المقالات

لماذا يتم تكسير عظام الدولة؟! / قاسم العجرش

2019 2016-04-21

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com  

العراق شأنه شأن أغلب دول المنطقة العربية، دولة ريعية؛ والمجتمع ينظر اليها على أنها الوالد، الذي يتعين عليه إطعام أولاده، الذين يعتمدون على والدهم بتوفير كل شيء، من مأكل وملبس ومشرب، وتعليم وصحة وسكن، وبنى تحتية، ومصرف جيب أيضا!

لقد أكد الدستور العراقي النافذ، صفة الوالد للدولة، حينما حملها مسؤولية كل ذلك، بلحاظ ان الدستور صيغ في وقت الوفرة المالية، لكن وبسبب أن مواردنا باتت محدودة، بسبب الأزمة المالية الناجمة عن هبوط أسعار النفط، وبسبب أن  المجتمع لا ينتج ولا يخلق الثروة، إلا بحدود ضيقة ليست مؤثرة، فإن الصراع يصبح هو الحاضر دائما في حياتنا، وفي علاقتنا مع الدولة، وتغدو الدولة دائما خصما للشعب، مع أنه ولدها!

دورات الصراع تزداد وطأتها، حينما تنقص موارد الوالد، ويعجز عن توفير مطالب اولاده، ويأخذ الصراع أبعادا خطيرة، قد تعصف بوجود الدولة، ويذهب المجتمع نحو الفوضى حثيثا بأقدامه، دون أن يفكر بأن صراعه مع الدولة، لن يؤدي إلا لمزيد من التراجع والفشل..

على المجتمع؛ خصوصا في أوقات الأزمات والمحن، كالأزمة الإقتصادية التي نمر بها، وكمحنة إحتلال أجزاء عزيزة من وطننا، من قبل التحالف البعثي الوهابي، أن يعيد ترتيب أولوياته وإحتياجاته، وأن يقوم بما يمليه عليه العقد الإجتماعي، الذي تشكلت بموجبه الدولة، ونعني به الدستور.

إن تخلي الشعب عن بعض ما له على الدولة، في أوقات الأزمات أمر لا بد منه، بل ويتعين أن تكون الكفة مائلة لصالح الدولة، كي يعين المجتمع الدولة، على التصدي للأزمة ومخرجاتها، وفي هذا الصدد يجب أن تتسع مساحة العطاء، و تتقلص مساحة المطالب.

عطاء الشعب في أوقات الأزمات، وتحوله من مجتمع يأخذ بلا حدود؛ ولا يعطي إلا قليل، إلى مجتمع يعطي كل ما من شأنه، توفير أسباب القوة والمنعة، سيكون من مؤداه في نهاية المطاف، تحرر المجتمع من هيمنة الدولة وسجنها الكبير، ويحولها الى تابعة للمجتمع، تأتمر بأمره عبر مؤسساته التمثيلية المنتخبة، ويجعلها أداة فعالة لتشييد الحاضر وبناء المستقبل.

إتساع خطاب النقد اللا موضوعي، وتهويل الأخطاء، وعدم النظر الى المنجز الإيجابي، وتكسير عظام الدولة، بالتسقيط السياسي، وإلصاق تهم الفساد بكل الدولة، من راسها الى ذيلها، لم يكن عملا عفويا، أو ناتجا عن إحتقان مجتمعي فحسب، بسبب قلة المنجز.

كلام قبل السلام: لقد كان كل ذلك بالدرجة الأساس؛ عمل مخططا له بعناية فائقة، وأجريت عليه عمليات محاكاة، في أروقة التآمر على العراق ووحدته وسيادته، والهدف هو عزل الشعب عن الدولة، ليسهل فرض قيم جديدة وواقع جديد، ليس للقوى المتصدية للعملية السياسية راهنا، مكان فيه، ليتم الإتيان بقوى جديدة، هي بالحقيقة أدوات طيعة، بيد الغرب ودولة الحاج باراك اوباما حسين! 

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك