المقالات

مقارنة بين الوهابية واليهودية


( بقلم : حسن الديواني )

تلتقي [الوهابية] و[اليهودية] في عدة خطوط عقائدية ـ وفكرية ـ وذهنية ـ ونفسية .

ولربما كان لتسرب الإسرائليات إلى تراث المسلمين قد أخذ موقعه العميق في نفوس الوهابية .

وماكان لهذا التلاقي سيحصل لولا قابلية التلقي والتلقف عند الوهابية لكل رذيلة عند اليهود ..

أنا هنا لست بصدد استقصاء أبعاد هذا التلاقي والتطابق التام بين الفئتين ولست متتبعا للإصول التاريخية والسياسية في صنع هذا الاستنساخ اليهودي في صفوف المسلمين .

وإنما محاولتي فقط أن أضع الفريقين أمامكم ليرى كل من كان له سمع وبصر حقيقة التطابق .

ومايهمني من كل النقاط التالية هي نقطة واحدة يتلاقى فيها الفريقان وهي ( عداوة اليهود والوهابية ) ( للمؤمنين ) .

= إن عقيدة التجسيم والإرهاب وعداوة المؤمنين والشعور بالعزلة الفكرية والحسد هي أبرز السمات التي اتصف بها اليهود وهي صفات ذكرها القرآن الكريم .

1ـ وميلهم للتجسيم واضح ومن ذلك طلبهم لموسى عليه السلام :

( .. أرنا الله جهرة ..)

= والتجسيم معلن وظاهر في عقيدة ( الوهابية ) وقد سمع الجميع عن عقيدة ابن تيمية في صفات الله تعالى فهو من ينسب إلى الله اليد والعين والوجه والساق والحركة والانتقال .

والجميع مطلع أن أصل هذه العقيدة متسرب من كعب الأحبار اليهودي الذي ملأ كتب الحديث من عقيدة التجسيم .وقد وجد بعض الناس من المسلمين ممن لازال فيهم ميل لعبادة الأصنام والتماثيل وجدوا في هذه العقيدة ما يعوض عن الأصنام التي عاشوا على عبادتها عقودا طويلة في الجاهلية حتى خالطت لحمهم ودمهم فصعب عليهم تركها فليس في عقيدة الإسلام عوضا كافيا كما يشعرهؤلاء .

لأن عقيدة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عقيدة تتطلب إيمانا بالغيب وتستدعي إدراكا عميقا لصفات (الله ) التي لايمكن إدراك كنهها للإعرابي الذي لايؤمن إلا بما يرى بعينه ويلمس بيده فالأعراب (..أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله ).

2 ـ والإرهاب عند اليهود ينكشف في قتلهم للأنبياء بغير حق وقد أعلن القرآن هذه الحقيقة .

والفكر الوهابي هو نفسه الفكر الذي تجمع في كربلاء وسفك أطهر الدماء وانتقم من رسول الإسلام ص بقتل الحسين ع و ذريته ..

وقبل ذلك هذا الفكر هو الذي هجم على أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في المحراب وتقربوا إلى الله بقتله

إن هذا الفكر يشتق صفته وطبيعته ومزاجه وفهمه وعقيدته من عقيدة ومزاج اليهود فهو خط يمثل امتدادا طبيعيا لليهود في وسط العقيدة الإسلامية .

إن الذين قتلوا الحسين عليه السلام كانوا سيقتلون رسول الله صلى الله عليه وآله لو كان موجودا في كربلاء .

فهذه المعنويات التي يحملها جيش عمر بن سعد هي نفس المعنويات التي قتلت الأنبياء فيما سبق .

هذه المعنويات لم تسنح لها الفرصة لقتل الرسول ص في أيام حياته فقتلوه في شخص الحسين ع حين أصبحت الفرصة مؤاتية .

وهي نفس المشاعر التي دفعت ( الطالبان) وأتباع ( ابن لادن ) أن يهاجموا زوار الإمام الحسين عليه السلام في يوم العاشر .

إن هذا الخط الذي ( قتل الأنبياء ) في عهود سابقة بأيدٍ يهودية ,

هو نفسه الخط الذي قتل أمير المؤمنين في محرابه وهو نفسه الذي قتل الحسين في كربلاء ...

وهو نفسه الذي هجم على المؤمنين العزّل في العراق واستباح دماءهم الزكية .

هو خط واحد وإن اختلفت التسميات والأشخاص ..لأن المنطلق واحد وهو محاربة الله ورسوله والمؤمنين مرة باسم ( اليهود ) ومرة باسم ( الأمويين ) ومرة باسم ( الوهابية ) .

3ـ عدم رضاهم عن الناس إلا لمن اتبع فكرهم وملتهم :

( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .

وهذه صفة بارزة في الوهابية فهم لايؤمنون بالآخر ولايقبلون حوارا مع أحد ولا يقرون بمعتقد لأحد فالكل في نظرهم كافر يستحق القتل فدمه مباح وعرضه مباح وماله مباح إلا أن يدخل في معتقدهم بعد ذلك يحفظ دمه .

4ـ تخريبهم لبيوتهم بأيديهم .

جاء في وصف اليهــود :

ـ ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ).

= ومن الظاهر المكشوف عن ( الوهابية ) أنهم لايملكون أطروحة قويمة ولافكرا متكاملا في تأسيس دولة إسلامية وأكبر دليل على إفلاسهم هو فشلهم الذريع في :( أفغانستان ) ..

فالوهابية ليسوا فقط لايملكون مشروعا لبناء دولة ..

بل لايستطيعون إبقاء الدولة قائمة لو سقطت في أيديهم وهذا ماحصل في أفغانستان فقد أمسكوا بالبلاد .. ولكن أي حكم اتبعوا في تسيير النظام ..؟!

إنه حكم القتل والسفك والاعتداء وانتهاك الحرمات وسلب الحقوق كبيرها وصغيرها وتفريق الناس وتشريدهم ..

= وهذا ماعبّر عنه القرآن في حق اليهود أنهم أصحاب ( علو وتجبر ) ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض ولتعلن علوا كبيرا...)..

= حتى قضى نظام الطالبان على كل مظاهر الحياة فلم يعد أحد في العالم يرى صلاحية هذه الزمرة والعصابة ..!

فقد هدموا الدور والمباني وانتهى الأمر أن صارت البلاد صورة للدمار الشامل وتحقق فيهم قول الله تعالى

(يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين )..

لــه بقــية إن شاء الله تعالى ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماجد اللامي
2012-09-11
الوهابيه اساس الارهاب والدمار وهي حركة متحجرة فكريا ومغلقة ولاتؤمن بالتمدن ولايعرفون من الدين الا القشور فتراهم يحرمون دراسة المراة والتصفيق لتشجيع الطالب ولبس دبلة الزواج وقول سيدة للمراة وزيارة قبور الصالحين وكثير من فتاواهم التي لاتمت الى الدين بصلة سوى انهم يؤمنون بمنهجم وفقط لاغير
ali alumery
2007-10-24
اللهم صلي على محمد وال محمد اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظ وقائدا و ناصر ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وصلى الله على محمد واله الطاهرين
almudawi
2007-10-23
اعتقد ان المقارنه غير وارده وينبغي التفريق بين الفكر و الممارسه فاليهوديه واحد من ثلاث اديان سماويه معتبره وكثير من تعاليمه تدعو الى السلام و المحبه و احترام وهنا ادعو الاخ الكاتب الى قراءة الوصابا العشر لنبي الله موسى ( ع ) اما الوهابيه فهو فكر منحرف القتل و كراهية الاخر احد اهم اساسياته و هنا اود ان اشير الى اثنان من اريع نقاط اوردها الكاتب كنقاط التقاء بينهما 01 الارهاب اعتقد اننا لم نسمع يوما عن يهودي فجر نفسه و سط ناس اي ناس 02 عدم رضاهم عن الناس قليعلم الكاتب ان باسرائيل مليون مسلم 0
ابو حسن الكعبي
2007-10-22
لاتوجد ملة مثل الوهابية على مر تأريخ البشرية من ادم ع الى يومنا هذا ... اليهود ارفع من الوهابية ... سبحان الخالق من اية طينة خلق هولاء الارجاس !!! ... ليتبأوا مكانهم في جهنم وبأس المصير وللعنة عليهم في الدنيا والاخرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك