المقالات

الشهيد البخاتي القائد بلا عنوان

3239 2016-07-02

عمار العامري

   ((منذ ساعة دخلنا مركز ناحية الصقلاوية, دخلناها محررين فاتحين منتصرين, ناصرين ومحررين للأهل والارض والعرض)) بهذه الكلمات زف من كان متخفياً برداء الإيثار والإخلاص بشرى تحرير مدينة الصقلاوية, هكذا صدحت حنجرة الشهيد السعيد صالح البخاتي معلناً أهداف مشروع الاسلام الاصيل.

   السيد البخاتي؛ ذلك الفتى الذي عرف منذ نعومة أضافره مجاهد في سبيل وطنه, وغيور على عقيدته, زاهداً بدنياه, التحق وهو في مقتبل العمر بالكوادر الجهادية للحركة الإسلامية تحت لواء السيد محمد باقر الحكيم, ليكن ثقة من ثقاته, وهو من قال فيه: ((هذا السيد لا تلمس منه الا الصدق)) فكان فعلاً صادق في أقواله, أمين في أفعاله,  حريص في أداء أعماله.

   حيث أصبح عنوان بارز في تاريخ الجهاد, وصولات أبناء الاهوار, الذين تشهد لهم عمليات دك أوكار النظام البائد في ميسان وذي قار, حيث كان أبناء (حركة حزب الله العراق) يصولون بصولات العز والشرف, مرهبين النظام ومزعزعين الارض تحت أقدام أزلامه, فكان السيد البخاتي جندياً من جند الإمام الحجة عج, دمث الأخلاق مع زملائه, وعابداً حيث ما كان الله أن يعبد.

   بات سيف من سيوف خطوط الداخل, بعدما أنتدبه شهيد المحراب لهذه المهمة الجهادية, كونها من أصعب المهام في مواجهة السلطة, فيشهد له أنه ممن دك مضاجع البعث, وأرعب عروشه حتى سقوط النظام, لتبدا مرحلة البناء في عراق ما بعد التغيير, فأصبح أحد رجالات الجهاد والبناء, رغم ابتعاده عن الاضواء والاعلام, الا أن نظرته للإحداث كانت ثاقبة, ورؤيته كانت واضحة وسديدة.

   وبعدما سعت عصابات داعش الارهابية الاقتراب من حرم سيدة المخدرات زينب ع, كان على رأس قوة جهادية من الشباب المؤمن, فأسهم في تشكيل (سرايا أنصار العقيلة) للدفاع عن الحرم المقدس, فشهدت له عمليات (الحجيرة والبويضة) متحدياً الارهاب معاهداً عمته العقيلة: ((هيهات أن يصلوا أليك)) حتى دفع الله بدمائهم الزكية الخطر عنها, فعاد منتصراً ذاباً بنفسه عن عقيدة المذهب وراية الاسلام.

   ومنذ صدور فتوى الجهاد الكفائي؛ كان من السباقين في تلبية هذا الواجب ضمن سرايا الجهاد, فكان مصداق للقائد بلا عنوان مع زملائه على السواتر, ومستشار مع القادة في غرف العمليات, شارك في أغلب المعارك ابتدأ من (اللطيفية وبنات الحسن وجرف الصخر والعوينات والزلاية والسجر) وكان أول من دخل الصقلاوية فاتحاً بعد تحريرها, لاسيما في معارك البوشجل التي كانت من تخطيطه.

   ليختم صالح البخاتي مسيرة جهاده طيلت ثلاثة عقود بالشهادة, التي كان دائماً يتمناها خلال عمليات تطهير الفلوجة من براثن العصابات الارهابية, فكانت وصيته: ((عدم البكاء ولبس السواد عليه)) لأنه يعلم أنها أعلى درجات الإيمان والتقوى والذود في سبيل الله تعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك