المقالات

حديث عن التنافس داخل الجسم الشيعي.! / قاسم العجرش

1729 08:38:51 2016-03-21

قاسم العجرش  لم تُبنَ العملية السياسية في العراق؛ تلك التي أنطلقت عقيب الخلاص، من نظام القهر والإستبداد الصدامي، على أسس سليمة، ولم يتم بناء القوى السياسية المشاركة فيها، وفقا لقواعد بناء الأحزاب المعروفة، ذلك لأنها بنيت على عجل، ورافق تلك العجالة في البناء، أمراض كثيرة، في مقدمتها عدم قدرة القوى السياسية، على بناء علاقات بينية؛ قادرة على تسيير العمل السياسي، على نحو طبيعي إيجابي. لقد كان السعي للإستحواذ على السلطة، نظرا لإمتيازاتها اللامحدودة، سببا مباشرا لحصول خلط كبير، بين مفاهيم العلاقات السياسية البينية المعروفة، ولم يتمكن الساسة ومريديهم وأتباعهم، من التمييز بين مفردات مهمة، كالصراع والعداء والتنافس، فأختلط الحابل بالنابل، وأصبح كل عدو لبعض، وباتت النبال ترمى بكل الإتجاهات، وكانت النتيجة أن كثرت الإصابات في كل الصفوف، وكان الصف الإسلامي الشيعي بالتحديد، الأكثر تعرضا للإضرار والخسائر! نافلة القول أن توصيف الموقف السياسي؛ لا يستند الى معطيات دائمة، وكل شيء قابل للتغير، تبعا لإشتراطات الواقع ومخرجاته، ومثلما أنه ليس في السياسة صداقات دائمة، فإنه ليست هناك عداوات دائمة، وعدو الأمس يمكن أن يكون صديق اليوم، والعكس قابل الحصول في كل زمان ومكان، ولذلك فإن على المنخرطين بالحقل السياسي، أن لا يخلطوا بين أنواع العلاقات السياسية، بين القوى التي لها وجود، على الساحة السياسية. مع أن الأعداء السياسيين؛ هم فقط أولئك الذين ينتمون الى الضد النوعي، وأن ثمة مسافة كبيرة؛ بين مفهومي العداء السياسي والمنافسة السياسية، لكن الخلط بين المفهومين ؛هو السائد في الساحة السياسية الشيعية، وفي حالتنا الشيعية السياسية، فإن الأعداء الذين أعلنوا عدائهم للشيعة وقواهم السياسية، هم التكفيريون وما يتبعهم من قوى سياسية، حيث ترجموا عدائهم على الأرض، قتلا وإستهدافا للحياة، وتخريبا للعملية السياسية على قدم وساق. بدرجة مقاربة، فإن القوى العلمانية؛ التي تركز في خطابها على تخطئة القوى الإسلامية، يشكلون ضدا نوعيا واضحا، وهو ضد كشر عن أنيابه مؤخرا، ويعمل على الإطاحة بالقوى الإسلامية جميعا، مع العرض أن القوى العلمانية العراقية، لم تقم بعمل بارز لمقارعة النظام الصدامي، أو العمل على الإطاحة به، بل يمكن القول، أنها كانت في حالة وفاق مع البعث الصدامي، أو على الأقل كانت مهادنة له، أو أنها قبلت بوضع السكون، وحكاية الجبهة الوطنية للشيوعيين معه، لا يمكن أن تغيب عن الأذهان،  لكن في داخل صفوف العلمانية ذاتها، ثمة تنافس كبير بين الماركسيين مثلا، وبين الليبراليين.  كذا الأمر في الصف الإسلامي، وفي داخل البيت الشيعي، فإن التنافس مسألة طبيعية، بل ومحمودة الى حد كبير، لأنها ستطرح أمام الشارع الشيعي خيارات متعددة، وكلما ضاقت مساحة الإختلاف، فإن مناخا ديكتاتوريا إستبداديا هو الذي سيسود، والوسط الحي الفاعل، هو الذي يستطيع إنتاج بدائل متعددة. وسطنا الشيعي وسط منتج وخلاق، ولنا في تعدد المرجعيات الدينية مثلا ممتازا، على قدرة التشيع ،على إنتاج مساحة مسيطر عليها للإختلاف. سنتحول الى مذهب ميت بدون إختلاف، لذلك فإن وجود قوى سياسية شيعية متعددة، أمر مندوب بذاته، هذا هو المبدأ الأساس، في بناء بيت شيعي سياسي حي فاعل. كلام قبل السلام: التيار الصدري وحزب الدعوة والمجلس الأعلى، وباقي القوى السياسية الشيعية، قوى سياسية متنافسة داخل البيت الشيعي، ولا صراع بين بعضها بعض، ولا يجب ان يكونوا أعداء، كما تبدو صورة اليوم..!   سلام...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك