المقالات

الإسلام السني؛ التناقض بين الواقع والمثال..! / قاسم العجرش

2423 2016-06-13

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

لا نحتاج الى جهد كبير، كي نحفر في تربة التطرف والإرهاب، فهذه التربة التي لا تحتوي على عناصر صلبة، ما علينا إلا أن نزيح عنها الغبار، حتى ينكشف وجهها الكالح..

هذه التوطئة تقودنا لأسئلة مباشرة، تحتاج الى اجابات وتوصيف مباشر، فرغم قلة المتطرفين اذا ما قورنوا ببقية المسلمين، فإن ما نشهده من تطرف وارهاب، يشكل الصورة النمطية للعالم الاسلامي والمسلمين، فما هي أسباب تشكل هذه الصورة المؤسفة؟!

لقد أنتج استيطان الاستبداد في العالم الاسلامي، الركود والجمود والتخلف والفقر، وهي العناصر الأربعة المغذية لطفيليات التطرف، في بيئة هشة أساسا، ومع العجز عن الإصلاح، وعدم توفر أدواته؛ خلت الساحة للمتطرفين فاختطفوا الإسلام السني، وساعدتهم ثورة الإعلام، ليصبحوا هم المتصدرين للأمة، والناطقين باسمها، وكانت النتيجة أن تشوهت صورة الاسلام والمسلمين، بالشكل المؤسف التي هي عليه اليوم.

 التطرف المنتشر في عصرنا الراهن، في البيئة الإسلامية السنية، يعد تراجعا في مسيرة المسلمين، ونكوصا إلى الجاهلية، الذي جاء الاسلام كنقيض وبديل لها، والتطرف الراهن بأشكاله ونماذجه المختلفة،  تعبير عن الحالة المضطربة، التي يعيشها العالم الاسلامي السني؛ جمهورا ودولا وأمة ورجال دين، بسبب التناقض بين الواقع والمثال.

عصر الرسالة الأول، الذي وإن لم يكن خاليا من نوازع الشر، إلا أن التسامح هو السمة السائدة، هو المثال الذي تدعي أمة الإسلام الراهنة الإنتماء له، لكنها ناقضت ذلك "العصر الجميل" بكل شيء، بعدما فشى فيها التطرف والظواهر الهوجاء، الى حد غدت فيه تهدم ولا تبني وتقتل ولاتحيي.

كي نمحي هذه الصورة السوداء، من سجلات تاريخ الإسلام، فإن الحقيقة التي يجب الإعتراف بها، هي أن البنية الفكرية للتطرف، متجذرة بشكل عميق، في عدد من المدارس الفكرية الاسلامية، ولا سبيل من اقتلاعها؛ الا باقتلاع هذا الفكر نفسه،

ثمة من يوصفون بالدعاة، لكنهم بالواقع قضاة، يصدرون الافكار والاحكام والفتاوي، التي تمنح العنف وصناعته شرعيتها، وحمامات الدم في العراق وسوريا، وليبيا وأفغانستان والصومال ونيجيريا، وفي كل مكان في العالم، وصلته ثقافة السيف الوهابي، هي الحصيلة المرة، لإسلام نبي الوهابية محمد بن عبد الوهاب.

كلام قبل السلام: ثقافة السيف الوهابي؛ هي التي ولدت التطرف والغلو، وخلقت إنفصاما بين الأصل والواقع، وإذا أردنا أن نقعد الأمور على قواعدها السليمة، ونتخلص من هذا العبيء المخجل، لابد من التوفيق بين الكتاب المقروء "القرآن" ككتاب مقروء، و"الحياة" ككتاب معاش بكل تجلياتهما، ولا بد من الوعي بالحكمة الإلهية؛ في خلق الانسان حرا عاقلا..                                          

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك