المقالات

تحرير الرطبة و ساحة التحرير

2450 03:08:40 2016-05-23

لتدقيق المواقف ومعرفة صحة المسارات والسياسات يمكن التساؤل.. من سيفرح لتحرير الرطبة لفتح طريق بغداد-  طريبيل والتقدم في عملية تحرير الفلوجة والموصل، ومن سينزعج؟ ومن سيفرح لاقتحام الامانة العامة لمجلس الوزراء، وتطويق مؤسسات الدولة، ومن سينزعج؟

لن يختلف اثنان ان اعداء العراق و"داعش" سينزعجون من تحرير الرطبة.. وسيفرح ابناء الانبار والمواطنون العراقيون عامة.. سيفرح اصدقاء العراق وكل من يقف معه ضد "داعش" والارهاب. ولاشك ان الكثير من المتظاهرين في ساحة التحرير سيفرحون ايضاً، فانتصارات قواتنا المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر وكل المتصدين لـ"داعش" هو انتصار للعراق، ولكل المواطنين وليس للحكومة فقط. بالمقابل سيفرح "داعش" من اقتحام مؤسسات الدولة، ومن الاشتباكات بين القوات المسلحة وبعض المتظاهرين.. وسيفرح اعداء العراق وكل من اراد ويريد ابقاء عدم الاستقرار والامن في البلاد.. وسيفرح ايضاً افراد او قوى هنا وهناك يعتقدون انهم يستطيعون استثمار حركة الاعداء لابتزاز الناس والاصدقاء.

ويخطىء الحسابات والتقديرات من يعتقد ان ما يجري ايام الجمع من مظاهرات غير سلمية، والتخريب والاعتداء يحظى بتأييد غالبية عراقية غاضبة على البطالة، والفقر، ونقص الخدمات، وفشل الكثير من السياسات. فالغضب والتذمر، والمنابر المسؤولة الناقدة، والبيانات المدروسة المشخصة للاخطاء، وعدد غير قليل من المسؤولين الواعين، ومن المتظاهرين الملتزمين بسلمية المظاهرات وحقانية مطاليبها، ليسوا رصيداً للمخربين و"الدواعش" وبقايا النظام السابق.. بل هم الشعب الحقيقي، في مكانه الطبيعي، يمارس واجباته وضغوطاته بسلام وصرامة وحزم ومسؤولية.. بالصوت الجهوري، ومناصرة المواقف السليمة والخطوات الناجحة.. او بالصمت وازدراء المواقف الخاطئة والتجاوزات غير المقبولة. فهو بيضة القبان، وهو الحصانة الحقيقية لحماية البلاد، ولوعي الشعب لمسؤولياته وحقوقه ومحاسبة المسؤولين والحكومة بكل مؤسساتها، ودعم المقاتلين الابطال ومبادراتهم الشجاعة لتحرير البلاد من دنس "داعش" وكل من يتحالف معها فعلاً او ضمناً، ولمنع الانحرافات ووضع الحواجز في طريق عودة البلاد للاستبداد.

لابد من فرز الجبهات وعدم خلط الرايات.. ففي جبهة الشعب نجد من يعارض الحكومة ومن يؤيدها، من داخلها ومن خارجها.. فالتأييد والمعارضة لا تعني لا الخضوع ولا التقاتل، بل تعني ادامة وتوسيع جبهة الشعب ضد الاعداء، لتتوقف اطرافها عن اي عمل يزعزع الجبهات ويضعف القوات المقاتلة او يشاغلها.. وتعني ايضاً احترام المواقف المتباينة في صفوف الشعب التي تعرف متى؟ واين؟ وكيف؟ تختلف وتتحد، فالتظاهر حق ووسيلة تعبير لها ضوابطها ومحدداتها تماما كالصحافة والاعلام وغيرها من وسائل تعبير. وان خرق البعض لهذه الضوابط والمحددات يجب ان لا يكون سبباً لشرعنة الخروقات، بل لمعالجتها. وهذا كله يضع على الحكومة ومؤسسات الدولة مهمة لفرز جبهة الشعب عن اعدائه. فجبهة الشعب فيها المعارضين والغاضبين والمتظاهرين والمؤيدين والذي واجبها حمايتهم والاستماع اليهم، وفي جبهة الاعداء هناك المخربين والمندسين والمفسدين والارهابيين، فتمنعهم وتلاحقهم وتقدمهم للقضاء. فاخطر ما يواجهه وضع اي بلد هو اما قسوة الحكومة وخلط الاوراق وعدم التمييز بين الصديق والعدو.. او ضعفها وتهاونها، وعدم مسكها المبادرة وزمام الامور، وفقدان ثقة الجمهور بها، سواء لقصور او تقصير فيها، او بسبب خلافات قواها، ونتيجة ذلك كله هو الضعف والتخريب والارهاب والانقسام.

ان استمرار الفوضى وتوسع حجم المجهول، وازدياد تكهنات المرتقب، وتباعد الاطراف المتزايد عن بعضها، وعدم اتخاذ سياسة واضحة تغلق منافذ الفتنة وتطمأن المواطنين والاصدقاء وتحشد الحلفاء، سيخسرنا انتصارات الرطبة وغيرها، وسيفكك جبهة الشعب سواء اكانت مؤيدة او متظاهرة، اوغاضبة ما دامت مسالمة لا تقتحم ولا تعتدي ولا تتجاوز ولا ترفع السلاح بوجه بعضها.. اما الجبهة الاخرى، التي تستثمر اخطاءنا وسذاجة مواقف بعضنا، وضيق افق اخرين من صفوفنا، فمهما كان اسمها او مدعياتها لكنه سيصح عليها كلام امير المؤمنين عليه السلام عندما قال "الخوارج" قولتهم المشهورة.. "لا حكم الا لله"، فقال عليه السلام "كلمة حق يراد به باطل، لكن هؤلاء يقولون لا إمرة، فانه لابد للناس من امير بر او فاجر يعمل في امرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الاجل".

عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك