنهم يشكلون الغالبية في تحركات منظمات المجتمع الدني وسوح العمل والقتال.   في دول كثيرة فسح المجال للشباب الى تبوء مراكز مهمة، ومناهج الإدارة الحديثة والتكنلوجيا والتواصل الإجتماعي؛ صنع عند كثير من الشباب خبرات وتفاعل علمي وسياسي، ومثلما نُطالب بالإصلاحات والتكنوقراط، وإزحاحة مواقع الوكالة؛ لابد من تجديد الدماء وإشراك الشباب كحلقات فعالة بدلاً من المترهلة والفاسدة، وفي ذات الوقت لا ننسى إحترام الأعمار المتقدمة وذلك بتقديم برنامج تقاعد مبكر؛ إلاّ في بعض المفاصل التي تحتاج الى خبرات ودراسات وإختصاصات فريدة، وهذا لا يمنع من دفع الشباب للمواقع القيادية، وتفعيل دورهم بالإشتراك بالمجالس التشريعية؛ كون معظم القوانين هم المتنفع والمتضرر منها.  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك