المقالات

حديث قصير قبل التغيير الوزاري..! / قاسم العجرش

2730 2016-03-16

قاسم العجرش 

كثر الحديث في ضرورة الإصلاح، وكانت نهاية مطاف الأحاديث، أن أعطى رئيس الوزراء، الكتل السياسية مهلة تنتهي اليوم الأربعاء، لتقديم بدلاء لوزارها، على أن يكون البديل مستقلا، والحقيقة أن هذا الطرح، يفتح الباب على جملة من الأسئلة، يمكنها أن تبدأ، ولكن لا يمكن تصور أفق واقعي لإنتهائها..

بدءأ فإن أطروحة التغيير الوزاري، تفترض صلاح السيد رئيس الوزراء، فيما تفترض أن بقية الوزراء، او على الأقل السواد الأعظم منهم، كانوا فاشلين، ولذلك ترى هذه الأطروحة، أن إستبدالهم بات ضروري جدا..وهذا طرح فاسد بذاته، لأن ليس بيدنا معطى علمي، أو مقياس بارومتري يمكن الركون اليه، في تحديد صلاح أي مسؤول حكومي، في مجمل الدولة العراقية، وخصوصا أولئك الذين يتبأون المراكز العليا، وفي مقدمتهم منصب رئيس الوزراء.

ليس بيدنا في هذا الباب؛ إلا أن نسلم بأن الصلاح مسألة نسبية، ولذلك فإنه أذا كانت هناك رغبة جامعة بالتغيير، فمن باب أولى أن يكون التغيير شاملا، وليس إنتقائيا، كما هو حاصل الآن، حيث يطرح السيد رئيس الوزراء نفسه الآن، كحامل للواء الإصلاح، فيما يفترض أن بقية الساسة، وكتلهم السياسية باتوا معرقلين لعملية الإصلاح.

بالنسبة لتوصيف الفشل، فإنه موضوع يحتمل التكييف، ويسحب خلفه أسئلة؛ تتعلق بكيفية تحديد أطره، ومدياته ومقايسه ومعاييره، في ذات الحزمة من أفتراضات الإصلاح، التي يتحدث بها رئيس الوزراء، ثمة كلام يربط بين فشل الوزراء المفترض، وبين إنتمائهم لأحزاب وكتل سياسية، وتتناسى هذه الإفتراضات، أن السيد رئيس الوزراء نفسه، ينتمي الى حزب سياسي كبير، بل هو أحد قادة ذلك الحزب، بل ووصل الى منصب رئيس الوزراء، عبر توافقات سياسية، يعرفها كل العراقيين، ولم يحصل أن تم إنتخابه مثلا بشكل مباشر من الشعب، بل ولم يتم إختياره تحت سقف البرلمان إبتداءا، وهو رجل حزبي بشكل واضح ومؤكد، وليس في ذلك ضير مطلقا!

كثيرا ما يطرح بأن الإصلاح، يعني تغيير الوزراء كأشخاص، وكأن الأصلاح يكمن في تغييرهم فقط، لأنهم ينتمون لأحزاب سياسية، ولأنهم يتحملون الفشل بسبب هذا الأنتماء، وهنا تطرح تساؤلات..ومن قال بأنه يجب أن يتم تغييرهم بسبب إنتمائهم السياسي، فيما السيد العبادي قيادي كبير في حزب سياسي؟!

كلام قبل السلام: ما نعرفه يقوض ما نريد قوله، ولو قلنا كل الذي يجب أن يقال، لفضحنا أنفسنا..!

 سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك