المقالات

شهيد المحراب..الشخص والمشروع / عبد الله الجيزاني

1946 2016-03-23

عبدالله الجيزاني              

عندما دخلت القوات البريطانية الغازية إلى العراق، عام 1920، كان أول المتصدين لها المرجعية الدينية.

 جندت الجيوش وخاضت معارك عنيفة مع القوات الغازية، ابتداء من الشعيبة في البصرة، رغم أن الحاكم العثماني، سخر كل إمكاناته طيلة فترة حكمه ضد المذهب الشيعي، لكنها ثوابت تؤمن بها المرجعية، ويرتكز عليها مذهب أهل البيت، لا تتغير مهما كان اسم وشخص وانتماء الحاكم.

ذاك الموقف كان بداية لتشخيص الشيطان وجنده، لعدوهم الحقيقي، الذي بوجوده لا يمكن تحقيق مخططات الغرب الخبيثة ضد الإسلام والمسلمين، من هناك انطلقت المؤامرات ضد المرجعية وخلص رجالها.

بعد تولي الإمام الحكيم شؤون المرجعية، ذلك الشاب الذي قاتل المحتل الانكليزي عام 1920، جند المستعمر البريطاني أدواته كلها، للنيل من مرجعية الإمام الحكيم، والدس ضدها، حتى كانت تهمة التجسس القبيحة التي أطلقت ضد نجله الشهيد محمد مهدي الحكيم، كذلك عمل على اختراق أول إطار سياسي شيعي، لتجنيده لضرب المرجعية، وهكذا كان، حيث وقف هذا التنظيم بوجه أي مشروع ناضج تحت قيادة المرجعية.

بعد رحيل الإمام الحكيم، تصدى أبنائه للشؤون العامة، تحت نظر مرجعية الإمام الخوئي، إضافة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر.

 الشهيد محمد باقر الحكيم؛ أهم شخصية في الساحة تجسد مشروع المرجعية، لذا حاول نظام البعث التخلص منه بإيحاء بريطاني؛ تارة من خلال التسقيط على لسان ذاك التنظيم، وأخرى من خلال التضييق عليه وسجنه.

 هاجر شهيد المحراب إلى سوريا، ومنها إلى الجمهورية الإسلامية، حاملا معه مشروع الأمة، الذي دفع لأجله لاحقا 63 من إخوته وأفراد أسرته، علماء وفضلاء في الحوزة الشريفة.

عاني السيد الحكيم في الغربة من نفس أبناء التنظيم، حيث دفعهم البعث إلى الجمهورية الإسلامية، بعنوان المعارضة، عملوا جهدهم ضد المرجعية ومحاولة إسقاطها في نظر الأمة، أتحد ضد السيد الحكيم، الانحراف والعمالة والبعث والمستكبر الغربي والطائفي العربي، كون سماحته يحمل مشروع المرجعية الدينية، وهو المشروع الحقيقي الذي يمكنه أن يحقق طموحات المحرومين والمهمشين وأحرار الأمة.

 كل هذا لم يمنع شهيد المحراب من الحفاظ على مشروعه بكل ثوابته؛ علاقته بالمرجعية، تصديه للعمل السياسي، خوض المعارك مع النظام، تدويل قضية الشعب العراقي، رسم علاقات متميزة مع المحيط العربي، لذا كان الرقم الأول في المعارضة العراقية، بل محور حركتها.

بعد التغيير عام 2003، عاد شهيد المحراب، يحمل معه نفس المشروع الذي هاجر معه، وضع الأسس والثوابت، افرز آليات التنفيذ، حدد خطط بناء الدولة، لكن كما في أيام المعارضة، وقف شياطين الأمس ضد كل ما خطط له، ليبقى العراق كما هو اليوم.

 رحل شهيد المحراب، وترك مشروع مازال الأول في كل شيء، متى أدركته الأمة وتمسكت به، بلا شك سينقذها من ضياعها. لكن أنى لها ذلك، وقد كثر وساد العملاء والفاشلين وأصحاب الشعار، لتخلط الأوراق، وتضيع ملامح الإنقاذ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك