المقالات

يا ليتنا كنا معكم فما أسمى منزلتكم؟!

1738 2016-06-01

المتتبع لكلام المرجعية الدينية، يرى إنها لا تطلق الكلمات جزافا، ولا تقول العبارات مجاملة، فالمرجعية الدينية العليا، بعيدة كل البعد عن لغة المجاملات الفارغة، والتي ينتهجها من يميلون لمصالحٍ شخصية. 

كما إن كلام المرجعية، لم يكُ يوما كلاما طائفيا، أو تحريضيا أو فئويا، بل على العكس؛ فإن كل كلامها أبويا، روحيا، بلهجة العطف، وحنان الأب الحاني على أبناءه. 

في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف، بتاريخ 27 ايار /2016 ، والتي تلاها سماحة السيد الصافي، أكدت المرجعية على عظيم الشرف، والمكانة التي حظي بها المقاتلون، من جميع صنوفهم جيش وشرطة، ومتطوعين وعشائر. 

الواقفون على سواتر القتال، لم تجد المرجعية وصفا لهم، إلا بالقول مخاطبة إياهم: "إنّنا لا نجد من الكلمات، ما تفي ببيان قدرهم، ومكانتهم، ولا يسعنا إلّا أن نقول، إنّكم حقّاً الأجلّ قدراً، والأعظم أجراً ومثوبة،ً من جميع من سواكم، ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً".

المنزلة التي نالها هؤلاء المقاتلون، هي منزلة الشرف، ومنزلة الرفعة، والتي لا تدانيها منزلة، وعظيم هذه المنزلة، يعكس عظيم المعركة، وشرف المشاركة فيها، فالعبارات المنتقاة من قبل المرجعية العليا، تعطي دليلا واضحا، إن المقاتلون حظوا بنصرة الإمام المنادي "ألا من ناصر ينصرنا" فعبارة يا ليتنا كنا معكم، لم تطلق إلا لأصحاب الحسين عليه السلام، وهاهو إمام الإمة، المرجع الأعلى، يطلقها للمقاتلين النازلين بسوح الوغى، الفادين بأنفسهم تراب العراق، الذابين عن أعراض المؤمنين. 

هي معركة الشرف، والتي أكد سماحة المرجع، إن هناك صنفان من المشتركين الحاضين بفضائلها، الصنف الأول وهم من لبس القلوب على الدروع، وتمترسوا بدرع البذل والعطاء، على السواتر الأمامية, مضحين بأرواحهم, والصنف الأخر، الذي لم يحالفه الحظ في الحضور جسدا في المعركة، إلا إنه حضر بما يبذله من أموال، ومؤونة، تعطي للمعركة ديمومتها، وللمقاتلين إستمرارا في البذل والعطاء. 

لله دركم أيها العراقيون، أيها الحائزون على الشرف الأرفع، والوسام الألمع، والذين خاطبهم إمام الإئمة، سماحة المرجع السيستاني دام ظله، وهو يتحدث عن عظيم صبر العراقيين قائلا " أيّها الإخوة والأخوات، مضت سنتان منذ أن هبّ العراقيّون، للدفاع عن بلدهم، وشعبهم ومقدّساتهم، أمام الهجمة الهمجيّة الداعشية، وقد قدّموا خلال هذه المدّة، آلاف الشهداء، وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، ولكنّهم لم يملّوا، ولم يكلّوا، عن مقارعة الإرهابيّين، ولم يزالوا صامدين في مختلف الجبهات، بل إنّهم يزدادون إصراراً على الاستمرار، في جهادهم الدفاعي، الى تطهير آخر شبر من أرض الوطن، من رجس هؤلاء الظلاميّين". 

نعم لقد كنتم أيها العراقيون، مساهمون في هذه المعركة، شيبا وشبانا، صغارا وكبارا، شيوخا واطفالا، رجالا ونساءا، فسلام عليكم من شعب، لم يكل ولم يفل ولم يمل وطوبى لكم عظيم المنزلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك