المقالات

دولة القانون ترتجف من الاعتصامات

1870 2016-03-22

الظاهر أن دولة القانون لا تحبذ الاعتصامات الجماهيرية التي تطالب بحقوقها ، لأنها تعرف جيدا ان حقوق الجماهير اغتصبت من قبل دولة القانون .
فبعد أن كانت الاعتصامات في الانبار والموصل أدت الى سقوط تلك المدن بيد داعش فلم تبالي بما حدث لان رأس دولة القانون سالم وبعيدة الإحداث عنه وعنهم ، أهم شيء عندهم ان تكون المنطقة الخضراء محصنة وبعيدة عن الاعتصامات . 
وبعد أن تصاعدت التظاهرات الشعبية الجماهيرية في ساحة التحرير لتتحول الى اعتصام إمام بوابات المنطقة الخضراء ، دب الخوف في قلوب دولة القانون وأصدروا بيان أرادوا منه إشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ، ولكن الجماهير واعية استطاعت أن تفهم اللعبة ، وتعبر الى المرحلة الثانية وقد تكون هناك مرحلة ثالثة يتغير السيناريو في المنطقة ويصبح كل الساكنين فيها من الفاسدين والفاشلين خلف القضبان او مسحولين في الشوارع .
إن من يريد ان يسرق ويفسد بهذا البلد ويدعي ان الاعتصام على أبواب المنطقة الخضراء المحصنة بالفاسدين هو إسقاط للعملية السياسية .. والسؤال الذي يطرح : أي عملية سياسية جئت بها لتخدم بها أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره ؟!!!
إنها العملية السياسية التي نهبت وسرقت بها أموال الشعب العراقي وانتم يا دولة القانون تتفرجون وتدعمون السارق والفاسد وتهربوه خارج البلد بدواعي أنه مجاهد وداعيه .. أي جهاد هذا ؟!! 
لقد ظهر الخوف بوجوه دولة القانون وكأنما نفس المرحلة التي مر بها نظام صدام عندما كان يظهر ( أبو اللعلوج ) بأن القوات الأمريكية تهزم ولم تدخل بغداد .. والظاهر إن القوات الأمريكية فوف جسر الجمهورية وسط بغداد .. الاعتصام باقي على أبواب المنطقة الخضراء الى أن يحاسب كل فاسد وفاشل وتنظف تلك المنطقة من هؤلاء الفاسدين .
تتحجج دولة القانون بأن الاعتصام مدخلا للتداعيات الأمنية نقول لهم : أنها اعتصامات سلمية لا تحمل أي خطاب طائفي تحريضي يدعو إلى القتل ، بل ما يحمله المعتصمون مطالب شرعية الهدف منها أصلاح العملية السياسية ومحاسبة الفاسدين الكبار وإرجاع الاموال المنهوبة ، وإبعاد البلد عن المحاصصة الحزبية التي دمرت البلاد والعباد .
إن دفع العبادي باتجاه منع الاعتصامات هو الدفع باتجاه خلق فوضى في البلد التي تريدها دولة القانون لكي تجعل الأجواء مشحونة تؤدي الى القتال بين أبناء الطائفة الواحدة ، وأن العدو يتربص بنا .كفى العيش على زرع بذور الفتنة ، وكفى العيش على دماء أبناء الشعب العراقي ، وكفى نهبا لأمواله ، وكفى تنظير . لقد عرفكم الشعب على حقيقتكم ، وبانت علامات التعجب على وجهه من أفعالكم ، فلا تنفعكم البيانات التي تخاطبون بها الشعب ، ولا تصريحات من على القنوات الفضائية ، بأن الاعتصامات مخالفة للدستور .. هل أنتم عاملون بما جاء به الدستور ؟!!! 
اختم قولي واقول كما قال الله في كتابه الحكيم ( يا ايها اللذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك